“التجمع “يناقش مبادرة حياة كريمة وأوضاع الريف:عودة الدولة لرسم السياسات الزراعية ضرورة للنهوض بالريف

168

عقدت لجنتا الزراعة والري والفلاحين بحزب التجمع اجتماعًا مشتركًا السبت الماضي لمناقشة بعض القضايا المتعلقة بمبادرة حياة كريمة لتطوير الريف المصري، وكذلك المشروع القومي للدلتا الجديدة، وانتاج القمح المصري وعلاقة ذلك بأزمة رغيف الخبز، ومراجعة بعض القوانين والتشريعات مثل قانون الري وإنشاء هيئة جديدة لتولي إدارة الثروة السمكية والبحيرات، وذلك بحضور المهندس محمد عبدالحليم أمين لجنة الزراعة والري، وعماد عبيد أمين الفلاحين، والدكتور عبدالفتاح مطاوع أمين الجيزة والخبير في مجال المياه والري، والدكتور شريف فياض عضو اللجنة الاقتصادية والمكتب السياسي، ومحمد فرج الأمين العام المساعد للحزب لشئون العمل الجماهيري.
وقال المهندس محمد عبدالحليم، أمين لجنة الزراعة والري، إن الحديث يدور حاليًا عن الزيادة السكانية، وتسبب ذلك في تبوير الأراضي الزراعية، وكذلك الحديث حول رغيف الخبز المدعم وهو أمر مرتبط بإنتاج القمح ونسب استيراده والذي كان قد وصل الى 8.5 مليون طن قمح سنويًا، وأضاف ان مشروع حياة كريمة من خلال ما رأيناه في تقديم رئيس الوزراء في المؤتمر الذي تم تنظيمه في ستاد القاهرة، سيكون نقلة كبيرة وإنجازا عظيما، وهو أمر طالب به حزب التجمع عبر تاريخه ولكن ينقصنا ان ننظر الى التفاصيل الدقيقة للمشروع لنعرف مدى استفادة المواطنين منه بالشكل الملائم.
وأشار “عبدالحليم” أن موضوع الدلتا الجديدة في الساحل الشمالي، يمثل توسعا أفقيا، وهو أمر جيد، وكذا الأمر بالنسبة للمزارع السمكية وإنشاء هيئة جديدة لحماية البحيرات والاستزراع السمكي، هو أيضًا أمر مهم جدًا حيث تعمل هذه المزارع السمكية في توفير 80% من إنتاج مصر من الأسماك وهو ما يحفظ التوازن الغذائي للمصريين وتوفير مصدر للبروتين بأسعار في متناول المواطنين.
من جانبه قال الدكتور شريف فياض عضو اللجنة الاقتصادية، والمكتب السياسي بحزب التجمع، إن الأمر ليس مرتبطا بالقوانين فقط ولكن يجب أن نجيب عن سؤال هل يؤدي ذلك لتنمية اجتماعية للريف المصري والذي يمثل 56% من سكان مصر، مشيرًا إلى أن الموازنة العامة لسنة 2021 \ 2022 بها مشروعات مهمة مثل مشروع تنمية لحوم البتلو، والتوسعات الأفقية والرأسية في استصلاح الأراضي، وتطوير نظم الري، وغيرها من المشروعات، لكن غير مشار الى أمر مهم وهو مدى استفادة الفلاح نفسه من ذلك، فنحن لدينا تخوفات ان ترتكز المشروعات على البنية التحتية ولكن في نفس الوقت تعيد إنتاج تخلف علاقات ووسائل الإنتاج، لذلك يجب ان ندرس بشكل موسع الاستراتيجية المحدثة للزراعة المصرية والتي صدرت في 2020، وكذلك مشروع الزراعة التعاقدية، ومشروع كارت الفلاح ولماذا لم يطبق، واعادة النظر في السياسات الفلاحية ككل.
وأضاف “فياض “أن مصر تواجه 3 مشكلات اساسية فيما يخص الزراعة والفلاحين، وهي اشكالية الاستخدام الكفء للموارد، وكيفية تنمية حياة الفلاح، والسياسات الزراعية ومدى علاقتها بالتطور الاجتماعي، لذلك في تقديري أن الحلول يجب أن تأتي عبر التركيز على تطوير الإنتاج والفلاحين وتطبيق السياسات الزراعية بكفاءة.
وقال عماد عبيد أمين الفلاحين بحزب التجمع، إن هناك حالة من العزوف عن الزراعة تواجهها القرى والأرياف، وهو أمر خطير، وذلك ينتج لأن الفلاح يفكر بطريقة فردية نتيجة أوضاعه الاقتصادية، وإذا نظرنا الى ما تم بعد قانون المالك والمستأجر وعودة الأرض للملاك سنجد أن الزراعة المصرية افتقدت للكثير من العناصر، حيث كان الفلاح يقدم الخدمة الكاملة للأرض باعتبارها مصدر رزقه، ولكن ما وصلنا اليه الآن هو وضع صعب نتيجة قرارات سياسية خاطئة على مدار السنوات، حيث ألغيت الدورة الزراعية، وترك الحرية للفلاح، وهناك من اتجهوا لمحاصيل غير أساسية، حتى فقد الريف جوهره كمنتج وأصبح استهلاكيا، وبحسب الإحصاءات الدولية فالريف المصري هو أكبر ريف مهجر للسكان في العالم، وفي تقديري أن 15% من سكان الريف من يعملون في مهنة الزراعة والمهن المرتبطة بها بينما الآخرون اتجهوا للتوظيف والتجارة وأعمال اخرى.
وقال الدكتور عبدالفتاح مطاوع أمين الجيزة بحزب التجمع والخبير في المياه والري، إذا بحثنا في السياسات الزراعية، والاستراتيجية المصرية للزراعة بشكل نظري سنجدها متكاملة وجيدة ولكن على مستوى التطبيق على أرض الواقع سنجد أن هناك مشكلات كبيرة، فهناك عدم كفاءة في التنفيذ واختيار خاطئ للمسئولين وهناك عمل بنظام الجزر المنعزلة بين المؤسسات والهيئات المنوطة بالأمر مثل وزارة الزراعة والري والتجارة الخارجية والجمعيات الزراعية .. الخ.
وأشار “مطاوع” الى أن مشروع حياة كريمة أمر جيد بالفعل، ولكنه يفتقر الى عنصر هام وهو التنوير والتثقيف والوعي، فلم نجد حديثا عن انشاء أو تطوير قصور الثقافة في القرى الريفية، وجميعنا نعلم أنه حتى قصور الثقافة وبيوت الثقافة الموجودة بالفعل الآن لا تعمل مما نتج عنه عدم تطوير فكر ووعي الفلاحين وسكان القرى، ومشروع الدلتا الجديد ايضًا جيد ولكنهم لم يذكروا بشكل واضح من أين يأتي الماء لتنفيذ كل هذه المساحات الضخمة، لذلك في تقديري أن تكون لدينا في مصر خريطة متكاملة للمياه وأنواعها وكمياتها، مضيفًا إن مصر منذ ثورة يوليو كان بها 5 ملايين فدان، وحتى الآن كل ما استطعنا إضافته لهذه الرقعة الزراعية خلال عشرات السنوات هو 2 مليون فدان، والآن تتحدث الحكومة عن استصلاح 2 مليون فدان آخرين ولكنهم لا يقولون من أين يأتي الماء.
بينما قال محمد فرج الأمين العام المساعد لشئون العمل الجماهيري، إن مبادرة حياة كريمة هي مبادرة مهمة للغاية نثمنها ونؤيدها، ولكن يجب التنويه إلى أن الريف المصري نتيجة التطور العشوائي خلال السنوات الماضية، أصبح خليطا من السكان ولم يعد بخصائص القرية أو المدينة، وحدث ايضًا غزو واعتداء كبير على الأراضي الزراعية ومن الممكن أن نقول إن كل قرية أصبح بداخلها وعلى أطرافها قرية جديدة حيث تم بناء الملايين من العمارات والبيوت دون أي تخطيط، مشيرًا إلى أنه حتى الجمعيات الزراعية التي كانت تقام على مساحات ضخمة تقلصت وتم الاعتداء على أراضيها الى ان اصبحت شققا صغيرها بها بعض الموظفين بلا دور، وسياسات الدولة نفسها خلال سنوات مضت تخلت بشكل كبير عن دعم المنتجين، وأصبح أغلب الدخل في الأرياف من أجور توظيف، وخدمات ومشروعات صغيرة، وهو أمر يجب أن نركز على كيفية معالجته بالتزامن مع مبادرة حياة كريمة لاعادة الاعتبار لمهنة الزراعة.

التعليقات متوقفه