السفير إبراهيم الشويمى نائب وزير الخارجية الأسبق لـ «الأهالى»: أمريكا ترغب فى مواصلة الاعتداء على سوريا رغم أنف مجلس الأمن

378

نسمع فى الآونة الأخيرة من كبار المسئولين فى العالم تصريحات فى غاية الاستخفاف والاستهانة بعقول الرأي العام العالمي فى كثيرمن القضايا والأزمات الدولية، فعلي سبيل المثال وليس الحصر تصريح الأمين العام للأمم المتحدة”انطونيوجوتيريش” الذي قال: مجلس الأمن يواجه شللا تجاه حل الأزمة السورية!وكذلك تصريح ماكرون-رئيس فرنسا- الذي حاول أن يبرر به العدوان الثلاثي الفاشل على سوريا قائلا: إن العدوان على سوريا كان حفاظا على شرف الأسرة الدولية!هذه التصريحات وغيرها تحتاج لتفسير ما يجري على الساحة الدولية بوجه عام وما يجري فى سوريا بوجه خاص، لهذا كان على “الأهالي” إجرء هذا الحوار مع السفير إبراهيم الشويمي نائب وزير الخارجية الأسبق لتوضيح بعض النقاط.. فإلي نص الحوار.

• ما الدور الحقيقي المنوط بمجلس الأمن تجاه الأزمة السورية ؟
موقف مجلس الأمن حاليا، أكبر تعبير عن الأزمة التي يواجهها القانون الدولي فى الألفية الثالثة بالمواقف التي يتخذها، فطريقة التصويت الموجودة فيه لا تحل أي مشكلة، ولكنه يجعل الدول صاحبة حق النقض أو الفيتو هي سيدة الموقف، سواء بالحق أو بالباطل، القانون الدولي وضع قواعد أصلية لحل المشكلات وكان ميثاق الأمم المتحدة يتوقع أن تحافظ الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن على الأمن والسلم الدوليين، ولكن الواقع أن هذه الدول لم تجعل هذا الموقف دائما هو الرائد فى قراراتها الدولية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
• من الذي يحكم العالم الآن ؟
كما ذكرت الدول دائمة العضوية، فقد كان يعتقد واضعو ميثاق الأمم المتحدة، الذي وضع فى سان فرانسيسكو فى أكتوبر 1945م أن هذه الدول فعلا تستطيع نتيجة للأهوال التي حدثت فى الحرب العالمية الثانية أن الدول الخمس دائمة العضوية كفيلة بالمحافظة على الأمن والسلم الدوليين، ولكن الواقع أثبت غير ذلك، والتصويت الأخير يثبت حقيقة رغبة أمريكا فى الاعتداء على سوريا رغم أنف مجلس الأمن، وهذا يدل على أن مجلس الأمن مربامتحان رهيب، ورسب فيه بجدارة. وهذه ليست المرة الأولي، فأمريكا دخلت العراق أيضا ولم تحصل على قرار منه، ومع ذلك قامت بالاعتداء على دولة العراق فى 2003 م.
• لماذا يحاول أردوغان التعجيل بالانتخابات التركية هل يخشي زوال شعبيته أو أن هناك أمرا اخر؟
السبب الحقيقي هو الرغبة فى تقوية مركزه والحصول على تفويض جديد من الناخبين، فيما يتعلق بسياساته التي يتبعها، وهي سياسات محل نقد من المعارضة التركية التي تمارس دوراً سياسياً بارزاً ومحورياً فى داخل تركيا، وهي تؤدي دوراً واضحاً جدا، لأن ما يقوم به اردوغان لا يوافق عليه الناخبون بوجه عام، وإن كان بعضهم يوافق على هذه السياسات، ولكن هو الآن يحاول الحصول على تفويض جديد بانتخابات جديدة لكي يواصل سياساته المضطربة بالنسبة للمنطقة.
• أين جامعة الدول العربية من احتلال تركيا لأجزاء من دولتين عربيتين؟
لم تستطع القمة العربية التوصل إلى اتفاق يتخذ موقفاً حاسماً من التدخلات الإقليمية فى بعض الدول العربية، وهذا محل نظر من تصرف الجامعة العربية، فهي انعكاس للتخبط الدائر فى العالم العربي، نظرا لأن الدول العربية بعد 2011م ظهر التخبط والاضطراب الشديد جدا فى سياساتها وعدم إتفاقها سويا على صالح العرب، الكل ينظر لصالح نفسه ولا ينظر إلى الصالح العام للدول العربية، هذه هي الأزمة التي يمر بها العالم العربي وهي أزمة مستمرة بشكل واضح منذ عام 2011م، حيث نجح الغرب فى جعل الدول العربية فى هذا الموقف باتباعه هذه السياسة الجديدة التي جعلت العرب يحاربون انفسهم.
• كيف يمكن لدولة عربية احتلال دولة عربية أخري مثل سوريا ؟
مازلت أوضح أن العالم العربي فى حالة تمزق وعدم اتفاق على المبادئ والقيم الأصلية لميثاق جامعة الدول العربية، فإذا راجعنا ميثاق جامعة الدول العربية نجد نصا صريحاً وواضحاً تماما” أن أي اعتداء على دولة عربية هو اعتداء على جميع الدول العربية” وإن معاهدة الدفاع المشترك التي وقعت عليها الدول العربية منذ أكثر من 70 عاما تنص على الدفاع المشترك، ومع هذا لا نري أي دفاع مشترك، وهذا يوضح التخبط الشديد جدا والقائم بين الدول العربية بشكل غير مسبوق وأن صد الاعتداء على الدول العربية لا يمثل ضرورة ملحة تراها الدول العربية لكي تجمع آراءها وتجتمع على قلب رجل واحد فى سبيل الدفاع عن دولة عربية، أو فى سبيل وقف عدوان خارجي على دولة عربية أو فى صيانة الدولة الوطنية السورية.
• هل توافق على اقتراح ان تحل قوات عربية محل القوات الأمريكية داخل سوريا؟
أتمني ان لا يوجد على الأرض السورية إلا القوات السورية فأي دولة تناصر الحكومة وأي دولة تناصر المعارضة، لا يجب أن يكون لها قوات على الأرض السورية، ولكن مع مراعاة وقوف الإرهاب عند حد، لأن الارهاب اذا استمر مع عدم وجود قوات قوية للحكومة السورية سيؤدي إلى سقوط الدولة السورية، لذلك يجب عدم تغذية المعارضة بالمال والسلاح والافراد لكي يستقيم الأمر ويستطيع الجيش السوري فى هذه الحالة أن يدافع عن الدولة السورية، فالجيش السوري ليس جيشا ضعيفا اطلاقا ولكنه جيش قوي. و أثبت انه قادر على الصمود منذ 2011 م حتي الآن والجيش السوري هو الذي ساعد على بقاء رئيس الدولة فى مكانه، وإذا لم يكن الجيش السوري قويا لم يكن رئيس الدولة يستطيع أن يستمر فى مكانه حتي الآن وبالتالي فإن الوضع الصحيح هو التصدي للإرهاب بعدم امداده بالأموال والسلاح والافراد وعدم التدخل الخارجي فهذا أمر مهم جدا فالحلول واضحة ولكن تغيب فى ظل هذا الضباب الذي تسبب فيه اعداء سوريا لخلق أزمة يريدون استمرارها لإفشال الدولة السورية وتقسيمها.
• كيف تري المبادرة المطروحة لإقامة تعاون اقتصادي بين بعض الدول العربية و إسرائيل؟
مشروع الشرق الأوسط الكبير طرحه الرئيس الأسبق لإسرائيل “شيمون بيريز” من قبل الألفية الثالثة ومعني الشرق الاوسط الكبير أن تدخل إسرائيل مع الدول العربية فى سلام، نحن نقبل السلام ولكن بشروط عادلة وسليمة، وبشرط مراعاة حقوق الفلسطينيين فى حل الدولتين وحق العودة ورد الأراضي المحتلة فإذا تم مراعاة حقوق الفلسطينيين يسود السلام فى المنطقة على أساس واضح وسليم، ولكن لن يكون هناك سلام فى ظل استمرار إسرائيل فى عدوانها على الفلسطينيين واحتلالها للإراضي الفلسطينية، فهذا أمر مرفوض، ليس فقط سياسيا ولكن اقتصاديا وثقافيا إلخ، و بوجه عام لأن هذا أمر غير مقبول بالنسبة لمجموع الدول العربية،اما بالنسبة لمصر فقد وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل للضرورة السياسية التي رأتها واتبعتها فى ذلك الحين، ولكن لا يوجد تطبيع اقتصادي أو ثقافى بين مصر وإسرائيل، وهذا من حق مصر أن تفعله، وبالتالي فإن من يتحدث عن وجود تطبيع اقتصادي مع إسرائيل قبل حل المشكلة الفلسطينية فهذا أمر لا أراه صحيحا.
• كيف تقيم الموقف الإيراني بالنسبة للأزمة السورية؟
لكي نكون واضحين بصرف النظر عن إيران أو غيرها. من حق أي دولة بها حكومة شرعية ان تستعين بمساعدة قوات أي دولة أخري للدفاع عن الدولة الوطنية و استقلالها وحقوقها وحقوق شعبها، هذا أمر من قواعد القانون الدولي، وأنا اتحدث هنا وفق نصوص القانون الدولي.
• ما الرؤي المطروحة لحل الأزمة السورية ؟
حل الأزمة فى سوريا أرجو أن تساعد فيه دول من خارج الاطار النمطي، فالمطلوب جعل الحكومة السورية قادرة على مواجهة المعارضة المسلحة، فلا يوجد شيء فى القانون الدولي أو فى مفاهيم الدول يسمي بالمعارضة المسلحة، فالمعارضة دائما تستخدم وسائل وأدوات سلمية، ولا يوجد معارضة لديها دبابات وصواريخ وطائرات هذا أمر مستحيل، فالمطلوب جعل الجيش السوري قادرا على الدفاع عن وحدة الدولة الوطنية وعدم تعرضها للخطر والتقسيم والتفتيت فهذا هو الحل، ولا ادري ما المهمة المكلف بها ممثل الأمم المتحدة بالنسبة للدولة السورية؟ هل يقتصر دوره فقط على الاجتماع بالمعارضة تارة والحكومة تارة أخري، وتتكرر الاجتماعات مرارا وتكرارا. هل هذه هي مهمته؟ أم ان مهمته تمكين الحكومة الشرعية من التصدي لهذه المعارضة المسلحة، لأنه بصفته ممثلا للامم المتحدة يعلم جيدا انه لا يوجد شيء يسمي بالمعارضة المسلحة-كما قلت سابقا- واذا كانت مسلحة أصبحت عدوا معتديا على الحكومة الشرعية للدولة، ولا يمكن أبدا أن يكون هذا هو الدور الطبيعي لممثل الأمم المتحدة فيما يتعلق بحل المشكلة السورية.

التعليقات متوقفه