ماجدة موريس تكتب :30 يونيو.. والاختيار

881

30 يونيو.. والاختيار 

ماجدة موريس

اليوم ونحن نحتفل بالذكري العاشرة لثورة 30 يونيو علينا ان نسأل انفسنا عن حالة الفن والثقافة في هذه السنوات التي عشناها في ظروف صعبة مابين جهد الدولة الكبير في استعادة مصر كبلد قوي وقادر علي الوقوف بقوة وصلابة امام كل التحديات، وبين محاولات لاتنتهي من الاعداء، وأولهم اخوان الشر الذين لم يصدقوا ان الشعب المصري خرج ضدهم بعد عام واحد من حكم حلموا به لمدة 85 عاما كاملة، ليصبح خروجهم في هذا اليوم هو اكبر «خروجة» في التاريخ، واكبر حدث شعبي في تقديري لم يقدم كما ينبغي ان يحدث، فخروج 33 مليون مواطن ومواطنة من كل الاعمار هو سابقة جديدة قدمها المصريون تعبيرا عن غضبهم من حكم لم يروا منه الا وجه بشع، القضية الان هي كيفية التعبير عن هذه الثورة وهذا الغضب من خلال الثقافة ووسائلها، اي الفن بكل وجوهه، ومن خلال تقديم اعمال فنية متنوعة وافلام ومسلسلات ومسرحيات عن ثورة 30 يونيو بكل تجلياتها والسؤال الملح الان هو، كيف يحدث هذا؟ هل بإقامة مسابقة لأفضل الكتابات عن 30 يونيو؟، او أفضل السيناريوهات التي تقدم احداث الثورة سواء للسينما او التليفزيون ؟ أم ان نتوسع في التفاعل بين الثورة والابداع فنقيم مسابقات للافلام القصيرة التي تحظي باهتمام كبير الان من الاف المبدعين الشباب الجدد، وكذلك نذكي التنافس بين الاجيال المحبة للمسرح لتقديم مسرحيات عن ثورة يونيو وما حدث قبلها وبعدها، ولكن هذا ايضا لا يكفي.

الفن له ألف وجه

في ايام ثورة 30 يونيو، وما قبلها منذ ثورة يناير2011 ظهر علي الساحة عدد غير قليل من الاصوات الرائعة والمعبرة، وكذلك صناع الموسيقي والغناء من كتاب الاغاني والاناشيد الي الملحنين، وللأسف اختفي هؤلاء، واختفت اغانيهم واناشيدهم، ولم تأت موجة اخري تقدم لنا ما نتفاعل معه وجدانيا حتي الان مع كثرة المواهب في مصر فهل انتهي الابداع من مصر ام انتهت الظروف التي تسهل ظهوره؟ واذكر هنا ان مسابقات البرنامج الوحيد الذي قدمته جهة مصرية لاكتشاف المواهب الجديدة، وهو برنامج«الدوم» كشفت عن اصوات رائعة ولكن تعنتت الجهة المنتجة للبرنامج في اعلان فوز اربعة موهوبين وذوي اصوات ملهمة وقررت فوز اثنين فقط مع هذا الاحتياج المجتمعي الكبير للاصوات الجميلة الجديدة والتي من الممكن ان تقود نهضة فنية تدعم الثورة اذا احسن اعدادها لهذا، والنتيجة اننا في الاحتفال بمرور عشر سنوات لا نجد تعبيرا فنيا موسيقيا يوازي هذا لا أغنية ولا نشيد!، وربما لو لم نر مسلسل مثل «الاختيار» بأجزائه الثلاثة لافتقدنا الكثير عن هذه الثورة، بداية من اسبابها، ومحاولات الاعداء سرقتها بكل الطرق، خاصة رافضي الوطن والانتماء وكما قال مرشدهم يوما«طظ في مصر»، وحيث رأينا من خلال الجزء الاول كل فرق الكارهين للوطن والباحثين عن نهبه في ذات الوقت وهم يدخلونه من سيناء بأسلحتهم وافكارهم، وفي الجزء الثاني رأينا القاهرة وضواحيها ومخططات البحث عن العملاء ضمن حصار رابعة واغتيال المواجهين من رجال الشرطة والجيش ليأتي الجزء الثالث بخلاصة القضية، وكيف حاولوا في مكتب الارشاد الامساك بكل الاوراق واعتقدوا انهم قادرون علي خداع الجميع، من الجيش للمواطنين، ان هذا العمل التوثيقي الدرامي في تقديري هو الاهم فيما رايناه عن ثورة يونيو، ولكنه لا يكفي فالذاكرة الجمعية للملايين منا لابد وان نضيف اليها الجديد والمهم كل عام، وان نضعها في حالة يقظة مستمرة في زمن السوشيال ميديا التي تسهل حمي الشائعات، واسهال الڤيديوهات، وتختفي بداخلها الكتائب الالكترونية في انتظار التعليمات ممن لم يصدق ان مصر دولة حرة، تسعي لحياة افضل لكل مواطنيها ولهذا فإن علينا كبلد دفع صناع الفن من كل الاجيال الي العمل، وتسهيل كل طرقه حتي نستعيد قوتنا وثروتنا الناعمة من جديد فليس لاي بلد تاريخ من الابداع الثقافي والفني في هذه المنطقة مثل مصر، وعلي مصر ان تكون مستعدة دائما. 

التعليقات متوقفه