“المهندسين “: شعبة الهندسة المعمارية تنظم ندوة بعنوان “الإسكان الاجتماعي المُستدام”

16

عقدت شعبة الهندسة المعمارية بالنقابة العامة للمهندسين، برئاسة الدكتور أحمد الزيات ندوة بعنوان “الإسكان الاجتماعي المُستدام”، وذلك بالتعاون والتنسيق بين لجنة التنمية المُستدامة بالشعبة، برئاسة  إيمان راغب، ولجنة المشاركة المجتمعية بالشعبة، برئاسة الدكتورة نهى عز، هذا وأدار الندوة  الدكتور هشام سامح – أستاذ العمارة والتصميم المعماري بكلية الهندسة – جامعة القاهرة، وحاضر فيها الأستاذة الدكتورة إيمان مختار عمر – أستاذ مساعد العمارة والتصميم البيئي، والدكتورة نهى عز- عضو مجلس شعبة عمارة. فى كلمته الافتتاحية رحب الأستاذ الدكتور أحمد الزيات بالحضور فى بيتهم نقابة المهندسين، قائلًا: “سعداء بوجودكم فى الندوة التى تعقدها شعبة الهندسة المعمارية، مُثمنًا من موضوع الندوة الذى وصفه “بالثري” وله باع كبير فى مصر، بداية من الإسكان الاقتصادى وتطوره فى المراحل المختلفة التى مرت أولًا بالمراحل المرتبطة باقتصاديات البناء فقط من حيث المساحات واحتياجات الإنسان الأساسية فى إطار مساحة السكن، والتى تطورت بعد ذلك إلى الدراسات المختلفة المرتبطة باستهلاك الطاقة والموارد والبُعد البيئى إلى البُعد المُستدام للمبانى.

وأكد “الزيات” أن بُعد الاستدامة للمبانى لا يرتبط بالاقتصاديات المنخفضة فقط، ولكن يحتاجها جميع فئات المجتمع، مشددًا على أن فكرة الاستدامة ليست بالمفهوم الجديد فى العمارة، قائلًا: “الأصل فى العمارة الاستدامة، لكن نُذكّر أنفسنا ونعيد المبادئ مرة أخرى، لأن احتياجنا للسكن الاجتماعى المُستدام من حيث التشغيل واستمرار السكن والحفاظ على الطاقة والموارد للأجيال القادمة شئ مهم جدًا”، مستطردًا:”العودة للجذور مهمة جدُا، فالأصل فى التصميم المعمارى أن يكون مُستدام ومتكامل، ونحتاج التركيز فى الفترة القادمة على مفاهيم الاستدامة فى التشغيل، والطاقة وإدارة المخلفات لضمان استدامة المبنى وصيانته، وهى أمور كثيرة جدًا نسعى لوجودها لتكون مجتمعاتنا مجتمعات مُستدامة متكاملة بين البشر والبناء والموارد فى إطار تخطيط حضرى مُستدام بحيث تكون المنظومة بالكامل مُستدامة”.

من جانبها أكدت إيمان راغب أن الندوة تأتى فى إطار مجموعة من الندوات التى تقوم بها لجنة التنمية المُستدامة بشعبة الهندسة المعمارية بالتعاون مع لجنة المشاركة المجتمعية بالشعبة لتسليط الضوء على القضايا التى تهم جموع المعماريين والمجتمع ككل، مشيرة إلى أن ملف الإسكان الاجتماعى شهد تطورًا كبيرًا من قبل الدولة الفترة الماضية، قائلة: “نسعى لتعزيز هذا التطور بمجموعة من التوصيات التى تحقق التطور المنشود”، مضيفة: “التنمية المُستدامة أصبحت واقعًا حتميًا وليست رفاهية، ومن أجل ذلك تعمل كافة الجهات والقطاعات على تحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠، والنقابة جزء أصيل من الدولة المصرية تتكامل مع كافة القطاعات والمؤسسات مما يعزز مبادئ الجمهورية الجديدة”.

كما ألقت الدكتورة إيمان مختار عمر، الضوء على المباني السكنية الاقتصادية والصديقة للبيئة وذلك من خلال محاضرتها والتي حملت عنوان

“Sustainable…Affordable Houses: New Ideas”متناولة بالشرح (الوحدات السكنية سابقة التجهيز.. والوحدات السكنية المتنقلة… والطباعة ثلاثية الأبعاد… واستخدام الحاويات shipping containers فى المبانى السكنية).

فيما استعرضت الدكتورة نهى عز الدين، خلال محاضرتها مقترحات لتحسين الأداء الوظيفى والبيئي للسكن الاجتماعي بمصر، مشيرة إلى دراسة بحثية سابقة من أعضاء لجنة المشاركة المجتمعية فى مجال الإسكان الاجتماعى أظهرت معدلات متفاوتة فى الرضا عن التصميم ومعدلات توفير الطاقة داخل الفراغات، موضحة أنه من خلال النتائج تم تسجيل بعض الملاحظات والتوصيات الخاصة بتحقيق هدف الاستدامة فى مناطق الإسكان الاجتماعى، فمن حيث كتلة المبنى يجب فصل الوحدات السكنية عن بعضها مع الحفاظ على المساحة المفتوحة في التجمعات السكنية، ومن حيث اتجاه المبنى فيجب أن تأخذ الوحدة 3 اتجاهات مختلفة على الأقل لتحسين معدلات الإضاءة والراحة الحرارية وتوجيه الوحدة، وأخيرًا من حيث شكل المبنى يجب استخدام الشكل المربع فى تصميم الفراغات المحافظة على الخصوصية في الوحدة السكنية .

واختتمت “عز الدين” محاضرتها بمجموعة من التوصيات العامة من أهمها، الاستفادة من الأبحاث العلمية المعنية باستدامة مشروعات الإسكان الاجتماعى وعدم اقتصار الاهتمام على الجوانب الاقتصادية فقط، وفى هذا الإطار يمكن تفعيل الأنشطة والخدمات البحثية والاستشارية التى يقدمها المركز القومى لبحوث الإسكان والبناء ونقابة المهندسين المصرية، كما أوصت بضرورة السعى لتوفير الحد الأدنى من المحددات المرتبطة ببيئة المشروعات أثناء القيام بإنشاء الوحدات السكنية مثل مراعاة التناسب فى المساحات التصميمية مما يساهم فى تقليل المساحات غير المستغلة، وبالتالي تكون المساحات أكثر استيعابًا للاحتياجات المستقبلية وتوفير مساحات خضراء، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة لأعمال صيانة ما بعد البناء للوحدات السكنية والخدمية، وتطوير جودة المرافق العامة فى منطقة مشروعات الإسكان بهدف الحفاظ وصيانة المبنى، وكذا لابد من إضافة فرص للعمل مع الإسكان مثل عمل هنجر لحرفة معينة، أو مراكز تتيح فرص عمل بجانب الإسكان الاجتماعى، وتشجيع مشاركة أصحاب المصلحة من مشروعات الإسكان الاجتماعى فى تقديم مقترحات التطوير للمساعدة فى تعزيز استدامة تلك المشروعات، وأخيرًا الاستفادة من التجارب الدولية الخاصة بمشروعات الإسكان الاجتماعى المُستدام.

كما شهدت الندوة استعراضًا للمشروع الفائز بالمركز الثاني في مسابقة الإسكان الاجتماعي الأخضر لتحقيق مبادئ الاستدامة، والتي نظّمتها وزارة الإسكان بالتعاون مع المركز القومي لبحوث البناء والإسكان، حيث قام بالشرح صاحبا المشروع المهندس هشام هلال، والدكتورة المهندسة رانيا فؤاد.

في ختام الندوة قام الدكتور أحمد الزيات رئيس الشعبة بتكريم الدكتور هشام سامح، والأستاذ المساعد إيمان مختار عمر، والدكتورة نهى عز الدين وإهدائهم شهادة تكريم لمشاركتهم الفعّالة في الندوة.

التعليقات متوقفه