مصر تخاطب مجلس الامن بشأن تطورات سد النهضه.. وتؤكد رفضها القاطع للسياسات الاحادية الاثيوبية
فى أول رد فعل رسمى على التصريحات الاخيرة لرئيس الوزراء الاثيوبى
آبى أحمد ، بشأن اكتمال بناء سد النهضه على النيل الازرق بنسبة100% بحلول ديسمبر المقبل، وجهت مصر خطاباً لرئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إثر
هذه التصريحات حول المرحلة الخامسة من ملء السد، الامر الذى اعتبره خبراء المياه ، تطوراً جديداً بالملف وتحركاً مهماً من الجانب المصرى.
من جانبه، أكد دكتور بدرعبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة ، فى خطابه
لمجلس الامن، رفض مصر القاطع للسياسات الأحادية الإثيوبية المخالفة لقواعد ومبادئ القانون الدولي، والتي تُشكل خرقاً صريحاً لاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا في عام 2015 والبيان الرئاسي لمجلس الأمن الصادر في 15 سبتمبر 2021، منوهاً بأن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” حول حجز كمية من مياه النيل الأزرق هذا العام واستكمال بناء الهيكل الخرساني للسد الإثيوبي، تُعد غير مقبولة جملة وتفصيلاً للدولة المصرية.
واضاف إن هذه الممارسات تعد استمراراً للنهج الإثيوبي المثير للقلاقل مع جيرانها والمهدد لاستقرار الإقليم الذي تطمح أغلب دوله لتعزيز التعاون والتكامل فيما بينها، بدلاً من زرع بذور الفتن والاختلافات بين شعوب تربطها وشائج الأخوة والمصير المشترك، مشدداً على أن مصر كانت في طليعة الدول الداعمة للتنمية بدول حوض النيل، وأن التنمية تتحقق للجميع في حالة الالتزام بالممارسات التعاونية المنعكسة في القانون الدولي وعدم الإضرار بالغير وتعزيز الترابط الإقليمي.
وشدد وزير الخارجية في خطابه لمجلس الأمن على أن السياسات الإثيوبية غير القانونية سيكون لها آثارها السلبية الخطيرة على دولتي المصب مصر والسودان، وبالرغم من أن ارتفاع مستوي فيضان النيل في السنوات الأخيرة وكذلك الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة المصرية قد أسهما في التعامل مع الآثار السلبية للتصرفات الأحادية لسد النهضة في السنوات الماضية، مؤكدا أن مصر ستظل متابعة عن كثب للتطورات ومستعدة لاتخاذ كافة التدابير والخطوات المكفولة بموجب ميثاق الأمم المتحدة للدفاع عن وجودها ومقدرات شعبها ومصالحه.
وعلى جانب أخر، قامت إثيوبيا بتحرك مفاجئ في سد النهضة الذي ما زال محط خلاف مع القاهرة، حيث قررت غلق بوابات سد النهضة، ما يعني وقف تدفق المياه لمصر والسودان واستمرار التخزين الخامس الذي يجري حاليا بدون تنسيق مع مصر والسودان، خاصة وقد كشفت صورة فضائية حديثة التقطت مساء السبت استمرار التخزين الخامس بعد غلق بوابات المفيض العلوية.
فيما يرى خبراء مياه ، أن التوتر بين مصر وإثيوبيا يزداد في ظل تعنت أديس أبابا في مفاوضات سد النهضة ورفضها لأي اتفاق قانوني ملزم حول الملء والتشغيل، حيث أكد دكتور محمد نصرالدين علام، وزير الموارد المائية والرى الاسبق، أن تصرفات الادارة الاثيوبية المنفردة فيما يتعلق بسد النهضه تمثل تهديداً للوجود المصرى ، موضحا أن الدولة المصرية لن تتردد فى استخدام كل ما هو متاح من سبل للدفاع عن شعبها وسيادتها، مشيرا الى أن ذلك بدى واضحاَ فى خطاب مجلس الامن الذى أشار خلاله وزير الخارجية الى ” أننا مستعدون للدفاع عن وجودنا”.
واضاف علام:” أتمنى عودة إثيوبيا الى جهود حقيقية للتوصل الى اتفاق ثلاثى مع مصر والسودان ، بما يعظم من فائد إثيوبيا من السد ، ويقلل من أصراره المحتملة على دولتى المصب ، وخاصة انه لا يمكن تحقيق استقرار للمنطقة ككل فى ظل اى تهديد للامن المائى لمصر والسودان.
التعليقات متوقفه