زادت مؤخرة ظاهرة إقامة “حفلات توقيع للكتاب ” ،حيث أصبح من السهل على المؤلف أن يقترح على جهة أدبية أو ثقافية ،أن تحتفي بكتابه من خلال توزيع كتابه مجانا على الحاضرين بعد أن تتسع المنصة ويتفرغ الكاتب للحديث عن كتابه ،الذي أقيم من أجله الاحتفال ، وبالتأكيد يحرص المؤلف على دعوة القنوات الفضائية والإعلاميين لتغطية الحدث ،وربما يتفق الكاتب مع بعض زملائه الأدباء أو بعض النقاد للحديث عن كتابه،وغالبا تكون الآراء إيجابية،أي لصالح الكاتب،وفى نهاية الحفلة تبدأ عملية توقيع الكتاب وتوزيعه مجانا على الحاضرين وسط حفاوة الآخرين .
قالت سارة فوزي كاتبة ومعيدة بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة وصاحبة كتاب ” محاضرتين وكوباية شاي “،أن حفلات التوقيع لها دور كبير في توزيع الكتاب وانتشاره بسرعة وسط الجماهير ، كما إن اللقاء المباشر بين القارئ والمؤلف يخلق تفاعلا بينهم لمناقشة الكتاب وعرض الآراء حوله .
كما أكدت أن الحفلات تجعل الكاتب على علم بمدى انتشار الكتاب وأيضا معرفة الشريحة العمرية التي تقرأ له ، ومواصفات وخصائص الجمهور المتابع له، والاستفادة من نقدهم للكتاب .
ومن جانبه قال الشاعر محمد أبو ذكرى، صاحب ديوان “ثورة عاشق لم تكتمل ” ، إن الحفلات يكون لها دور كبير في تعريف الكاتب لدى الجمهور ، حيث يقوم الشاعر بتعريف نفسه ويفتح مجالا للنقاش مع الجمهور ويتم الحديث عن الكتاب .
أوضح “أبو ذكرى ” أول حفلة للشاعر أو الكاتب تصنع له اسما في عالم الثقافة ، ويعرف الشاعر (مساحته بالقواقع )، مشيرا إلي أنه من الممكن الحديث عن ديوان جديدة للشاعر لم ينتهي من كتابته ،للإعلان والتشويق له،حيث إن حفلات التوقيع تزيد من نسبة المبيعات للكتاب.
قالت الشاعرة ريم أبو المكارم صاحبة كتاب ” بن تقيل” ، إن الحفلات لها دور كبير في خلق نوع من المناقشة الفعالة بين الشاعر وجمهوره ، والنقد البناء أثناء المناقشة يساعد الشاعر كثير في عدم الوقوع في الخطأ مرة أخرى.
أما بالنسبة للجمهور فالموضوع مثمر لأنه يفهم مضمون الكتاب وبالتالي يزداد حرصه على اقتناء الكتاب بعد الحديث عنه، وزيادة حرصه على قراءته كامل ،مشيرا أن الحفلات تساعد الكتاب الجدد في الإشهار ووصول كتاباتهم للقارئ وتسليط الضوء عليهم .
وقال فارس خضر ، مدير دار “الأدهم” للنشر والتوزيع ، إن بعض القراء في البلاد التي ترتفع فيها نسبة القراءة بدرجة عالية ، ويرون أن رؤية الكاتب والحوار معه متعة لهم ويوصف لهم مدى إبداعه بدلا من أن يظل شخصا مجهولا بالنسبة لهم .
وتابع أنه في ظل انخفاض درجة القراءة والقراء ،فأننا نحاول إحياء القراءة مرة أخرى بالحفلات التي يتم التوقيع فيها مع الكاتب ، لجذب الجمهور وإشهار الكتاب وتسليط الضوء على الكاتب ، ومن جانب أخر فالحفلات تؤدى إلى زيادة نسبة المبيعات خاصة في ذلك اليوم .
التعليقات متوقفه