أمينة النقاش تكتب: الخطوة التالية

124

ضد التيار

يتوهم الإخوان وحلفاؤهم الأمريكيون والغربيون، عندما يظنون أن تصعيد العمليات الإرهابية ضد المصريين ودولتهم في الداخل والخارج، من شأنه أن يبث الرعب، ويشيع الفرقة، ويروج لليأس والعدمية، ويشيد حصونا سميكة تباعد بين الشعب وحكامه، بينما تثبت كل التجارب الأليمة التي فرضت علينا أن العكس هو ما يحدث تماما. وحد الألم ما بين المصريين، وجدد لهم التأكيد بدل المرة ألف مرة، أن الإخوان منظمة إرهابية، لا دين لها ولا وطن، وأن التنظيم الدولي لها، هو وكيل لأجهزة المخابرات الدولية، لتنفيذ أهدافها الاستعمارية في إفقار الشعوب ونهب بلادهم وحفظ أمن إسرائيل، وأنه لا سبيل إلي التفاوض أو المصالحة مع الإرهابيين، لأن ذلك يدفعهم إلي مزيد من التمادي في التخريب والتدمير باستخدام الذبح والقتل  وتفجير البشر والمنشآت، وترويج الشائعات وفبركة الأكاذيب والترهات من قبل مأجوريهم في القنوات الفضائية القطرية والتركية. من قبل لو كانت مصر سلمت الأختين كاميليا ووفاء إلي داعش لانقذت المصريين الواحد والعشرين من الذبح!

التسجيل الصوتي لإرهابيي داعش وهم يذبحون 21 شهيدا مصريا علي سواحل ما أسموه “ولاية طرابلس الليبية علي البحر الأبيض المتوسط” انطوي بجانب ما سبق، علي تهديد صريح لإيطاليا والدول الغربية والولايات المتحدة حين قال “اليوم نحن في جنوب روما، في رأس الإسلام ليبيا، نرسل رسالة أخري أيها الصليبيون، أن الأمان لكم أماني، لا سيما أنكم تقاتلوننا كافة، فسنقاتلكم كافة حتي تضع الحرب أوزارها.. وأن هذا البحر الذي غيبتم به جسد الشيخ أسامة بن لادن.. اقسمنا بالله لنشوبنه بدمائكم”.!

القرار الذي اتخذه مجلس الدفاع الوطني بتوجيه ضربة لقواعد الإرهابيين في ليبيا، قال لكل من يعنيه الأمر، إنه لا وقت للأوهام. وبرنامج العمل الذي انطوي عليه خطاب الرئيس السيسي إلي الأمة، حدد جدول الأعمال، والخطوة التالية، حين دعا إلي الاصطفاف الدولي لاستئصال الإرهاب من جذوره، وحين أكد أن التنظيمات الإرهابية لا فرق بينها، وأنها ذات هدف واحد، وأن التعامل معها بانتقائية وازدواجية في المعايير لا يزيدها إلا شراسة.

برنامج العمل الذي حدده الرئيس يتضمن بالإضافة لذلك المنع النهائي لسفر المصريين إلي ليبيا في الظروف الراهنة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة لتسهيل عودة الراغبين منهم في ليبيا إلي مصر، وإجراء الاتصالات الدبلوماسية مع هيئة الأمم المتحدة ودول العالم، من أجل رفع الحظر  المفروض علي تسليح الجيش الليبي، لاسيما مع تدفق الأسلحة التركية والقطرية إلي الجماعات الإرهابية في المدن التي تسيطر عليها داخل ليبيا كما يعد تهديدا للسلم والأمن الدوليين، ويحق معه اللجوء إلي البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة لمحاربة تلك الجماعات.

وقد نجح المسعي المصري خلال أيام قليلة، في إقناع فرنسا وايطاليا بتشكيل تحالف يمكن أن يضم إليه عدد من الدول الخليجية والأردن لتحقيق تلك المهمة، إذا ما عرقلت الولايات المتحدة الجهد المبذول لتمكين الحكومة الليبية الشرعية من مواجهة تلك الجماعات.

وليس بعيدا عن ذلك، أن تبذل الدبلوماسية المصرية، جهدا داخل الجامعة العربية، لإحياء اتفاقية الدفاع العربي المشترك لمواجهة هذا الحظر الذي يسعي للتمدد ليس في مصر فحسب، بل في دول الخليج ودول المغرب العربي.

لعبت التنظيمات الدينية المتطرفة دورا لا جدال فيه، في تشويه صورة الإسلام في الدول الغربية التي يقطنها نحو أكثر من أثني عشر مليون مسلم، فإذا صحت الجامعة العربية من سباتها العميق، فعليها أن تتوجه للمؤتمر الإسلامي للتنسيق معه، من أجل صياغة سياسة إعلامية وثقافية تمحو من الذهنية الغربية هذا الربط المشوه والمخطط بين الإسلام والإرهاب.

وليس هناك من شك أن مجزرة داعش للشهداء المصريين، جاءت علي النجاحات المعلنة وغير المعلنة التي يحققها الجيش به يوميا للقضاء علي أوكار الإرهاب المتخفي بالدين في سيناء، وإلي مواصلة الشرطة المصرية تطهير المدن والقري المدنية من بقايا هؤلاء، ولمنعنا من إجراء الانتخابات النيابية، وإفشال المؤتمر الاقتصادي، ولا رد علي ذلك سوي بوحدة الصف الوطني لإتمام هاتين الخطوتين بنجاح وباليقظة التامة الفاعلة في كل أجهزة الدولة ومؤسساتها الرسمية والخاصة، لإفشال مخططات انتقامية محتملة، مع الوضع في الاعتبار، أن نجاحنا مرهون بمدي قوتنا التي يعززها حقنا الشرعي والعادل في الدفاع عن النفس.

وحمي الله مصر من كل الشرور.

 

التعليقات متوقفه