منصور عبد الغني يكتب : صدق الرئيس

147

هواء نقي

 أعلن المارد خروجه من قمقمه، ومد ذراعه الطويلة إلي العمق الليبي في عملية جوية بدأت مع أول ضوء يوم الأثنين الماضي، ليستيقظ المصريون بعد ليلة مظلمة طويلة وكئيبة علي صوت العميد “أحمد” يخبرهم بميلاد صبح جديد، وبدء مرحلة تكتيكية وتعبوية مختلفة عما سبق وأن للمصريين درعا وسيفا. ويعلم القاصي والداني بأن الصبر قد نفد والمجهول في الأجواء الليبية أصبح معلوما مزينا بالعلم المصري مدعوما بتأييد الجيش الليبي لمواجهة الإرهاب في أماكن تجمعه وتدريبه وقبل انطلاقه للأراضي المصرية.

الضربات الجوية المصرية وما حققته من نجاح في تدمير أهدافها يؤكد أننا موجودون علي الأرض نرصد، ونحدد ونراقب، ثم نضرب عندما تستدعي الأحداث ذلك، وهو ما حدث ليعلم المصريون بأن جيشهم قادر ونسورهم الجوية تستطيع الوصول إلي حيث حماية الأمن القومي المصري شرقا وغربا وجنوبا.

أفهم أن هذه الضربة وما حققته من تدمير لأهداف دقيقة في توقيت قياسي ما هي إلا رسالة واضحة للإرهابيين في ليبيا وداخل قطاع غزة وعلي الحدود الجنوبية، وفي محيط باب المندب، وفي الداخل بأننا موجودون وقادرون وسننفذ لحماية دولتنا ولن ننتظر الإذن من أحد مهما كان، وأن أهدافنا محددة وواضحة علي جميع الاتجاهات التي يتوهم إرهابيوها بأنهم يمثلون تهديدا للدولة المصرية ومصالحها وخطوطها الحمراء التي لا نقبل الاقتراب منها.

صدق الرئيس “عبد الفتاح السيسي” القائد الأعلي للقوات المسلحة عندما قال للإرهابيين نحن نراكم ونعلم من يساعدكم ولن نترككم ووفي بتعهداته عندما كانت الإرادة الشعبية الكاسحة تنتظر منه القصاص والثأر لدماء المصريين التي اريقت علي شاطئ المتوسط من قبل جبناء وعملاء مرتزقة قبلتهم الوحيدة من يمولهم ويوفر لهم السلاح، والتحرك العسكري كان ضروريا في هذا التوقيت ومهما تكن دعايات الاعداء داخل البلاد وخارجها فإن رد الفعل الشعبي وحماية الداخل من الانهيار والتأييد الجماهيري الكاسح يفرض علينا أن نؤدي التحية لمن قرر ونفذ وأعاد إلينا كرامتنا.

التعليقات متوقفه