أمل خليفة تكتب :الفيل الأزرق وأولاد رزق

227

*أمل خليفة
أستطاع الجزء الأول من فيلم الفيل الأزرق أن يحقق نجاح كبير، لأساب كثيرة منها غرابة الفكرة المبنية علي السحر وعلاقته ببعض الجرائم الجنسية، والربط بين الحاضر والماضي، والمزج بين العلم المتمثل في مرض الإنفصام بكل ما سبق ذكره مما جعل منه فيلم شيق بكل المقاييس بالإضافة لإختيار الأبطال بعناية فائقة، رغم الشائعات التي واكبت توقيت عرضه.
أغري هذا النجاح صناع الفيلم بعمل جزء ثانٍ له، إنتظره جمهور الجزء الأول علي أحر من الجمر، ولكن لم يلقي الفيلم نفس القدر من النجاح لأسباب عديدة هذه الأسباب يستطيع النقاد تفنيدها أكثر مني، ولكن من وجهة نظري المتواضعة، أن السبب الرئيسي ليس فقط إستهلاك نفس الفكرة بحذفيرها مع تقزيم دور بطل الفيلم الفنان خالد الصاوي وأستبداله إن جاز التعبير بدور النجمة هند صبري. رغم وجود خالد الصاوى ضمن أبطال الفيلم، مع فرد مساحة زمنية ليكون هناك سيجال درامي بين بطل الفيلم كريم عبد العزيز مع النجم إياد نصار فجاء الفيلم مهتريء غير متماسك الحبكة ليس فيه أي أضافة تذكر غير تغيير بعض الأبطال.
علي العكس تماماً كان فيلم أولاد رزق رغم تحفظي الشديد علي بعض كلمات الحوار غير المناسبة، ولكن جاء إستغلال نجاح الجزء الأول بعمل جزء ثانٍ موفق إلي درجة النجاح الجماهيري فرغم صعوبة أن يقوم فنان بإداء نفس دور فنان آخر داخل نفس العمل فهذه المجازفة بها من الخطورة ما يرعب أكبر الفنانين في العالم، وهنا أشير إلي الدور الذي قام به النجم أحمد داوود في الجزء الثاني من الفيلم، والذي قام به الفنان أحمد الفيشاوي في الجزء الأول وأبدع فيه وهو دور الشاب “العبيط”
فقصة الجزء الثاني تُعد إستكمالاً لقصة الجزء الأول رغم وجود نفس الأبطال ونفس البيئة المحيطة، إلا إنه كان هناك نوع من الحرفية في إختيار أبطال جدد منهم الفنان باسم السمرة والمبدعة سوسن بدر وعلي رأسهم الفنان خالد الصاوي الذي أعطي بأدائه الهاديء المتميز فرصة للمشاهد ليرتب أفكاره ويربط بين الأحداث بإسترجاع أجزاء الفيلم الأول وكذلك تهدئة وتيرة أحداث الفيلم المتلاحقة.
فالفرق بين الفيلمين يشبه الفرق بين إعادة التدوير لعمل نفس المنتج وهذا ينطبق علي فيلم الفيل الأزرق وبين إعادة التنقيب من قبل الكاتب والسيناريست للكشف عن عناصر وأفكار وحبكة درامية جديدة يقدمها إلي الجمهور المترقب بشغف لمزيد من التلقي. وهذا ما حدث في فيلم أولاد رزق.

التعليقات متوقفه