ابو السعود على يكتب :نتنياهو وبن غفير يشعلان المقاومة.. وانتفاضة قادمة متوقعة

7

*بقلم ابو السعود علي :

تشتعل الأراضي الفلسطينية المحتلة بفعل العنف المتزايد والعدوان المستمر بكل أشكاله من جنود الاحتلال والمستوطنين على الشعب الفلسطيني، ليصل الصراع بينهما إلى نقطة الغليان، والذي حذرت منه الأمم المتحدة في اليوم الذي جعلته يوماً عالميًّا لمناصرة الشعب الفلسطيني، والذي يوافق 29 نوفمبر من كل عام، وأبدى سامح شكري وزير الخارجية المصري لنظيره الفلسطيني رياض المالكي قلق مصر من تطور الأوضاع بالأراضي المحتلة ..

فعندما تجمع حكومة الكيان المحتل القادمة بين بنيامين نتنياهو وايتمار بن غفير، وكلاهما يمين متطرف، فـ”نتنياهو” رئيس حزب الليكود المشهور بلاءاته الثلاثة (لا للعودة لحدود 4 يونيو، لا لعودة اللاجئين، لا لتقسيم القدس)، وبن غفير زعيم حزب (القوة اليهودية) يمين ديني متطرف، والذي سيتولى وزارة الأمن الداخلي بصلاحيات موسعة وبخلفيته المتطرفة إذ أنه بدأ مسيرته السياسية في صفوف حركة كاخ العنصرية المتطرفة بزعامة مائير كاهانا.

وعندما يهدد بن غفير بأنه سيقتل الأسرى الفلسطينيين، وأن لديه مخططات لبناء المزيد من المستوطنات في الضفة والقدس، وأنه سيقتحم المسجد الأقصى في الـ18 من ديسمبر المقبل بحجة الأعياد اليهودية.

فكل ما سبق مضافا اليه العنف المتزايد من الكيان المحتل ووصول نتنياهو وبن غفير وتهديدات الأخير وتوعده للفلسطينيين، ندرك سبب تزايد رد الفعل الفلسطيني على استفزازات قادة الاحتلال بتنفيذ 49 عملا مقاومًا واستشهاد 5 فلسطينيين في يوم واحد 29 نوفمبر -حسب ما جاء بإحدى الفضائيات الفلسطينية.

نعم.. المقاومة رد “فعل” مشروع أقرته كل المؤسسات الدولية، أما المسئول عن “الفعل” العنف فهو الكيان المحتل بعدوانه المستمر واستفزازات جنوده ومستوطنيه وارتكابهم كل أنواع الاعتداءات على الشعب الفلسطيني وممتلكاته وحريته من قتل واعتقالات تطال الأطفال والنساء وهدم للمنازل وتجريف للأراضي واقتلاع الأشجار …إلخ..

نعم.. أدرك الشعب الفلسطيني أن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير أرضه من استعمار صهيوني بغيض بعد أن انسدت كل الطرق السياسية والأمل في سلام عادل بلاءات نتنياهو، التي لم تترك شيئًا للفلسطينيين يتفاوضون عليه، والشعب الفلسطيني قاوم ولا يزال يقاوم وسوف يستمر في المقاومة حتى تحرير أرضه، وقد كلفه الآلاف من الشهداء منذ 74 عاما وما زال يدفع فاتورة حريته، ففي بداية هذا العام حتى الآن وصل عدد الشهداء الى 205 شهداء.. 153 من الضفة و52 من قطاع غزة (حسب إحدى الفضائيات الفلسطينية).

ومن المتوقع بعد تصريحات بن غفير وتهديداته أن يزداد العنف الصهيوني، وفي المقابل يزداد رد الفعل الفلسطيني بأعمال مقاومة في الداخل الإسرئيلى لتؤلم العدو وتزرع الرعب في قلوب المستوطنين مثل عمليتي القدس في 23 من الشهر الحالي، والتي أدت إلى قتيل وأكثر من 30 جرحى، ولكن التأثير الأكبر لتلك العملية المزدوجة هو الاضطراب والهوس والرعب الذي أصاب المستوطنيين، والذي تُرجم بتلقي الجهات الأمنية لكيان الاحتلال عشرات البلاغات عن وجود أجسام مشبوهة في شوارع القدس.

ومن المتوقع أيضًا أن تكشف المقاومة عن صور جديدة من إبداعاتها، والتي تؤكد للكيان المحتل أن الأمن لابد أن يكون للجميع والدمار أيضًا لابد أن يذوقه الجميع، ولابد ان تُعلِّم العدو أن الحرائق التي تشتعل بفعله، تشتعل أيضًا في مدن الكيان الاصهيوني المحتل كما حدث في تل أبيب من قبل في “سيف القدس” لتكون المقاومة ردعًا للعدو وتُحدث معادلةً جديدةً، وتؤكد قواعد الاشتباك التي أرستها “سيف القدس”.

ومن المتوقع أن يكون يوم 18 ديسمبر الشرارة التي تؤدي إلى اشتعال انتفاضة تشمل كل فلسطين المحتلة، والتي يخشاها الكيان الصهيوني المحتل.

أخيرًا ..التاريخ يقول إن الشعب الفلسطيني شعب صامد قوي الإرادة شديد العزيمة لا ينثني ولا ينكسر مصمم على تحرير أرضه، وأن نتنياهو وبن غفير سيرحلان كما رحل شارون وشامير وغيرهما من اليمين المتطرف، وسيرحل كل المستوطنين عائدين إلى البلاد التي جاءوا منها لتبقى فلسطين للفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين.

التعليقات متوقفه