أبو السعود علي يكتب:أردوغان وحساباته الخاطئة.. في إدلب

355

بينما يهدد أردوغان بعملية عسكرية شاملة على إدلب منذ فبراير، على أن  تبدأ تلك العملية الواسعة في  مارس، ويتوعد بكل  تبجح بإخراج الجيش العربي منها.. وأدخل الشهر الماضي مئات الآليات العسكرية المحملة بالدبابات والأسلحة والجنود، ليأتي يوم الخميس الماضي 26 -2 ليكون كارثة فوق رأسه ويتكبد الجيش التركي خسائر كبيرة بسقوط أكثر من 33 قتيلا وعشرات الجرحي وتدمير العشرات من آلياته، وليصل عدد قتلي الجيش التركي نهاية فبراير 49 قتيلًا، وقد يصل الجرحى لأكثر من مائة، وعلى النقيض يتقدم الجيش السوري محررًا العديد من القرى والبلدات من الإرهابيين عملاء أردوغان.

هل ما زال أردوغان يتعمد إهانة كرامة الجيش التركي بقتل المدنيين السوريين وبالاعتقال بعد الانقلاب المزعوم و بالزج به في حرب عدوانية بدون غطاء جوي على دولة جوار، وليلطخ سمعة جيشه بحربه مع ميليشيات إرهابية ليكون فريسة لطيران الجيش العربي السوري، الذي يستهدف تلك الميليشيات بتكبده خسائر في الأفراد والمعدات.

هل أدرك أردوغان حجم الكارثة والورطة التي هو فيها بتخلي أمريكا عنه- كما تخلت قبل ذلك عن حلفائها الاكراد وتركتهم يواجهون الجيش التركي- رغم أنها وعدته بالمساعدة بتقديم بطاريات صواريخ باتريوت لكن البنتاجون رفض إرسال نظام الدفاع الجوي الأمريكي إلى تركيا، وتارة أخرى طالبًا مساعدة أوروبا برفع ورقة اللاجئين في وجه دول (الناتو) وهدد بفتح الحدود البرية والبحرية أمام اللاجئين السوريين ونفذ التهديد، في ابتزاز رخيص.

هل أدرك أردوغان خطأ حساباته، بأن ما بين روسيا وتركيا من تعاون اقتصادي وصفقة أس 400   وخط الغاز سيرجح كفته لدى روسيا ويجعلها تتخلى عن سوريا، وتأكد له من تصريحات الرئيس الروسي بوتين ووزير خارجيته سيرجي رفروف موقف روسيا الثابت والواضح المؤيد والمساند للجيش السوري وعدم التخلي عنه ووقوفها بجانبه للدفاع عن أراضيه وحقه المشروع في تطهير ترابه الوطني من الميليشيات الإرهابية.

هل أدرك أردوغان أن لا أوروبا ولا أمريكا ترغب في مواجهة روسيا التي أرسلت الأخيرة- إثر تهديدات أردوغان – فرقاطتين تحركتا من البحر الأسود لتنضما إلي الأسطول الروسي في البحر المتوسط، وأن أمريكا تتجه حاليًا إلى تقليص وجودها العسكري استنادًا إلى شعار”أمريكا أولًا” ووعود الرئيس “ترامب” المتكررة بوضع حدٍّ لحروب الولايات المتحدة التي لا تنتهي، وموافقة البنتاجون على خطة لتقليص عدد القوات الأمريكية التي تقوم بمهام مكافحة الإرهاب .

هل أردوغان لا يضع المعارضة التركية في الحسبان، والتي ستزداد بعودة الكثير من نعوش الجنود والضباط لأهاليهم، بالاضافة للوضع الاقتصادي وتراجع قيمة الليرة التركية والخسائر التي مني بها في ليبيا.

هل أردوغان يدرك أنه بإقدامه على العملية التي هدد بها قد يضع الجيش التركي أمام الجيش الروسي وهو ما وصفه الساسة الروس بأنه السيناريو الأسوأ.

هل بعد كل ما سبق أردوغان عازم على عملية الاجتياح التي هدد بها أم انه سيراجع حساباته، ويحافظ على أرواح أبناء الشعب التركي الذين يزج بهم في حرب لا تخدم إلا مصالحه وأطماعه، وياخذ قرارًا بالانسحاب بإرادته قبل أن يرغم عليه.

أخيرًا..كل القراءات تؤكد أن عملية اجتياح أردوغان لإدلب فشلت قبل أن تبدأ بفداحة الخسائر التي تكبدها الجيش التركي، وليس أمام أردوغان إلا المسار السياسي، وخروج القوات التركية من سوريا ليبسط الجيش العربي السوري نفوذه على أرضه وتأمين حدوده بقواته المسلحة.

*بقلم :أبو السعود علي 

التعليقات متوقفه