الكنائس ترفض الألاعيب الأمريكية بشأن وضع الأقباط فى مصر

153

ناقش «الكونجرس» الأمريكي، مشروع قرار ينتقد «ازدياد التعصب الطائفى والهجمات الإرهابية ضد المسيحيين فى مصر»، واثار جدلا داخل الأوساط المصرية، خاصة بعد إحالته إلى لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس.
مشروع القرار الذي قدمه 6 أعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، بعنوان «القلق من ازدياد الهجمات الإرهابية على المسيحيين فى مصر»، ويطالب بربط المعونة باتخاذ مصر خطوات لضمان المساواة وإنهاء تهميش المسيحيين فى المجتمع المصري.
ويشير القرار إلى أن «المسيحيين يواجهون تمييزا شديدا فى كل من القطاعين العام والخاص، بما فى ذلك المستويات العليا فى دوائر الاستخبارات والدفاع والشئون الخارجية والأمن»، وأن «التعصب النظامي والانقسامات الطائفية طويلة الأمد جعلت المسيحيين مواطنين من الدرجة الثانية».
ويوضح القرار أن «الأقباط كانوا ضحايا العديد من الهجمات الإرهابية من قبل جماعات إرهابية مثل تنظيم داعش»، فضلا عن «أحداث القتل الطائفية، خاصة فى الصعيد».
ويرجع مشروع القرار جزءا كبيرا من الأزمة إلى «سوء معاملة المحتجزين فى السجون المصرية، الذي يؤجج كراهية المسيحيين ويشجع على الانضمام للمنظمات الإرهابية المتطرفة».
من جهة أخرى رفض أقباط مصر هذا القرار وتدخل واضعوه فى الشأن الداخلى المصرى والمساس بهيبة الدولة المصرية، وقد قال الأنبا يوحنا قلته، النائب البطريركى للأقباط الكاثوليك، إنه لا أهلا ولا سهلا بأمريكا، ولسنا فى حاجة لحماية من أمريكا أو غيرها.
وأشار إلى أننا فى بلدنا مصر بين أهلنا من المسلمين، وأن أمريكا لا صالح لها إلا مصالحة إسرائيل،،انها تسعي بكل الطرق لتحقيق أهداف معينة.
وأوضح النائب البطريركي، أن أمريكا طرحت سابقا فكرة إعطاء سيناء لفلسطين، وذلك جزء من الأهداف التي تسعي أمريكا لتحقيقها من أجل إسرائيل، وبالتالي فهي تسعي من أجل ذلك بشتي الطرق مستخدمة أي وسائل متاحة أمامها.
وأكد الأب رفيق جريش، مدير المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية، على رفض كنيسته أي تدخل أجنبي فى شئون مصر الداخلية.
وقال إنه على أمريكا أن تهتم بنفسها أولا وإذا كانت تتحدث عن التمييز العنصري والديني فهي لديها تمييز عنصري وديني.
وأشار الأب جريش، بالفعل الأقباط لديهم مشاكل ولكن المسلمين لديهم نفس المشاكل، إننا نستطيع حل تلك المشاكل عن طريق القانون والبرلمان والعلاقات الشخصية، وليس عن طريق التدخل الاجنبي، مؤكدا رفض المعونة الأمريكية منذ زمن وليس منذ الآن، وذلك لأن السياسة الأمريكية لديها موقف معاد لدول كثيرة وبالأخص مصر.. وصف النائب طارق رضوان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، المذكرة المقدمة إلى الكونجرس الأمريكي بشأن تعرض الأقباط فى مصر إلى انتهاك ومعاملتهم على أنهم “مواطنون درجة ثانية” بالافتراءات والأكاذيب.
جاء ذلك خلال رده على تلك المذكرة باجتماع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، لبحث تداعيات المذكرة المقدمة إلى ٦ نواب بالكونجرس بشأن أوضاع الأقباط فى مصر.
أضاف أن مشكلات الأقباط فى مصر لا تنتظر تدخلات أجنبية، بل هو شأن داخلى تختص به مصر فقط.
حرب خفية
قال هاني الجزيري، أمين لجنة المواطنة بالحزب العربي الناصري، إن المذكرة المقدمة إلى الكونجرس الأمريكي بشأن تعرض الأقباط فى مصر إلى انتهاك، شئ مرفوض، وإن التدخل فى الشأن المصري مرفوض من الأساس، وهذا أمر دولي لا تقبله مصر على نفسها.
وتساءل الجزيري منذ متي وأمريكا يهمها حال الأقباط فى مصر إلا إذا كان هدفها مصلحة شخصية، مشيرا إلى أن أمريكا دائما تلوح بكارت الأقباط فى مصر من أجل إثارة الفتن والقلاقل.
وأشار الجزيري إلى أنه كان هناك تقصير تجاه الأقباط أيام نظام مبارك، بالإضافة إلى أيام الإخوان التي كانوا يحاولون إنهاء وجود الأقباط فى مصر، فأين كانت أمريكا من حقوق الأقباط فى تلك الأيام.
وأكد الجزيري أن ما تفعله أمريكا هي ورقة ضغط جديدة لمحاولة كسر مصر، ودائما ما تستخدم أمريكا مثل هذه الألعاب عندما تواجه موقف صعب أو لمحاولة فرض سيطرة وهيمنة على مصر، موضحا أن أمريكا حاليا تشن حربا خفية على مصر بعيدا عن العلاقات الدبلوماسية وماهو ظاهر فى محاولة منها للحد عودة مصر لمنصة الزعماء.
يحتمون بوطنهم
وفى نفس السياق قال نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، إننا نرفض تماما أي تدخل فى الشأن القبطي المصري من قبل أي دولة خارجية.
وأضاف جبرائيل، أن الأقباط يحتمون بوطنهم، إذا كان هناك مشاكل فلابد من حلها على مائدة مصرية مائة بالمائة، مشيرا إلى أن الأقباط قد يواجهون بعض المشاكل فى بناء الكنائس والوظائف ولكن ذلك شأن مصري خاص ولن يحل إلا على مائدة مصرية مائة بالمائة.
وأوضح جبرائيل، أن أمريكا تستغل الأقباط لزعزعة الاستقرار وإثارة الفتن داخل الوطن، حيث أن أضعف وتر داخل أي دولة هو إثارة الفتنة الطائفية، من أجل التغلل وفرض نفوذها والتدخل فى شأن الدولة.
وأكد جبرائيل، أننا كأقباط نعي تماما ما تهدف إليه أمريكا،،انها لا تهدف لحماية الأقباط أو بحث مطالبهم إلا إذا كان لها مصالح شخصية تسعي لتنفيذها.
ورقة ضغط سياسية
قالت النائبة مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن الكونجرس الأمريكي ليس من حقه التدخل فى شأن الأقباط، لأنهم مصريون يتمتعون بكل الحقوق وعليهم نفس الواجبات التى أقرها الدستور بشأن كل المصريين.
وأشارت وكيل لجنة حقوق الإنسان، إلى أن هناك بعض المشكلات التى نواجهها، ولكننا جديرين بحلها وهناك قيادة سياسية تتبني ومؤمنة بمبدأ المواطنة وبالتالي فإننا قادرون على أن نحل مشاكلنا بأنفسنا.. وأوضحت عازر، أن القرار المعروض على الكونجرس الأمريكى حول أوضاع الأقباط هو ورقة ضغط سياسية على الحكومة المصرية وليست دينية، مشيرة إلى أن أمريكا لم تتحدث عن 68 كنيسة تم هدمها أيام اعتصام رابعة، بل كان معظم أحاديثها عن الإخوان وفض الاعتصام.

التعليقات متوقفه