باحثون وخبراء: بصمات «حسم» الإخوانية على عملية «معهد الأورام»

■ منير أديب: «السفارات» هدف الإرهاب.. واليقظة الأمنية أفشلت العملية ■ نبيل نعيم: قطر وتركيا لـ الإخوان: «التمويل مقابل الإرهاب» ■ سامح عيد: غياب المعلومات الرسمية فور وقوع الحادث يخدم «الإعلام المُعادى»

317

قال منير أديب، الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، إن الحادث الإرهابي الذي وقع أمام معهد الأورام هو عمل مدبر يحمل بصمات حركة حسم الإخوانية، مؤكدا أن العملية لم تكن تستهدف معهد الأورام لكنها فشلت فى تحقيق أهدافها الحقيقية، موضحًا، أن السيارة التي كانت تحمل المتفجرات مرت فى الاتجاه العكسي هربا من الارتكازات الأمنية المتواجدة بكثافة فى محيط موقع الحادث، مشيرا إلى ضعف خبرات القائمين على العملية الإرهابية، وهو ما يؤكد تورط عناصر حركة حسم الإخوانية.
ورجح “أديب”، أن العملية الإرهابية كانت تستهدف إحدى المنشآت المتواجدة فى المنطقة لإحداث دوي إعلامي كبير، مشيرا إلى قرب منطقة الحادث من ميدان التحرير وحي جاردن سيتي حيث تقع سفارتي أميركا وبريطانيا وكذلك مقر البرلمان ومبنى مجلس الوزراء وعدد من الوزارات.
وأضاف “أديب”، أنه على الرغم من نجاح قوات الأمن فى القضاء على البنية التحتية للإرهاب، ومحاصرة عناصره فى مختلف أنحاء البلاد، إلا أن حركة سواعد مصر “حسم” وعناصر من تنظيم داعش مازالت موجودة فى محافظات الدلتا، وتحاول تنفيذ عمليات نوعية، محذرا من محاولات الجماعات الإرهابية خلال الأيام المقبلة لتنفيذ المزيد من العمليات.
وقال نبيل نعيم، القيادي السابق بتنظيم الجهاد، إن جماعة الإخوان لن تتوقف عن الأعمال الإرهابية، وذلك لإرتباط هذه الأعمال بسيل التمويلات التي تمنحها لهم الدول الداعمة للإرهاب فى مصر، والتي يأتي على رأسها دولتي قطر وتركيا، مشيرا الي بعض المبادرات التي أطلقت خلال الفترة الأخيرة لعمل مراجعات داخل الجماعة، مؤكدا أن الجناح المتطرف داخل الجماعة بقيادة أحد أقارب خيرت الشاطر “زوج ابنته”، هو من يقف وراء العملية لقطع الطريق على هذه المبادرات.
وأكد “نعيم” أن المستهدف من العملية الإرهابية هو إرغام الدولة المصرية على قبول التصالح مع جماعة الإخوان، مشيرا إلى المبادرة التي أطلقها القيادي الإخواني أشرف عبدالغفار، والتي حملت اسم “النداء الأخير”، وطالبت عناصر الإخوان بإنهاء الإنقسام وألمحت الي التصالح مع الدولة المصرية، موضحا أن”عبدالغفار” يعمل هو وابنته مع جهاز المخابرات الأمريكية، وأن التصالح مع الإخوان مطلب أمريكي ترفضه الدولة المصرية.
وأضاف “نعيم” أن الله أراد افشال هذه العملية وحدوث التفجير أمام معهد الأورام، ليصب الشعب المزيد من اللعنات على الجماعة الإرهابية وانصارها، وذلك عكس ما أرادت الجماعة من التفجير وهو اظهار الدولة المصرية ضعيفة أمام العالم وغير قادرة على مواجهة الإرهاب وحماية المؤسسات
وحول الإجراءات الأمنية، قال القيادي السابق بتنظيم الجهاد، أنه لولا اليقظة الأمنية لكانت مصر تشهد كل يوم تفجيرات بمختلف أنحاء البلاد، مؤكدا على سلامة الإجراءات الأمنية المتعبة، مطالبا الأجهزة الشرطية بمزيد من الضربات للجماعات الإرهابية بهدف تفتيتها والقضاء عليها ومحاصرة عناصرها الإجرامية.
وانتقد سامح عيد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، والباحث المتخصص فى شئون الحركات الإرهابية، غياب المعلومات الرسمية، واعلان تفاصيل الحادث فور وقوعه، ما أدى إلى نشر الكثير من الروايات والشائعات حول الحادث، كما أدى إلى لجوء الكثير من المواطنين إلى متابعة بعض القنوات الخارجية والمعادية للنظام المصري، لمعرفة تفاصيل الحادث، محذرا من خطورة غياب المعلومات الرسمية فى مثل هذه الحوادث، وما يمكن أن تقوم به الجماعات الإرهابية من نشر للشائعات بهدف إثارة الرأي العام.
وقال “عيد”، إن حركة حسم مازالت موجودة ولن تنتهي محاولاتها لتنفيذ عمليات إرهابية، مشيرا الي الخطأ الذي وقعت فيه قوات الأمن بإعلانها انتهاء الحركة والقضاء عليها، مضيفا أن اعتصام رابعة العدوية، كان بمثابة الملتقى للعديد من العناصر المتطرفة على اختلافها، وكان أشبه بالمفرخة لتلك الجماعات التي التقت وتعاملت بأسماء حركية، وقامت بتنظيم نفسها على شكل مجموعات يصعب السيطرة عليها.
وأوضح “عيد”، أن الإرهاب الذي تشهده مصر الآن يختلف كثيرا عن إرهاب التسعينات، وأن الخبرات التراكمية التي اكتسبتها الأجهزة الأمنية فى مواجهة الإرهاب، اكتسبت أمامها الجماعات المتطرفة خبرات تراكمية أكبر فى حرب العصابات وإدارة التوحش، مضيفا انه رغم النجاح الأمني فى منع وقوع اي حوادث إرهابية فى القاهرة والدلتا منذ فترة طويلة، إلا اننا علينا الحذر من المجموعات الكامنة، ومواكبة التطورات الكبيرة لهذه الجماعات.
وقال “عيد” إن الجماعات الإرهابية أصبحت تركز على توقيتات التراخي الأمني، وأوقات الأعياد والإجازات، مرجحا أن هذه العملية لم يكن مخطط لها هذا التوقيت أو المكان، بل ربما كانت معدة لمكان وتوقيت آخر، مطالبا الأجهزة الأمنية باليقظة طوال الوقت، مضيفا أن الحرب على الإرهاب ممتدة وطويلة ولا يمكن القضاء عليه بين عشية وضحاها.

التعليقات متوقفه