باحثون: ثورة 30 يونيو كشفت زيف الجماعات الإرهابية

عمرو عبد المنعم: ساهمت في تجديد الخطاب الديني والقضاء على الإخوان عبد الغني هندي: تحرير المنابر من سيطرة الجماعات أهم إنجازات الثورة

256

وصف عدد من الباحثين في مجال الإسلام السياسي، ثورة 30 يونيو بأنها نقطة تحول في التاريخ المصري الحديث، لا سيما  أنها ساهمت في إنقاذ الدولة من مخاطر الفكر المتطرف التي كادت أن تصل بالبلاد إلى حافة الهاوية، في ظل سياسة الاستقطاب التى نفذتها جماعة الإخوان الإرهابية لعدد كبير من الشباب خلال فترة حكمها، فضلا عن محاولات أخونة مؤسسات الدولة كافة، بجانب المخاطر الدولية التي تعرضت لها مصر خلال تلك الفترة،

في الوقت نفسه، قدم الباحثون رؤية تحليلية لأحداث 30 يونيو ودورها في التاريخ المصري من منظور فلسفي يعتمد على “مكر التاريخ” كما قدموا عددًا من النصائح الخاصة بضرورة الاهتمام بالمؤسسات الفكرية والثقافية والدينية، والتركيز على تعليم الشباب وتثقيفهم، وشددوا على ضرورة أهمية الإصلاح والتطوير المستمر لضمان مستقبل مشرق للجيل القادم.

ومن جانبه، أكد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عبد الغني هندي، أن ثورة الـ30 من يونيو كشفت زيف الجماعات الإرهابية خاصة في ملف الدعوة. وأفاد أن الجماعات لا تهدف للتداول السلمي للسلطة، حيث استخدموا المنابر استخداما سياسيا بحتا، مثلما حدث في الجامع الأزهر عندما اعتلاه “يوسف القرضاوي” باعتباره رئيس اتحاد العلماء المسلمين الذي تموله قطر، وليس بصفته الأزهرية.

وأوضح أن الجماعات المتطرفة اختطفت المنابر وكانت الخطب والدروس أشبه ما يكون بالخطاب السياسي، كما إن الخطاب المقدم وقتها كان لا يليق بتاريخ مصر ولا مكانتها من الحفاظ على كتاب الله والسنة، وعلى تخريج العديد من الخطباء والعلماء المعتدلين، ولكنه خطاب يدعم الجماعات بشكل مباشر.

ويذكر عبد الغني أنه بعد صدور بيان 3 يوليو  قال له أحد العلماء أن المنابر ستكون “أقذاف لهب” ضد 30 يونيو، ولكن تم تغيير بعض القرارات الخاصة بإدارة نحو 12 ألف مسجد وتم السيطرة على المنابر لوجهة نظر وطنية.

وأضاف أن الدور الوطني بعد ثورة الثلاثين من يونيو من أهم العوامل  الناجحة للدعوة، والسيطرة على المساجد وعودة المنابر إلى قبضة الدولة مرة أخرى، وعدم استخدامها لأي فصيل، وتحريرها من سطو جماعة الإخوان الإرهابية، وهذه تعد من أبرز إنجازات ثورة يونيو.

وتابع أن الحديث الخاص بفصل الدين عن السياسة مغلوط، خاصة أن الخطب تعالج المشكلات التي تواجه المجتمع والتي تعتبر من الأمور السياسية، في الوقت نفسه لابد وأن يبتعد المنبر عن التوجه السياسي، والدعاية الانتخابية، وخلافه من الأمور التي تشكل تشتتا وانقساما داخل الدولة.

سيطرة الإخوان على الحكم

وفي سياق متصل، قال الدكتور عمرو عبدالمنعم، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، إن جماعة الإخوان لم تكن على قدر مسئولية الحكم ولا حتى المعارضة، فجميع التحالفات التي صنعتها وخاضتها قيادات الإسلام السياسي باءت جميعها بالفشل، ومن هنا كانت حركة التاريخ دائما إلى الأمام، فحركة الثلاثين من يونيو تضاف لحركات تاريخية مصرية أخرى مثل 23 يوليو، وثورة التصحيح، وعودة المنابر، كلها حركات سياسية كانت إلى الأمام.

وأضاف “عبدالمنعم”: 30 يونيو كانت حلًا لبعض المشكلات القائمة؛ ولكنها لم تحل كل مشاكلنا المزمنة الكارثية،  ففشل الشعب فى المرة الأولى في البحث عن نظام يقلب موازين الأمور ويعود بالدولة إلى الأمام، وأخطأت جميع التيارات المعارضة والمدنية والثورية، والتي أوصلت الإخوان للسلطة دون وجود أى قواعد  قانونية أو دستورية أو حتى سياسية تحترم قواعد المنطلقات السياسية للدول، ولم يكن هناك تنظيم للعملية السياسية تفرض عليهم احترامها، فتصوروا أن لحظة التمكين قد حانت والبقاء الأبدي فى السلطة قد بدأ.

وتابع: يجب أن نفصل بين الواقع الاقتصادي الذي نعيشه وواقع التغيرات الاجتماعية والواقع السياسي الذي نحلم به، الذي يمتد بنا إلى الأمام بكل ما تعنيه الكلمة من الأمام أو المستقبل، فالتاريخ لا يعيد نفسه وحركة الشعوب لا ترجع إلى الوراء أبدا، والاهم أن نستفيد من تجارب الماضي والثلاثين من يونيو يجب أن نستفيد منها للمستقبل.

واستطرد: مآلات الواقع تؤكد أن الإخوان لو بقيت في الحكم فلن يكون هناك أي تقدم  اقتصادي، لأن مقومات الاستمرار لم تكن تمتلكها الجماعة على الإطلاق، وعلى مستوى العقيدة فقد كانت المجتمعات شكت في دين الله، لأن الطرح كان دينيا بشكل منغلق وأن بديلهم هو الكفر والإلحاد.. الإخوان لو بقت أكثر لحدث انقسام شديد في المجتمع على أسس دينية وعرقية.

واستكمل: من عاش عامًا في الحكم، وعشرة أعوام خارج الحكم ويفكر بنفس الطريقة فهو خاسر لأن ديمومة الحياة تحتاج إلى مراجعة دائمة، والواقع أثبت أن الجماعة لم تستطع الإدارة والسباحة والسير نحو النجاح والعطاء، ومن هنا نحتاج نظرة إلى الأمام نظرة لمستقبل الجيل الجديد الذي بدأت تتشكل ملامحه وهو الرهان القادم لا محالة.

وأضاف: أثبتت 30 يونيو أيضًا أن الدولة لا تدار بالبيانات ولا بالخطب الحماسية ولا بمليشيات السوشيال ميديا، بل تدار بالسياسة التي تتحمل تبعات الموقف وكليات المشهد وهي تحتاج إلي رجال مدربين.

وذكر: أكدت الجماعة في عام حكمها أنها رتبت أمورها للبقاء الأبدي فى السلطة حتى لو كان الثمن تدمير مصر والدخول في اقتتال أهلي داخلي، وهو التحدي الذي جعل التاريخ يمكر بهم فكما مكروا بالمجتمع المصري مكر بهم التاريخ.

 

 

 

 

التعليقات متوقفه