صحيفة ألمانية :عرش السلطان أردوغان علي حافة الهاوية

334

*ترجمة أميرة هشام :

كتب “دانييل ديريا بيلوت” محرر في  الصحيفة الالمانية واسعة الانتشار “دوتشي فيلا” أن الرئيس التركي استطاع بشكل ثابت التوسع من سلطته خلال 16عاما من الحكم،واليوم يذكر أردوغان بالسلطان الحديث.وأضاف دانييل في مقالته أن ذلك سوف ينتهي قريبا.
وقال :عندما وصل أدوغان الي السلطة في عام 2003،كان ينظر اليه بمثابة مصلح ليبرالي،يريد إدخال تركيا الي أوروبا،ولكن النقاد حذروا منه في ذلك الوقت،ووصفوه بأنه ذئبا في ملابس خراف.وقد أستقل قطار الديمقراطية فقط ليتركه في الوقت المناسب.وينبغي أن يكون المتشككون علي صواب من ذلك،لقد غادر أردغان بالفعل لذلك القطار عقب نجاحه بإطاحه خصومه العلمانيين في الجيش والقضاء.منذ ذلك الحين كان يتجه إلى جهة مختلفة تمامًا نحو السلطنة،وبدأت الرحلة عبر الزمن إلى الماضي العثماني.في السنوات التالية لم يتمكن أي شخص من إيقاف أردغان الواثق بنفسه،أو كما يمكن أن يقال عنه الموهوب تقريبًا،أزال عقبة واحدة تلو الأخرى: لقد نجا بسهولة من كل احتجاجات “بارك غيزي”،و فضيحة فساد و محاولة انقلاب. في يونيو 2018 قدم نظامًا رئاسيًا منحه صلاحيات خاصة كرئيس دولة،حينها ولد نظام الرجل الواحد.ومنذ ذلك اليوم أصبح للسلطان قصر مؤلف من 1000 غرفة في أنقرة،حلمه هو الدخول في عصر العثمانيين الجدد في عام 2023،بعد قرن بالضبط من تأسيس تركيا الحديثة،ولكن قبل خط النهاية يتأرجح عرشه.بحلول عام 2019 بدأت نقطة التحول تهدد حلمه بالانفجار.
واضاف:بدأت قوة أردوغان في الانهيار منذ صيف عام 2018 مع بدء تطبيق تدابير السياسة الاقتصادية المضللة،من أجل الحفاظ على نظام المحسوبية،واستثمر من جانب واحد في صناعة البناء والتشييد.نتيجة لذلك فإن الاقتصاد التركي ليس مثمرًا للغاية ويواجه حاليًا أزمة مع التقلبات الحادة في اسعار العملات.وتحطيم البطالة – خاصة بين الشباب -الأرقام القياسية،وكان السبب الرئيسي للانزعاج من قبل السكان هو ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الفواكه والخضروات.
وقال :في الانتخابات المحلية في نهاية شهر مارس تلقى أردوغان الضربة القوية عندما خسر المدن المهمة. كانت خسارة اسطنبول مؤلمة بشكل خاص،لانها تمثل مركز تركيا الاقتصادي بلا منازع بميزانية مدينة كاملة، بكافه أموالها التي يحتاجها بشكل عاجل للحفاظ على السلطة.
“من يخسر اسطنبول يخسر كل تركيا”
واضاف الصحفي الالماني :لذلك لم يرغب أردوغان في التخلي عن السلطة تحت أي ظرف من الظروف،فقد ضغط على لجنة الانتخابات،وأجبر على إعادة إجراء انتخابات جديدة.ولكن دون جدوي،لأن نجمًا سياسيًا جديدًا ظهر فجأة على الساحة،أنه “أكرام أمام أوغلو”.ولم يسمح الديمقراطي الاجتماعي بتاجيل نفسه،وعلي الفور التقي بكراهية الحزب الحاكم بصدر رحب،ومن الواضح ان “أمام أوغلو” فاز بالجولة الثانية ضد مرشح أردوغان “بن علي يلدريم”.واتضح أن “أمام أوغلو” يحظي بشعبية كبير،ولديه فرصه لترشحه للرئاسة.
وقال :هزيمة أردوغان الانتخابية الحساسة هي نتيجة لاستراتيجيته في الاستقطاب،فقامت أحزاب المعارضة المختلفة -الإسلاميين والقوميين والديمقراطيين الاجتماعيين والليبراليين اليساريين- بتوحيد قواتهم ضد العدو المشترك أردوغان لأول مرة بالرغم من جميع الخلافات السياسية بينهم.
وقال :ليس ذلك فحسب،بالاضافة الي تراجع قوة أردغان في صفوفه،فقد ترك ما يقرب من مليون عضو حزب العدالة والتنمية لأردوغان بالفعل،يؤسس الحلفاء القدامى-مثل رئيس الوزراء السابق احمد داود اوغلو ، ووزير المالية السابق علي باباكان ، أو الرئيس السابق عبد الله غول-أحزابا جديده الان،وهؤلاء جميعا سوف يكلفون أردوغان أصواتا مهمة من المعسكر المحافظ..
واضاف:وبقدر كبير من المثابرة والارادة القوية ، قام اردوغان بالوصول إلى سلطان تركيا منذ 16 عاما.تم تزويده بقوة ذات صبغة ملكية تقريبًا،وبدا أنه بلا منازع علي عرشه،ولكن عام 2019 جلب تحولا مفاجئا،والكثير يلعب الآن ضد السلطان.وفي عام 2023 سوف يحتفل الاتراك بالذكري المائه لتأسيس تركيا الحديثة،هو اليوم الذي سيحتفل فيه بألغاء السلطنة.

التعليقات متوقفه