حزب التجمع :10 سنوات على ثورة 25 يناير ومازالت التحديات والتناقضات قائمة

442

تحت عنوان “:10 سنوات على ثورة 25 يناير ومازالت التحديات والتناقضات قائمة” ،أصدر المجلس الرئاسي بحزب التجمع البيان التالي : 

حزب التجمع
المجلس الرئاسي
10 سنوات على ثورة 25 يناير  2011 – 2021 ومازالت التحديات والتناقضات قائمة

بمناسبة مرور 10 سنوات على ثورة 25 يناير أصدر حزب التجمع البيان التالي:

مرت 10 سنوات على ثورة 25 يناير 2011، 10 سنوات على اندلاع غضب شعبي وسياسي كبير، شهدت فيه البلاد انتفاضات شعبية كبرى، وتحولات كبرى، تجسدت بشكل أساسي في خروج الشعب المصري في موجتين ثوريتين شعبيتين بارزتين، في 25 يناير 2011 وفي 30 يونيو 2013، وقد أحدثت هذه التحركات الشعبية وموجاتها الثورية وضعا سياسياً جديداً، وأنتجت العديد من التحولات والتغيرات والتناقضات في مجالات عديدة.
ولم يكن هذا الحراك الشعبي وموجاته الثورية في مصر معزولاً عن ظهور ما تم تسميته بحراك (وثورات الربيع العربي) في تونس وسوريا وليبيا واليمن، بما أحدثه وأنتجه هذا (الربيع) من تحويل هذه البلدان إلى ساحات مفتوحة للحروب والصراعات الإقليمية والدولية، وساحات لصراعات جماعات العنف المسلح والتطرف والإرهاب باسم الدين، تلك التي ظهرت وتحالفت معاً وكأنها لا هدف لها سوى هدم الدول الوطنية لهذه البلدان من أجل السيطرة عليها، وتنفيذ مخططات تفتيتها وتقسيمها، وتأجيج صراعاتها على أسس عرقية ودينية ومذهبية، ورسم خرائط جديدة لهذه المنطقة بما يخدم مصالح القوى الاستعمارية والرجعية.
إن مزيجاً من الغضب الشعبي ضد نظام مبارك، وما أنتجه من انتفاضات وتحركات وثورات شعبية عفوية غير منظمة في مصر، استثمرته جماعات التأسلم السياسي المنظمة وعلى رأسها جماعة الإخوان للسيطرة على السلطة في مصر، واستمرت هذه السيطرة لمدة عام، حتى تم الإطاحة الشعبية والوطنية بسلطتها في 30 يونيو 2013، وهدفت التدخلات الإقليمية والدولية، بدعمها لجماعات العنف والتطرف والإرهاب، إلى تحويل مصر والعالم العربي إلى ساحات للصراع الطائفي والمذهبي والحروب الإرهابية باسم الدين، وساحات للحروب والصراعات الإقليمية والدولية.
وقد أنتجت هذه التحركات والانتفاضات الشعبية بسماتها العفوية غير المنظمة، وضعاً سياسياً جديداً في مصر والعالم العربي، ومعضلات جديدة وتحديات جديدة، اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية، لا يمكن تجاهلها.
فعلى الرغم من التقدم للأمام في مصر – عبر التحالف بين الشعب والجيش – بعيدا عن سيناريو سوريا وليبيا واليمن؛ – خاصة بعد ثورة 30 يونيو وخارطة المستقبل في 3 يوليو 2013 – إلا أن خطر جماعات العنف والتطرف والإرهاب الطائفي الإخواني والداعشي ظل خطراً قائماً، ومخططات هدم الدولة الوطنية وتمزيق المجتمع المصري – والمجتمعات العربية – وتحويلها إلى دويلات طائفية وعرقية متصارعة مازالت قائمة، ومشروع الشرق الأوسط الكبير ظل حاضراً وخرائطه جاهزة للتنفيذ.
وعلى الرغم من القضاء على الرؤوس القديمة والرموز التي كانت بارزة ونافذة في السلطة السياسية للنظام القديم بفضل 25 يناير، والقضاء على نظام الإخوان بفضل 30 يونيو، وكتابة دستور جديد لنظام جديد والاستفتاء الشعبي عليه في 2014؛ إلا أن قوى النظام القديم بوجهيه: جماعات الفساد والطفيلية ورأسمالية المحاسيب الذين كانوا مهيمنين على السلطة، وجماعات الإرهاب والتأسلم وجماعات الإخوان والطائفية والاستبداد المتستر بالدين، مازالوا يخططون ويعملون من أجل استمرار سياسات النظام القديم.
ولذلك فإن حزب التجمع يرى أن المجتمع المصري مازال محملاً بصراع مفتوح حول مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بين القوى الاجتماعية والسياسية الشعبية والمنتجة، والقوى السياسية والاجتماعية المنتمية للنظام القديم أو القوى البيروقراطية والتقنية المنحازة لسياساته، وهي صراعات مصالح اقتصادية واجتماعية وانحيازات سياسية وعلاقات قوى ونفوذ سياسي وجماهيري.
إن مصر بعد 10 سنوات على ثورة يناير، مازالت مفتوحة على تناقض لم يحسم بعد، بين حلفين اجتماعيين وتوجهين اقتصاديين، حلف يمثل قوى الرأسمالية الطفيلية والتبعية والطائفية والفساد، وحلف يمثل قوى الرأسمالية المنتجة والاستقلال الوطني والمواطنة والعدالة الاجتماعية، وهذا الصراع تتجسد صورة المتنوعة في المجتمع والنخبة السياسية والحكومة، وتظهر في التوجهات والسياسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
كذلك فإن حزب التجمع يرى أن المجتمع المصري مازال محملاً بصراع ثقافي معقد بين الحداثة والتخلف، بين التقدم نحو المستقبل والعودة نحو الماضي البعيد، بين قوى وتيارات الحداثة والعلم والعقلانية، والقوى والتيارات السياسية والاجتماعية المحملة بثقافات القرون الوسطى وثقافات وقيم مجتمعات ما قبل الرأسمالية، وهذا الصراع الثقافي يظهر في مجالات الفكر والإعلام والثقافة والبنية الفوقية للمجتمع، بين أنصار الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة وأنصار الدولة الدينية والطائفية، وبين المنادين بحرية الفكر والاعتقاد و المنادين بتجديد الفكر السياسي والثقافي والديني، والرافضين والمعوقين لهذه الدعوات، وهو صراع يتغلغل أيضاً بعمق في المجتمع بين فئاته و طبقاته ومستوياته المختلفة في الريف والمدينة، ويظهر في القضايا الكبرى – مثل قضايا التنمية الاقتصادية والسياسية والديمقراطية وحرية الفكر والاعتقاد – وقضايا وسلوكيات الحياة اليومية.
وعلى الرغم من التقدم في العديد من المجالات، فإن مصر (والعالم العربي) بعد 10 سنوات من ثورة 25 يناير، مازالت تواجه العديد من التحديات والتناقضات، في مجالات الحفاظ على وحدة وسلامة الدولة الوطنية، ونموذج التنمية الاقتصادية والاجتماعية الملائمة في الريف والمدينة، وبناء الصناعة الوطنية، والعدالة في توزيع الأعباء، والعدالة الاجتماعية، ونموذج الديمقراطية والمشاركة الشعبية، والحداثة والعقلانية، في مواجهة ثقافات القرون الوسطى، وفي مواجهة الطفيلية وشبكات الفساد.
إن هذه التحديات والتناقضات، بعد 10 سنوات من ثورة 25 يناير، تحتاج لمواجهتها، إلى ضرورة بناء حلف وطني واسع، من التيارات السياسية والفئات الاجتماعية والقوى الوطنية.
حزب التجمع
الاثنين 25 يناير 2021

التعليقات متوقفه