إضراب المحامين.. وبلاغ للنائب العام للإفراج عن المعتقلين بالسودان

نشطاء يطالبون بلجنة محايدة للتحقيق فى الأحداث المصاحبة للاحتجاجات خبير: الاستقرار بالسودان هش.. ونظام البشير فقد شرعيته منذ2011

3٬685

تصاعدت حدة التظاهرات فى المدن السودانية أمس، وسط غضب شعبي واسع تم تشييع جثمان طالب جامعى توفى بأم درمان، متأثرا بإصابته بطلق نارى خلال مسيرات شهدها حي بري شرق العاصمة الخرطوم وتم غلق شبان الحي والأحياء المجاورة للشوارع الداخلية، وأشعلوا إطارات السيارات، مع ترديد هتافات الحراك الشعبي «سلمية سلمية».
من جانبه، أعلن التحالف الديمقراطي للمحامين فى بيان له، عن دخوله وجميع المحامين والمحاميات بالخرطوم وولايات السودان المختلفة فى إضراب عن العمل فى جميع محاكم السودان وكل الجهات الحكومية مطلع الاسبوع، واستمر حتى أمس «الثلاثاء»، وسط مطالبات بتشكيل لجنة محايدة من محامين مهنيين للتحقيق فى الأحداث المصاحبة للاحتجاجات، حيث قام التحالف بتقديم مذكرة للنائب العام ورئيس القضاء، لتشكيل لجنة تحقيق بمعاونة بعض المحامين والناشطين فى مجال حقوق الإنسان للتقصي عن قتل المواطنين والمحتجين واقتحام منازلهم وترويع أسرهم واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتهمين والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين – وفقًا لما أعلنه التحالف.
وعلى جانب آخر، لايزال الاضراب الذى اعلن عنه تجمع المهنيين وقوى سياسية معارضة فى بيان سابق لهم مستمرا، للضغط فى اتجاه تنحية البشير، وتصعيد الاحتجاجات فى المدن السودانية بعد الفاشر ونيالا فى دارفور، وأمري فى الشمال، والفاو فى الشرق، وكل من منطقة الكلاكلة، جنوب الخرطوم، والثورة شمال أم درمان، جاء ذلك بناء على خطوات التصعيد الفعلى التى بدأت للتنديد بالنظام الذى اصبح غير قادر على الإدارة السياسية والاقتصادية حسبما ذكر البيان.
من جانبه، اكد دكتور» أيمن شـبانة» أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات الأفريقية جامعة القاهرة، ان النظام السودانى فقد شرعيته على ارض الواقع منذ سنوات بداية من 2011 وليس بجديد نبرة اسقاط النظام التى تتصاعد حاليا، موضحا ان الخلاف الدائر هو كيفية اسقاط النظام، هل يسقط بالقوة المسلحة؟، هل يسقط بعصيان مدنى؟ ام اضرابات، ام يرحل البشير ويأتى غيره ام يكون هناك مجلس رئاسى جديد يتولى النظام.
واوضح، ان السودانيين لديهم تخوفين، الاول هو حالة الفوضى العارمة المرجح ان تجتاح السودان بسبب انتشارالسلاح الخفيف الذى يسهل حمله واستعماله حتى من جانب الاطفال، والنظام هو المئول عن ذلك لانه هو من سلح ميليشيات كثيرة منها «حمتى» و»موسى هلال» وغيرهما، ثم سلح الاسلاميين، مشيرا ان الجيش السودانى جيش ايديولوجي يحمى النظام ليس حبا فى البشير وانما بسبب المصالح.
اما عن التخوف الثانى، فيقول»شبانة» إنه عدم وجود وجه فى المعارضة مقنع بالنسبة لهم و يمكن ان يملأ الفراغ ويحل محل البشير، معتبرين ان المعارضة أوراق محترقة.
وتوقع ان النظام السودانى يمكنه ان يصمد امام هذه الاحتجاجات ليس لانه قوى ولكن بسبب الخوف من الفوضى وغياب البديل من قوى المعارضة، بالاضافة الى ان المحتجين هم فى الاساس مجرد افراد من الشعب والشارع، فلا يوجد مجلس وطنى مثلا او فئة معينه تستطيع ان تدعى انها تمثل المعارضة وان يكون معترفا بها داخليًا ودوليا واقليميا، علاوة على ان دول الجوار جميعها مع النظام السودانى بلا استثناء ليس حبا فى النظام وانما تخوفا من الفوضى كما سبق القول، محذرا من ان الوضع فى السودان اذا تفجر ستكون مصر اول المتضررين بسبب عدد السودانين الذى بلغ 3 مليون شخص ويتعاملون بشكل شديد الخصوصية وهو ما قد يتاثر بالسلب، خاصة فى ظل الاستقرار الهش بالسودان.
يذكر ان، السودان يشهد احتجاجات منذ 19 ديسمبرالماضى عقب قرار الحكومة زيادة سعر الخبز ثلاثة أضعاف، إلا أنها تحولت إلى احتجاجات ضد حكم الرئيس عمر البشير المستمر منذ ثلاثة عقود، وأسفرت الاحتجاجات حتى الآن عن مقتل 26 شخصاً، بحسب مسئولين، فيما تقول منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى يتجاوز الـ40.

التعليقات متوقفه