تصريحات وزير الرى السودانى حول حماية سد النهضة لبلاده تثير الجدل .. وخبير مياه يصفه بـ “الخطر الأكبر” فى حالة اندفاع جزء من مياهه فى وقت الفيضان.

191

يعيش السودان منذ أيام كارثة طبيعية بسبب فيضان نهر النيل نتجت عنها أزمات إنسانية مع وفاة 103 أشخاص وهدم عشرات الآلاف من المنازل جزئيا أو كليا، و تضرر أكثر من نصف مليون شخص حتى الآن حسب البلاغات الرسمية للحكومة، ومازال آخرون مهددون بنفس المصير مع تواصل ارتفاع مناسيب المياه في نهر النيل وروافده وتواصل هطول الأمطار الغزيرة في بعض المناطقالأكثر تضررا ومنها الخرطوم، الوضع الذى اضطرت معه الحكومة السودانية ان تعلن حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر .
وقد اثارت تصريحات” ياسر عباس”، وزير الري والموارد المائية السودانى ،حول ما تعيشه بلاده هذه الايام من فيضانات تحفظ خبراء المياه، حيث اعلان “عباس” إن غزارة الأمطار فى الهضبة الإثيوبية ، هى السبب الأساسي للفيضانات فى بلاده ، وأنه تم كسر حدة الفيضان هذا العام بتخزين المياه في سدى الروصيرص ومروي مما كان له الاثر الكبير في تخفيف حدة الكارثة ، نافيا فى الوقت نفسه وجود تحطم جزئى فى خزان جبل الأولياء ، وقال إنها شائعة ذات غرض لإثارة البلبلة والخوف ، مضيفا أن “درجة أمان سد النهضة أفضل من السدود السودانية والسد العالي”.
واكد دكتور ” عباس شراقى” ، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، ان هذه التصريحات غير دقيقة حيث أن الأسباب الأساسية لسيول وفيضانات السودان هذا العام هى زيادة الأمطار الداخلية التى سقطت على 16 ولاية سودانية، أما أمطار اثيوبيا فهى مسئولة عن فيضان النيلين الأزرق والأبيض وجزئيا فى بعض الروافد، موضحا ان النيل الأبيض ينبع من المنطقة الاستوائية (بحيرة فيكتوريا) التى تساهم بنسبة الثلثين عن طريق بحر الجبل، والثلث الآخر من نهر السوباط الذى ينبع من اثيوبيا الى دولة جنوب السودان ليشكلا النيل الأبيض، أما النيل الأزرق فهو ينبع من اثيوبيا ويقع عليه سد النهضة الذى لن يمنع سوى فيضان النيل الأزرق وهو يشكل نسبة بسيطة من فيضانات هذا العام، ولاعلاقة لسد النهضة بفيضانات النيل الأبيض وعطبرة والرهد والدندر وجاش ومناطق القضارف وكسلا وولايات كردوفان الثلاثة وغرب السودان بالفاشر، واذا كان سد النهضة سوف ينظم جريان النيل الأزرق فهو أيضا الخطر الأكبر فى حالة اندفاع جزء من مياهه فى وقت الفيضان.

التعليقات متوقفه