أحمد عز العرب يكتب عن حسن عثمان أول فائز بجائزة نجيب المستكاوى لرواد الصحافة الرياضية

862

*بقلم أحمد عز العرب

أول فائز بجائزة نجيب المستكاوى لرواد الصحافة الرياضية هو الصديق العزيز حسن عثمان نالها عن جدارة قبل اسبوعين مع انه اختار لنفسه منذ سنوات الابتعاد عن سوق الاعلام الرياضى الذى ساده اسلوب واخلاقيات السماسرة الذين يتعيشون من نشر التعصب والجهل والثرثرة فلا يشارك فى جلسات اللغو بالقنوات الفضائية ، ولا حملات التشهير بالمتنافسين. مبتعدا عن الارزقية الذين يعتبرون الرياضة ( سبوبة) وليست نشاط انسانى يرتقى بصحة البشر ووجدانهم واخلاقهم .

طبعا الكلمتين دول من الكلام القديم بتاع زمان زى لغة الشعر الجاهلى التى اصبحت شبه مهجورة ، ما علينا المهم ان هذا هو موقف واختيار حسن عثمان ، لذلك يبدو طبيعيا ان يأتى تكريمه باسم نجيب المستكاوى رائد الصحافة الرياضية فى مصر
الذى بدأ حياته بدراسة القانون و ترجم واصدر على نفقته الخاصة بالاشتراك مع المحامى على المستكاوى الوثائق الانجليزية المتعلقة بمحاكمة فلاحى دنشواى ومرافعة الهلباوى واحمدفتحى زغلول . كما كانت للمستكاوى مطالعات فلسفية متعددة وكتب مؤلفا عن سيرة حياة ومؤلفات جان جاك روسو ، فى نفس الوقت الذى كانت ممارسة النشاط الرياضى جزء من برنامجه اليومى يجرى ويلعب العاب القوى والمصارعة فى بلده طنطا ثم بنادى الترسانة فى القاهرة لذلك كانت رؤيته للرياضة انها نشاط انسانى واجتماعى ضرورى لرفع اللياقة البدنية للجميع وقاوم فكرة الاحتراف التى كان يتبناها المشير عامر اثناء رئاسته لأتحاد كرة القدم المصرية .وتميزت كتاباته منذ بدأ العمل بالاهرام عام 1953 بلغة ادبية ساخرة جذبت كثيرين لم تكن لهم اى اهتمامات رياضية الى صفحته بالاهرام فكنت واحدا منهم .

حسن عثمان على نهج المستكاوى برؤيته الاجتماعية الشاملة ولغته التحليلية الرصينة . وكانت بداية تعارفنا مع الاصدار التانى للاهالى . كانت أوضاع الجريدة قد شهدت تحسنا يمكنها من توسيع دائرة اهتمامها الى الرياضة .فسأل خالد محى الدين الناقد الرياضى عبدالمجيد نعمان المشورة . وكان بين الرجلين علاقات مشتركة جمعتهما منذ كانا فى صفوف الجيش ثم الصحافة حيث عمل النعمان فى جريدة المساء عند تأسيسها 1956 ورأسها خالد محى الدين ثم تكرر الامر سنة 1965 فى أخبار اليوم . فكان ان رشح النعمان الزميل حسن عثمان ليؤسس القسم الرياضى بصحيفة الاهالى فى اصدارها الجديد .

كان حسن مسئول القسم الرياضى بمجلة الاذاعة والتلفزيون ولأنه لايرد طلبا لأستاذه وافق على الانضمام الى اسرة تحرير الاهالى ولم يكن فيها من هو ضليع بالمسألة الكروية إلا حسين عبدالرازق الزملكاوى المتعصب الذى لا يزاحمه و لا يجادله أحد .الى ان جاء حسن ناقد رياضى لايتخلى عن موضوعيته ولا ينسى انتماءه للاهلى وصداقته لصالح سليم . وأشهد ان المناظرات المستمرة بين حسين الزملكاوى وحسن الاهلاوى كانت بالنسبة لى مثيرة للمعرفة بدنيا جديدة ومحفزة للتأمل فى أحوال المشجعين . وبعد فترة من متابعتى للجدل الدائر بينهما توصلت الى تصور أن كل مشجع يرى فى ناديه شيئا أعمق وابعد من مباريات كرة القدم أظن ان المشجع يختار نادى يتحمس له بناء على ظروفه الشخصية وتركيبته الذهنية والنفسية فهو يرى نفسه اقرب الى الفريق الفلانى الملائم لرؤيته وتصوره الشخصى . وعلى سبيل المثال فان حسين عبالرازق يتمثل مفتاح شخصيته فى كونه معارض للنظام القائم متمردا على جموده ومتحمسا لتغييره وفى الرياضة هو يرى ( الاهلى ) القوى المهيمنة كأنه رمز السلطة والزمالك المنافس هو المعارض لهذة الهيمنة لهذا يتعصب حسين للزمالك ويترقب كل كبوة للاهلى .

على الجانب الآخر حسن عثمان هو شقيق المناضل الشيوعى محمد عثمان الذى فاضت روحه من التعذيب فى المعتقل ( حملة يناير 1959) وهو ابن شبرا الذى نشأ وسط اصدقاء ورفاق شقيقه الاكبر من مجموعات عمالية وشيوعية وفى العمل كان مثله الأعلى المستكاوى وعبدالمجيد نعمان العضو السابق فى حدتو .فصار مفتاح شخصيته يقوم على الميل الى الحشود الجماهيرية حيث الغلبة الشعبية للاهلى يتفاخر بان اول رئيس له هو زعيم الثورة الوطنية 1919 بينما الزمالك بقى عنده النادى المختلط او نادى فاروق . أعتقد ان تركيبة حسن وحماسه سبب اختياره للاهلى .

بعد فترة من معايشتى للمناظرات الاسبوعية بين حسن وحسين . أكتشفت أننى اتحمس لأى فوز يحققه الاسماعيلى او المصرى البورسعيىدى او الاتحاد السكندرى مع اننى لم ادخل اى واحد من الاندية الثلاثة حتى اليوم فضلا عن انى لم امارس اى لعبة رياضية وبرغم ذلك فانا لا اهتز لهزيمة لا الزمالك و لا الاهلى ربما لانى سئمت جمود الحال القائم على تناوب الناديين السيطرة وبشكل واقعى فهما يحرما ن اى فريق ثالث من بلوغ ما وصلا اليه فهما يخطفا كل موهبة جديدة وكان مهمة كل النوادى المصرية ان تكون معامل تفريخ للمواهب يستولى عليها اصحاب المال والنفوذ الاهلى والزمالك .واستمرار هذا الوضع فى تقديرى تكريس لواقع متخلف ومصادرة على اى فرصة للتغيير والتطوير ومع حماسى لكل بذرة امل فى اى من مجلات حياتنا ولهفتى على تشجيع المواهب الجديدة فى كل مياين الحياة أشجع الاسماعيلى والمصرى والاتحاد واتمنى فوزهم على الاهلى والزمالك .

موقفى لم يعجب حسن عثمان ربما خاف على من عدوى الزمالك اذا طالت مناقشاتى مع حسين عبالرازق ولعله أراد ان يقيس درجة حرارتى الكروية فسألنى :عندك استعداد تساهم برسومك فى جريدة الأهلى ؟..فقلت : اذا طلبنى الاستاذ عبدالمجيد نعمان لن أتأخر ويكفى ان اتعرف عليه

التعليقات متوقفه