تحدي وجود إصلاحي رئيساً لإيران وهل سيحقق مسعود بزشكيان ما فشل فيه الآخرون التيار المحافظ عائق لمحاولات الإصلاح في إيران

20

 

تحت شعار« من أجل إيران» فاز المرشح الإصلاحي جراح القلب “مسعود بزشكيان” بانتخابات الرئاسة الإيرانية ليهزم المحافظ المتشدد سعيد جليلي، بنسبة إقبال نهائية بلغت 49.8% ، يذكر أنه لم يُسمح لأي إصلاحي بالترشح في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2021 وأيضاً تم استبعادهم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في مارس والتي لم تشهد إقبالاً جماهيريا.

وعد بزشكيان بأن يكون صوتاً لمن لا صوت لهم، قائلاً إن الاحتجاجات يجب ألا تواجه بهراوات الشرطة. وركزت حملته على نزاهته الشخصية وعدم توليه مناصب وزارية في العقد الماضي. ودعا إلى السماح للنساء باختيار ارتداء الحجاب وإنهاء القيود المفروضة على الإنترنت. وقال بعد فوزه: “لن يكون الطريق الصعب أمامنا سلساً إلا برفقتكم وتعاطفكم وثقتكم.”

يواجه “بزشكيان” تحديات في محاولته إحداث تغيير، رغم قوله إنه مخلص للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، إلا أنه قال أيضاً إنه سيستقيل إذا شعر بأنه يتم إعاقته. وظهر هذا خلال المناظرات التليفزيونية بأنه لا يمكنه إحداث تغيير، بما في ذلك خفض التضخم البالغ 40%، ما لم يتمكن من ضمان رفع بعض العقوبات، مما يتطلب نهجاً أقل تصادمية في العلاقات الدولية وكان وزير الخارجية السابق جواد ظريف، الذي تفاوض على الاتفاق النووي في عام 2015، بمثابة شريك له في الحملة ولكن هذا يتوقف علي رغبة الغرب إذا كان سيساعده أم يحافظ على استمرار العقوبات

دعم الإصلاحيين في إيران

هناك عدد من الرؤساء الإيرانيين الذين اعتبروا أصحاب رؤية إصلاحية، لكنهم واجهوا تحديات كبيرة كانت سببا لفشلهم فـمحمد خاتمي الذي رأس البلاد في الفترة من (1997-2005): ويعتبر رائد الحركة الإصلاحية في إيران، وجدير بالذكر أنه أعلن دعمه للرئيس الإيراني الجديد واعتبر أن التصويت للمرشح الإصلاحي الوحيد بين المتنافسين هو طريق الإيرانيين الوحيد للتغيير في البلاد. وخلال فترة رئاسته كان نموذجا للتحديات التي تواجه أي إصلاحي في إيران حيث لاقي مقاومة شديدة من المحافظين والمؤسسات ومحدودية صلاحيات الرئيس مقابل المرشد الأعلى ولم يتمكن من تغيير هيكل النظام الأساسي في إيران.

ونموذج إصلاحي آخر هو حسن روحاني الذي تولى. في الفترة (2013-2021) ويعتبره البعض معتدلاً نسبياً وإصلاحيا إلا أنه تصادم مع الضغوط الاقتصادية بسبب العقوبات ولم يتمكن من تحقيق التوازن بين الإصلاحيين والمحافظين ولم يستطع تحقيق وعوده بتحسين العلاقات الدولية بشكل جذري. وهذا دافع تأييده للرئيس بزشكيان، حيث أعلن دعمه له وقال في أحد التصريحات الصحفية ” لأنه “مصمم على إزالة ظلال العقوبات وإحياء الاتفاق النووي، والانضمام إلى مجموعة العمل المالي (FATF) وحل مشاكل البنوك والعلاقات المصرفية”.

ومن أهم التحديات التي تواجه أي إصلاحي في إيران هيكل النظام السياسي ووجود مؤسسات قوية خارج الإطار الديمقراطي مثل مجلس صيانة الدستور والحرس الثوري. وأن سلطة المرشد الأعلى التي تفوق سلطة الرئيس. والمعارضة القوية من المؤسسات المحافظة لأي تغيير جوهري. بالإضافة إلي الضغوط الخارجية من عقوبات دولية وعزلة سياسية تؤثر على تنفيذ وعودهم الانتخابية، والتوقعات الشعبية وأخيرا التناقض الواضح بين الرغبة في الإصلاح والمحافظة على النظام الثوري والصراع بين الرغبة في الإصلاح والحفاظ على أسس النظام الثوري.

رغم هذه التحديات، فإن فترات حكم الرؤساء الإصلاحيين شهدت بعض التغييرات الإيجابية، خاصة في مجالات الحريات الاجتماعية والثقافية، لكنها لم تصل إلى مستوى الإصلاحات الهيكلية العميقة التي كان يطمح إليها كثير من الإيرانيين.

 

 

التعليقات متوقفه