مواصلًا رعاية المواهب ..وفاتحا الطريق لتدعيم ومساعدة البراعم:ملتقى الشربيني الثقافى أقام أمسية شعرية ..للاحتفاء بالديوان الأول للشاعر نور الدين نادر

123

في أجواء شتوية غلب عليها الدفء الثقافى والحضور الأدبي ، ترافقت مع الاحتفالات بمناسبات عزيزة  ( أعياد الميلاد المجيد  ..الغطاس السعيد ) ، واستهلت بعزف السلام الوطني كالمعتاد..وبأبيات من شعر العامية نظمها  السيناريست فتحي سعد  وتقول : في الشارع والناس ماشيين /تعرف تقول ده مين وده مين /ده محمد ولا جرجس دي تريزا ولا أم حسين /الشكل واحد/اللبس واحد /الرب واحد/ مفيش ربين //

واحد لجرحس والتاني لحسين ..استهل الكاتب الصحفي محمود الشربيني مؤسس ملتقى الشربيني الثقافى فعاليات الامسية الشعرية التي أقامها احتفاء بزهرة جديدة في حديقة الشعر العربي ،الشاعر الشاب نور الدين نادر ..الذي صدر له حديثا ديوان بعنوان “لاشيء الإالفضول” ..والذي احتشد لمناقشته كوكبة من شعراء الفصحى والعامية ، يتقدمهم الشاعر والباحث في الفلكلور مسعود شومان  مدير الادارة المركزية للشئون الثقافية بهيئة قصور الثقافة .

وقف الحضور دقيقة حدادًا تكريمًا لعطاء الدكتور جابر عصفور والمستشارة تهاني الجبالي والكاتب الكبير إبراهيم حجازي والصحفي وائل الإبراشي والفنان احمد الحجار والفنانة مها ابوعوف . 

***//صالح :نجم جديد يبزغ في سماء الشعر ويبعث فيه روح التجديد//

//احيي الأسرة كلها من الجد إلى الأب إلى العم والعمة ..وفاؤه لهم يستحق الإشادة//

// **

وتحدث أولا الكاتب الصحفي مجدي صالح فقال:

أحييك واهنئك  على الديوان الأول، ربما أقول أنه يعطي إشارة للوسط الادبي بأن  هناك نجما يبزغ  بسماء الأدب   ، ويبعث فيه روح  التجديد  بعد عقود من  من الركود و السنوات القادمه سوف تثبت أن هذا النجم البازغ يستحق ماقلته وأكثر.
– وحياصالح وفاء الشاعر لجده الذي علم الجميع  الادب واللغة والشعر ،علم والده  الشاعر ووالدته الصحفية وعمته  الكاتبه (نهله)وعمه الكاتب (مصطفي) ، وهذا ملمح وفاء مهم ، لما لهؤلاء من   دور مؤثر في تجربة نور الأدبيه ،كما أنه  لم ينس أيضا فضل أستاذه ” د. بلبولة “
– ولاحظ صالح من خلال قراءته للديوان أن الشاعر مبدع في كتابة الشعر العمودي والشعر الحر ، ونوه بقصائده  “دموعي ” و ” رأيت على النيل ” ، و”أهل الكهف” . واشار إلى 
_الملمح الانساني لديه ، والذي تجلى فى قدرته على التعبير عن الحالة  الخاصه للدجاجة  المحبوسة  فى القفص ، منتظره أن توزن  وأن يتم ذبحها و تدل على رهافة الحس ، وكذلك الجَمَلْ   فى قصيدة ” الجمل لا يركب العربه ” ، وبالطبع أيضا هناك قصيده ” أشجار الحديقه ” ،هذه  الحاله الانسانيه ورهافه الحس وشعوره  بالجماد  والحيوان والطيور ، إحساس عال  يؤكد قدرته على  رصد اللمحه هذه فى هيئة شعر  .
***
//شومان:  نور ينتمي لأسرة مبدعة خرجت كلها من شجرة الجد الاكبر زكي عواد  //
//الديوان تحرري لم يلتزم بالتفعيلة الصارمة و رغم صغره يطرح الكثير من القضايا الكبري // 
// الشاعر لعب جيدًا ومارس اللعب كثيرا جدا ومن الأمثلة  : يقفز في صمت الندم عرق العدم// الفجر الليله دون صباح وغساق اللون ثقيل ثقل الارواح//  بالصبر الكافي بالصمت الوافي//

————-
شومان ..ناقداً
————
-الشاعر والباحث مسعود شومان تصدي لقراءة متأنية وفنية ولغوية في ديوان نادر نور  من أبرز ملامحها توقفه أولا عند غلاف الديوان واخراجه ، فكال النقد للقائمين على تنفيذه وتصميمه، ثم  حيا الحضور واحتفي بالمحتوى الشعري للديوان  وقال:
–  سعدت بمشاركة عدد من شباب “الدرعميين ” ، وبمقدم ضيوف أعزاء من أماكن متعدده،  وهو يعكس تقديرا  للملتقى  الخاص بالصديق العزيز محمود الشربيني ، الذي أقدم له الشكر على هذا الحضور الكبير في هذا الصالون الثقافي  والإبداعي. ونوه مجددًا -كما فعل مجدي صالح – بتأثير الجد زكي عواد، “الذي أعتقد أنهم  كلهم خرجوا من شجرته”  .
_واضاف منتقدًا  التصدير الذي قدم به نادر  لديوانه فقال : اختلطت فيه جملته  الشعرية بجملة للشاعر الكبير صلاح عبد الصبور ،وكان واجبا عدم الخلط .
_واشار إلى أن إختيار ” نور الدين ” في التصدير للشاعرين  ( عبد الصبوروالفيتوري ) يعني الانحياز لطريقه ما في الكتابه ولنموذجين شعريين إحتفيا بالتفعيلة وانشغلا بالقضايا الكبري ، التصدير الاول يبدأ  بالسؤال عند صلاح عبدالصبور ، صيغة تساؤليه  سوف نلاحظها على مدار الديوان كله ، والثانى يشير الي الخروج على الرتابه والمسخ ، الجمله تقول هذا ، لنقرأ سويا:  (أيها الطيف منفلتا من عصور الرتابه  والمسخ،  ماذا وراءك فى كتب الرمل ” )
——————
فكرة يتبناها الديوان
——————
//لست مع التصدير والإهداء كحلية .. ويجب أن يكون للتقديم علاقة بالديوان 

_ فهنا تتجلي  فكرة يتبناها الديوان- وهذه ميزه-  أن يكون  التصدير له علاقه بالديوان. وهذا  الاستشهاد يعكس  رغبة في الانعتاق من أسر ركام التراث ..وإن كنت اري في بعض التصدير مايعتبر إثقالاً عليه ، مثل ابيات مجدي نجيب وابراهيم رضوان ، فلست  مع التصدير والإهداء كحلية ، فيجب ان يكون  مكملاً  لبنيه الديوان ،الذي رغم  صغره يعكس لنا مجموعه من القضايا الكبرى التي تطرح اسئله في الشعر العربي بشكل عام ، لعل منها التعامل مع التراث العربي وايضا التعامل مع التراث الشعبي،  ثم اللغه الحديثه التي تعكسها  حكايات السايبر ومحل والفراخ وغيرها.  ثم التناص مع التراث الديني ، واستلهام الايقاع من الآيات القرانيه وبعض الاحاديث . هو ديوان تحرري لم يلتزم بصرامة التفعيلة ، وتعامل مع ما يمكن تسميته بالتشكل الصوتي ، و فيه  هيمنة  للابنية القوية التي  تعتمد على التقفيه بوصفها لعبه موسيقيه وهذه اللعبه  جزء من تعريف الشعر، وقال شومان مخاطبا الشاعر: لعبت جيدًا ومارست  هذا اللعب كثيرا جدا ومن أمثلته:  يقفز في صمت الندم عرق العدم// او الفجر الليله دون صباح وغساق اللون ثقيل ثقل الارواح// او بالصبر الكافي بالصمت الوافي// او دخلت للحفاه غنيت للحياة// او بيني وبين الارض خطوه وريح عاتية  .

//طول الوقت نحن امام شاعر يلوذ بالايقاع بوصفه مفهوما متسعا مفهوما مهما جدا للشاعر.
//هناك أجزاء في القصائد تستلهم إيقاع القرآن الكريم وبعض الأحاديث الشريفة. 
***
دلالات أخري 
————-
 الدال الثاني في الديوان هو دال الشعر يعني الانشغال بالشعر داخل القصيده او الديوان يحمل معان متعدده لعل منها الغناء، و الشعر يساوي الغناء او يساوي الايقاع، الشعر متعلق دائم بالصوت بالتقفيه بالايقاع كمفهوم واسع بالموسيقى، طول الوقت نحن امام شاعر يلوذ بالايقاع بوصفه مفهوما متسعا مفهوما مهما جدا للشاعر وعليه ان يتحرر داخله 
ولاحظ شومان إن هناك خلطًا في بحار بعض القصائد بين  الرجز والكامل، مادعا الشربيني للاسراع بالسؤال:  هل الخلط عيب في القصيده؟
وقال  شومان : هما بحران  لكن هناك شعراء اذكياء يقومون بعمل المقام الموسيقى وينتقلون الى المقام بنعومه لكن هنا نلحظ أنهما يستتران  خلف بعضهما وأنهما  قريبان من بعضهما، بحيث لا يشعر بهما غير “الحريف” ،و وجب عليه النظر الى الدقه في الوزن 
وعاد  الشربيني للسؤال :  هل من الطبيعي أن تختلفوا كشعراء  في تحديد بحور العروض ؟ مثلما لاحظنا ؟
واجاب شومان بالإيجاب ، وما يحدث في  العروض يحدث  في  “المزيكا”،  عندما يخرج الموسيقي  من مقام لمقام وهو ما أ طلق عليه الفنان  محمد شريف لفظ “الكوبري”

—————————————————————

شريف :أدعو الشاعر نور لسماع بيتهوفن فسيخرج منه شعر جديد

————————————————————— 

شعر ..بنكهة بيتهوفن

———————

والتقط الفنان محمد شريف خيط الحديث  فوجه تحية للشاعر على ” بلفونيه “النص عندك و هذه الكلمه شائعه في كل الفنون والابداع ، لانها تنظر الى التعدد في الاصوات والصور المشهديه التي تحاول رسمها دوما،  وقد سمعت لك اكثر من قصيدة، وهذه المره الاولى لى للاستماع إلى   الديوان ، فهذه الجزئيه جذبت اهتمامي .  وادعوك لسماع بيتهوفن ليخرج منك شعر  جديد
نور الدين ونقده.
————-

انتهي الجزء الأول

 

التعليقات متوقفه