“رجاء النقاش” ناقداً للرواية

145

نقد الرواية عند “رجاء النقاش” هو موضوع رسالة الماجستير التى قدمها الباحث “محمد أحمد سليم” لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر وأجازتها لجنة المناقشة بدرجة امتياز يوم الأربعاء الماضي.

تكونت لجنة المناقشة من الأساتذة الدكاترة محمد طه عصر، وصابر عبدالدايم يونس، وعلى على صبح، ومصطفى عبدالعاطى غنيمي.

وضع الباحث لنفسه خطة طموح توصل إليها بعد أن ازداد اقتناعا بأهمية جهد “رجاء النقاش” فى هذا الميدان، وفهمه لقضايا النقد هو الذى كسر الاعتقاد السائد بأن النقد الروائى لا ينهض إلا على تقنيات سردية ذات مرجعية غربية، وعززت معرفته بالتراث العربى الإسلامى هذا الاختيار.

وتبلورت رؤية “النقاش” للنقد الروائى طبقا للباحث فى مجموعة قضايا كانت موضوعا للمعارك النقدية مثل الهوية، الاتباع والإبداع، القومية والاشتراكية، لغة الرواية ومرجعيتها الفنية والدينية.

وتميز أداء “النقاش” بالموضوعية، واحترام الخصم والاعتراف به، ومواجهة الحجة بالحجة “فكان عقلا حصيفا ولسانا نظيفا” تخصص فى اكتشاف الموهوبين وتبنيهم ونشر إنتاجهم، وتوقف الباحث أمام المعارك الفكرية والنقدية التى خاضها “رجاء النقاش” وحملت صدى لرؤيته النظرية.

وعالج الباحث فى فصل كامل كتابات “النقاش” عن “نجيب محفوظ” مختتما بـ “أولاد حارتنا” بين الفن والدين، وهى القضية التى كانت سببا فى مصادرة الرواية فى مصر لسنوات طويلة.

إلى أن بادرت جريدة “الأهالي” بنشرها على شكل جريدة.

ثم ناقش كتابات النقاش عن كل من “يوسف إدريس” و”توفيق الحكيم” و”عادل كامل” و”الطيب صالح”، وتوقف أمام دراسته عن “قصة روايتين” التى عالج فيها نقاط التشابه القوية بين رواية “أحلام مستغانمي” و”ذاكرة الجسد” ورواية “وليمة لأعشاب البحر” لحيدر حيدر، وكانت هذه الرواية الأخيرة مثارا لجدل واسع فى مصر قبل سنوات حين طالب أزهريون بمصادرتها، وقام أحدهم بحرق نسخة منها فى إحدى الساحات.

جاءت مناقشة الأساتذة للرسالة إضافة حقيقية فى كل الميادين التى ارتادها الباحث، ولعل سؤالهم للباحث: هل قرأت الروايات التى نقدها “النقاش” وكان رده صادقا حين قال لا، وفى ظنى أن هذا هو السبب الذى حجب عن الباحث تقديرا أعلى من الامتياز.

ومن المفارقات المدهشة أن الباحث “محمد أحمد سليم” القادم من شبراخيت البحيرة هو واعظ وخطيب، ولعل موقعه هذا هو ما دفعه إلى إضافة مفهوم النقد الإسلامى فى وصفه لإنتاج “رجاء النقاش”، كذلك صنف والد “رجاء النقاش” الشاعر “عبدالمؤمن النقاش” باعتباره شاعرا إسلاميا ربما لكى يبرر ما نسبه إلى رجاء النقاش نفسه.

فكونه عارفا بالتراث العربى الإسلامى ليس معناه أنه ناقد “إسلامي” فتلك قصة كبيرة تحتاج درسا أوسع وإحاطة أكبر.

وقدم الباحث ما سماه المنهج الوصفى التحليلى فى رسالته وهو ما حدا بالأساتذة المناقشين إلى لفت نظره بضرورة توسيع آفاق المنهج حتى لا تضيق الرؤية، مع ملاحظة أن نقد النقد هو مهمة صعبة.

وتلقي الباحث تحية خاصة لأنه بادر إلى تصحيح بعض الأخطاء اللغوية فى كتابات النقاش.

 

التعليقات متوقفه