لا ” للحل السياسي” مع جماعات القتل والذبح

32

اضاعة للوقت وقول حق يراد به باطلإ

تحقيق  شيماء محسن

لاقت  الضربة الجوية التي قام بها الجيش المصري ضد تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا على خلفية ذبح 21 مصريا من أبناء الوطن تأييدا واسعا وارتياحا بين اغلب المصريين , غير أن أمريكا والغرب يطرحون ضرورة  إيجاد حل سياسي للازمة خلفت ضحايا مدنيين في ليبيا ليسوا طرفا في الصراع الدائر هناك استغلته بعض الدول مثل قطر لتشويه سمعة مصر وشن حرب إعلامية ضدها.. إمكانية الحل السياسي مع الأطراف في ليبيا أطروحة يفندها بعض المحللين السياسيين.

المستشار حسنى السيد، يرى أن الحل السياسي لا يمكن أن يتم في ظل الظروف الراهنة في ليبيا ولكن وارد بالنسبة للشعب الليبي نفسه ، ليبيا توجد بها حكومتان فهناك حكومة وجيش معترف بهما دوليا بقيادة اللواء حفتر ،يمثل اختيار وموافقة الشعب الليبي لهما، مبينا أن الحل السياسي يصلح مع حكومة طرابلس لكن لا يصلح  مع الجماعات المتطرفة لأنها لا تريد الحل السلمي وهدفها إقامة الخلافة الإسلامية وتقسيم الدول العربية إلى دويلات وذالك لحساب الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأمريكية .

وأكد” حسنى ” أن إسرائيل ليست ببعيدة عن المشهد الحالي ولكنها تشاهد من الخارج، بعض الدول مثل قطر وتركيا تمد هذه الجماعات الإرهابية بالمال والعتاد بأكثر من طريقة خفية حتى لا تتم إدانتها ، هناك تمويلات أخرى لهذه الجماعات منها آبار النفط التي قاموا بالسيطرة عليها في العراق .

من ناحية أخرى قال حسنى إن مصر لا يمكن أن تتخطى الحدود التي رسمها القانون الدولي ، وتوجيه الضربات الجوية ضد داعش في ليبيا ، تم بالاتفاق مع الحكومة الشرعية للشعب الليبي.

مبينا أن قرارات هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإيجاد حل سلمى غير صائبة فقراراتها لا تخرج إلا معبرة ومؤيدة عن الدول الأكثر تمويلا للأمم المتحدة كما أن هذه الجماعات المتطرفة تهدف لتدمير وزعزعة استقرار الدول، عن طريق عمليات قتل وذبح المصريين في ليبيا ،لعرقلة استكمال خارطة الطريق وإجراء الانتخابات النيابية أو التوقف عن استكمال المؤتمر الاقتصادي في شهر مارس القادم.

مؤكدا أن مصر بدأت بالفعل في الصعود إلى القمة ،وتستند على أرض ثابتة خاصة بعقد المؤتمر الاقتصادي،وقريبا تأخذ مصر مكانة متميزة بين دول العالم .

ووجه ” حسنى ” رسالة لدولة قطر الداعمة لهذه الجماعات ، أن الإرهاب لم يكن ببعيد عن حدوها وسيتخطى الحدود لداخل الدولة بالرغم من كل ما تحاوله الحكومة في الدوحة من السيطرة عليه .

وأوضح “حسنى ” أن الثورة الليبية في 17 فبراير قامت باختيار برلمان ورئيس وزراء ووقف الشعب  مع الجيش لحكم البلاد ،لذالك لا يمكن التعامل إلا من خلال الحكومة الشرعية المتفق عليها من الشعب ، أما حكومة طرابلس فلم يتم الاعتراف بها من جانب الشعب وهى التي تدعى أن مصر اخترقت المجال الجوى لدولتهم ، ونرد أن الشعب المصري قياداته وشعبا وجيشا لا يريد التعدي على حدود دولة ليبيا الشقيقة وإنما نحمى حدودنا الغربية .

وأما الدكتور سعيد اللاوندى ،خبير العلاقات السياسية والدولية ، فقال إن المجتمع الدولي أكد ضرورة الحل السياسي ولكن مصر كانت على حق في الضربة الجوية على داعش ، لافتا إلى أن الولايات المتحدة دخلت سوريا دون أذن دولي وقامت بالضرب بحجة أنها ضد داعش  وهى ذاتها التي تدعمها في ليبيا .

وتابع ” اللاوندي : بريطانيا دولة متناقضة ترى ضرورة وجود حكومة شرعية موحدة في ليبيا قبل رفع قرار الحظر عنها ومن جانب آخر لم يحدث ذالك في سوريا  .

وأكد سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية ، أن رد فعل تنظيم داعش الإرهابي على الضربة الجوية المصرية ، يحدد الخطوات التي ستتبعها مصر خلال الفترة المقبلة من خلال هجماتها على التنظيم .

مشددا ” على ضرورة عمل تحالفات دولية للقضاء على هذا الإرهاب العالمي ،خاصة مع أوروبا وبريطانيا ودول الجوار،والتنسيق معها لبحث كيفية التخلص من هذا الجماعات المسلحة.

وأضاف ” عيد” أن دور مصر في ليبيا سيقتصر على دعم الجيش الليبي وتقديم كل الخبرات العسكرية للحكومة الشرعية للبلاد وتعزيز قدراتها لاستعادة الاستقرار وتطهيرها من الإرهاب، مؤكدا أن قيام مصر بعمليات عسكرية موسعة ضد داعش  لا يصب في صالح مصر بل ربما يكون محاولة لاستنزاف الجيش المصري .

ووصف د. حسن وجيه ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر، الضربة الجوية على داعش، بأنها ضربة ناجحة جاءت في مكانها ووقتها ،كان لها تأثير معنوي ونفسي على الشعب المصري باسترداد حقوقه.

ويرى  أنه لا يوجد حل سياسي مع جماعات متطرفة تقتل وتذبح حيثما تشاء ،وأن الحديث عن الحل السياسي ،ما هو إلا كلمة حق يراد بها باطل ، فالحلول السياسية هي نوع من الحوار بين الطرفين ،بينما الجماعات الإرهابية وما تقوم به من أعمال قتل وعنف ،لا تجيد لغة  الحوار ،موضحا بدون دولة قوية تحمى الحوار بين الطرفين لا يمكن الحل السياسي .

وأوضح نبيل نعيم ، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية ، أنه لابد من ضربات مكثفة ومستمرة للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي ،وأنهم سيغيرون استراتيجيتهم في التعامل مع الجانب المصري بزيادة عمليات القتل والذبح الفظيعة التي يقومون بها .

وشدد ” نعيم ” أن هذه الجماعات المتطرفة لا يصلح معها غير الحلول العسكرية ولا يوجد مجال آخر للتعامل معهم ، مشيرا إلي أن مطالب الولايات المتحدة بالحل السياسي هو بحث عن مصالحها الشخصية وتقدم كل الوسائل لخدمة هذه المصالح وهذا في غير صالح مصر .

 

 

 

التعليقات متوقفه