بهيجة حسين تكتب : كفاية نطاعة بقي

156

الشخص من دول، من بتوع اليومين دول- أي هذه المرحلة من تاريخ مصر وشعبها- خلع هدوم اليومين اللي فاتوا- أي المرحلة السابقة- ورماها بطول ذراعه في الشارع.

لم يقف الشخص عاريا لا سمح الله في الشارع فهو يضع علي جسده ركاما من الملابس وقطع الغيار المناسبة. كما يضع علي وجهه أقنعة متعددة يبدلها مع ما يناسبها من الملابس لزوم الفترة والدور الذي سيؤديه في كل مرحلة.

هذا الشخص، وهؤلاء الأشخاص كانوا يعيشون معنا في نفس البلد. ويسيرون علي نفس الأرض. ويلتحفون بالسماء ذاتها. ويتنفسون الهواء الذي نتنفسه.

وهذا الشخص أو هؤلاء الأشخاص بعد ما فعلوا هدوم المزيكا القديمة وظهروا «بهدوم المزيكا» الجديدة – وبالمناسبة لابس مزيكا يعني لابس عدة الشغل.

والأقنعة والهدوم الجديدة يلزمها إعلان ويلزمها كلام «يلد» علي من في يدهم مفاتيح الأبواب المغلقة- وبالمناسبة «يلد» عند الفلاحين تعني «المحبة والقبول والاتفاق».

قوم ايه لقينا الشخص أو الأشخاص لابسين مزيكا ومن بينهم حملة دكتوراه في تخصصاتهم ومن بينهم من كان له كلمة وصاحب حيثية- وهات يا تصريحات من النوع اللي بياكل مع رجالة المرحلة.

وقال ايه وقفوا وقفة رجالة ضد الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر المتعلقة بالحقوق والحريات والمواطنة والمساواة ووقفوا وقفة الأسود ضد مادة المساواة بين الرجل والمرأة في الدستور.

ليه بقي وقفوا الوقفة دي. لأن الاتفاقات والمادة الدستورية تعني المطالبة بحق «الشواذ والمثليين في الزواج».

طبعا البضاعة الجنسية هي الأكثر شدا للانتباه في الإعلان عن لابس المزيكا هذه الأيام، ولكن لا نعرف من أين يأتي هؤلاء بكل هذه النطاعة والقدرة علي التنطع. والافتئات علي الحقيقة والعقل. فهم يعرفون قبل غيرهم أن مصر وقعت علي هذه الاتفاقيات منذ عشرات السنين، ولم يطالب أحد بما يدعونه كذبا. وأيضا هم كانوا موجودين معنا في هذا البلد وقت توقيعها ولم نسمع لهم صوتا.

ولم نسمع بهذا الاسفاف والانحطاط في العقول إلا في هذه الأيام السوداء. وليس أمامنا إلا الدعاء لهم بشفاء عقولهم المريضة ونفوسهم المسكونة بالهلاوس. فهم بالإضافة لكونهم كذابين فهم عار نخجل منه وعبء ثقيل علي البشرية.

التعليقات متوقفه