خلال الأسابيع القليلة الماضية..أردوغان أرسل ضباطا نظاميين وجنودا أتراكًا من جماعة النخبة إلى ليبيا..ومقاتلين تابعين لتنظيم داعش مختصين بتجهيز السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة

404

بقلم: عبد الستار حتيتة

توجد ثلاث شرائح من المقاتلين الذين أرسلهم نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ليبيا خلال الأسابيع القليلة الماضية، لمؤازرة حكومة المجلس الرئاسي ومحاربة الجيش الوطني الليبي ما يمثل تهديدا للدولة الليبية، ودول الجوار أيضا.

الشريحة الأولى وهي مجموعة الجنود والضباط النظاميين، من جماعة النخبة، يقدر عددهم الإجمالي الآن بحوالي 600 عنصر. وصل نحو 400 منهم خلال اليومين الماضيين، عبر طائرات مدنية حطت في قاعد إمعيتيقة العسكرية في شرق طرابلس.

أما الـ200 الآخرين، والموجودين أصلا في طرابلس ومصراتة (شرق) والزاوية (غرب)، فقد كانوا قد جاءوا في الشهور الماضية، ومعظمهم من المخابرات العسكرية التركية ومن المتخصصين في تشغيل الطائرات التركية المسيرة التي تستهدف الجيش الوطني، انطلاقا من قواعد ليبية في إمعيتيقة بطرابلس، ومصراتة، وزوارة.

بالنسبة للـ400 الذين وصلوا أخيرا، فأغلبهم من قوات النخبة وتضم مديرين عسكريين لحروب العصابات وحروب المدن. وبينهم ضباط كانوا يشرفون على إدارة حروب تنظيم داعش ضد القوات السورية.

ومن بين الـ400 كذلك يوجد ضباط آخرون مختصون بالمدفعية المتقدمة، حيث يعتقد أن الأتراك تمكنوا من نقل بضع آليات ثقيلة بينها مدافع دقيقة التوجيه وبعيدة المدى، انطلاقا من إمعيتيقة.

هذا عن الشريحة الأولى، أما الشريحة الثانية فتتكون من قرابة الـ350 من المتطرفين السوريين ممن كانوا يحاربون النظام السوري ضمن قوات الإرهابيين من داعش وغير داعش، في شمال وشمال شرق سوريا.

ووصلت هذه الدفعة خلال الأسبوعين الماضيين عبر طائرات مدنية أيضا، حطت بهم في مطار مصراتة الجوي (القاعدة)، وبدأ توزيعهم على مناطق عدة لتوجيه ضربات ضد الجيش الوطني، من خلال عمليات التفاف من خلف صفوف القوات العسكرية المتقدمة في طرابلس، وأيضا ضد تمركزات الجيش الوطني التي تحمي مناطق شرق ليبيا وجنوبها، وذلك في محاولة منها لإرباك تحرك القوات المسلحة الليبية، على جبهة طرابلس.

فيما يعلق بالشريحة الثالثة، فإنها مختلفة إلى حد ما لأسباب كثيرة. فهي موجودة في ليبيا برعاية ودعم تركي، منذ بضعة أشهر، وهي خليط من مقاتلين تابعين لتنظيم داعش، من سوريا وبلاد أخرى، ومختصين بتجهيز السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة. وهم عبارة عن خلايا نائمة الغرض منها تعطيل تقدم الجيش في طرابلس عند الضرورة.

كانت لهذه المجموعة محاولة فاشلة لتنفيذ عملية انتحارية ضد الجيش في طرابلس قبل ساعات. وبعض من هذه المجموعة شارك قبل نحو أربعة أشهر في مذبحة مدينة غريان ضد جنود الجيش الوطني الذين كانوا يعالجون في مستشفى المدينة.

ومنذ تقدم الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، في مطلع أبريل الماضي لطرد الميليشيات والجماعات الإرهابية من طرابلس، بدأت تركيا في بيع طائرات مسيرة ومعدات عسكرية بشكل كبير لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج. وأرسلت حينها بشكل خفي بضعة مستشارين عسكريين لتشغيل الطائرات المسيرة وتقديم العون المعلوماتي والتدريب للقوات التابعة للسراج.

لكن نجاح الجيش في اختراق المحاور التي تتمركز فيها قوات ميليشياوية وإرهابية تابعة لحكومة السراج، أثار حفيظة نظام أردوغان الإرهابي، ودفعه إلى توقيع اتفاقيات مع السرج تمكن الرئيس التركي من إرسال قوات إلى ليبيا. وهذا ما يحدث الآن بشكل غير مسبوق.

وخلال عام 2019 فقط حصلت تركيا، مقابل بيع الأسلحة ومقابل خدمات أخرى لحكومة السراج، وللإرهابيين الذين يعملون معها، على أكثر من عشرة مليارات دولار من الخزينة الليبية التي تسيطر عليها حكومة الوفاق.

وبالإضافة إلى ارتماء السراج، ووزير داخليته ودفاعه، فتحي باشاغا، في أحضان أردوغان، يقوم الإرهابي محمد العماري، الذي يشغل موقع نائب السراج في المجلس الرئاسي، ووزير التعليم في حكومة الوفاق، بدور رئيسي في الإشراف والتنسيق العام بين القوات الإرهابية (من غير العسكريين) التي أرسلتها تركيا لليبيا.

بينما يتولى وزير الدفاع التركي إدارة العمليات العسكرية من أنقرة، ويعاونه في ذلك كل من السفير التركي الذي يقيم في طرابلس، والقنصل التركي الذي يقيم في مصراتة. ويسعى النظام التركي إلى مواصلة تخريب ليبيا، وتهديد دول الجوار، وإثارة الفوضى في المنطقة.

 

التعليقات متوقفه