مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن فى العراق

■ الأوضاع الاقتصادية وفساد السلطة والسيطرة الأمريكية.. السبب

717

تجددت الاحتجاجات الشعبية فى العديد من المدن العراقية، أمس الثلاثاء، وقد شهدت العاصمة العراقية بغداد مظاهرة فى حي السيدية، فيما خيم الهدوء على المناطق القريبة من منطقة العلاوي وجسر الأحرار وسط بغداد.
ولليوم الثالث على التوالي، أغلق المتظاهرون العراقيون العديد من الطرقات فى بغداد، وذلك تنفيذا للإضراب العام الذي دعا إليه ناشطون، ردا على تجاهل الحكومة لمطالبهم.
وقتل خمسة أشخاص على الأقل الاثنين الماضى بعدما فتحت قوات الأمن العراقية النار فى بغداد على المحتجين الذين واصل الآلاف منهم الاحتشاد فى أكبر موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية. وخرجت مظاهرات أيضا فى عدة مواقع أخرى منها ميناء أم قصر المطل على الخليج ومدينة الشطرة بجنوب البلاد حيث قتلت قوات الأمن أحد المحتجين. وقتل ما يزيد على 250 عراقيا فى مظاهرات منذ بداية أكتوبر الماضى احتجاجا على حكومة يرونها فاسدة وتأتمر بأمر قوى أجنبية. واحتشد الآلاف من المحتجين المناهضين للحكومة فى وسط بغداد فى تحد لمناشدة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لهم بالهدوء.
واشتعلت المظاهرات نتيجة المصاعب الاقتصادية والفساد على نظام الحكم القائم على تقاسم السلطة على أسس طائفية والذي بدأ العمل به فى العراق بعد 2003. كما يستهدف الغضب النخب السياسية المنتفعة من هذا النظام.
وينظر كثيرون إلى النخبة السياسية على أنها تابعة إما للولايات المتحدة أو لإيران، الحليفتين الرئيسيتين لبغداد اللتين تستخدمان العراق ساحة للصراع على الهيمنة فى المنطقة.
وتعد واقعة كربلاء أحدث مؤشر على الغضب من إيران الذي ظهر خلال أكبر موجة احتجاجات فى العراق منذ سقوط صدام حسين. وتجمع المحتجون أمام القنصلية فى وقت متأخر ليل السبت وحرقوا إطارات السيارات ورددوا ”إيران بره بره وكربلاء حرة حرة“. ويعتبر المتظاهرون إيران القوة الرئيسية خلف الأحزاب السياسية الشيعية التي هيمنت على السلطة فى العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأسقط صدام حسين.
وقال محمد شنشل، المحلل السياسي العراقي، بعد أكثر من 16 سنة ذاق العراقيون والعراق طعم المرار والمذلة، فالشباب الذين ولدوا قبيل احتلال العراق أصبحوا فى ريعان الشباب وفى حاجة ماسة إلى العمل والوظيفة. واستبعدت الحكومات التي جاءت بعد الأحتلال جميع الشباب من الوظائف ومنحت الوظائف لأقارب كل من يأتي إلى السلطة بدءاً من أصغر موظف.
مشيرا إلى سيطرة الأحزاب على العراق وعلي قوت الشعب اليومي، وأعترفوا بأن العراق سيكون مقسماً، فالعرا قُسم وإن لم يعلن، فالتحركات التي صدرت أو التي كانت موجودة فى العراق فى 2014 كانت مشبوهة، وعلي أثرها كان هناك أتفاق مع “نور المالكي” وكما أتضح فيما بعد إنه سلم “الموصل” إلى “الدواعش” وهو الذي سهل عملية دخولهم إلى العراق.
وأضاف أن ما يجري بالعراق هي الثورة الحقيقية، لأنهم أصبحوا على يقين بإن العراق أصبح مُسيطرا عليه من إيران تماماً وكل المخططات السياسية والقمعية هي من غرفة العمليات التي يترأسها “قاسم سليمانِ” وأعوانه وحتي من ضباط الصف والمراتب الذين جيء بهم والذين نطلق عليهم فى العراق “ ضباط دمج” أي لم يكونوا ضباطا أساساً، فالثوار اليوم لن يتركوا العراق بأكملها بدءاً من بغداد نزولاً إلى الجنوب العراق ونجد الآن الثورة وصلت إلى “أم قصر” وهذا أمر مخيف.
وأكد أن كل الطوائف الموجودة من شيعة وسنة ومسيحيين وأكراد أيضا، فالأكراد ليسوا موجودين فى أقليم كردستان فقط بل هناك الكثير من الأكراد متواجدين فى بغداد وكثير من المحافظات أنضموا إلى هؤلاء الثوار، فالشعب العراقي المنتفض الآن هم الغالبية العظمي من أهل الجنوب أي الغالبية العظمي من الشيعة العرب العراقيين.

التعليقات متوقفه