أشاد بملتقى الشربيني الثقافى ..وبنخبته اليسارية التى ناقشت رسالتيه للماجستير والدكتوراة ..د.وجدي زين الدين : رئيس حزب الوفد دَعّمَ مشروعي الفكري .. بعكس الوفديين الرافضين لتوجهاتي الاشتراكية والفكرية..ومحمود أمين العالم هو رائد الاتجاه الاشتراكي في الابداع والنقد ولا تأثير لماركسيته في دراستي .

133

أشاد بملتقى الشربيني الثقافى ..وبنخبته اليسارية التى ناقشت رسالتيه للماجستير والدكتوراة ..د.وجدي زين الدين : رئيس حزب الوفد دَعّمَ مشروعي الفكري .. بعكس الوفديين الرافضين لتوجهاتي الاشتراكية والفكرية..ومحمود أمين العالم هو رائد الاتجاه الاشتراكي في الابداع والنقد ولا تأثير لماركسيته في دراستي .
*أمينة النقاش : الإبداع في المرحلة الناصرية كان معارضًا لسياساتها ..يرفض الاستبداد ويندد بالفساد والبيروقراطية
*الراعي والقط كانا أولى من سلامة موسي بالدراسة ..ومن اللافت غياب المبدعات رغم تميزهن.
*النقد اليساري ظلم كثيرًا من المبدعين وتنمر عليهم ..والمخرج حسن الإمام من ابرز ضحاياه
*نجيب محفوظ اكتشفه الإخواني سيد قطب وليس الماركسي ” محمود أمين العالم

* نبيل عمر: قطب الإخوان هو من أصر على تغيير مسمى حركة الضباط المباركة إلى ثورة ٢٣يوليو
*لويس عوض ربما آمن بالاشتراكية سياسيا .. لكنه يطبق القواعد الفنية في النقد الأدبي.
*بهيجة حسين: الرسالة شديدة الأهمية .. أجريت بدقة و كتبت بسلاسة واتسمت بالموضوعية.
*مآخذي على الدراسة تنحصر في إغفالها الإبداع النسوي و أن محمود أمين العالم كان شيوعيا.
*د.محمد السيد إسماعيل: ادعو د.وجدي للتوسع في دراسته فالدكتور مندور يستحق مقاربة نقدية لمراحله المختلفة
محمد فياض: د. وجدي حطم صنما كانت مصر قد بلغته بتصور وجود عداء بين الوفد وعبد الناصر
رسالة دكتور وجدي طمأنتني على إمكانية تعافي تجربة حزبية سياسية تعوزها مصر بجدية .
فاطمة هزاع: ملتقى الشربيني أحيا قامات من الأموات واحتفى بها ..واعادني لمنصة الأبداع

أعرب الكاتب الصحفي رئيس تحرير جريدة الوفد الدكتور وجدي زين الدين عن سعادته بالمناقشات التي دارت حول مشروعه الفكري ، فى ملتقى الشربيني الثقافي الذي يقيمه الزميل محمود الشربيني،ذلك أنه يجمع بين أطيافه اتجاهات فكريه رائعه وممتازه، ويغلب عليها الاتجاه الاشتراكي او الاتجاه اليساري ولذالك أسعدني وجودي بين هذه الكوكبه المبدعة ،و ان اناقش مع هذه النخبة المثقفة في شبين القناطر مشروعي الفكري الذي عنونته في كتابي: الاتجاه الاشتراكي فى الإبداع والنقد فى الصحافه المصريه فى الفتره من ٥٢ الي ٦٧ .واسعدتني ايضا الملاحظات التي أبداها المشاركون في هذه الأمسية الثقافية المهمة .
وفي الجزء الأول من حديثه المنشور بالأمس قال الدكتور وجدي زين الدين أن الصحافة سرقته من مشروعه الإبداعي ، ولكنه كان حريصا منذ العام ٢٠١٤على إنجازه ، وخلال تلك الفترة أنجز أيضا ثلاثة كتب أخري .وقال الدكتور وجدي أن هذه الفترة ٥٢-٦٧ كانت فترة توهج وازدهار ثقافي وابداعي ، وأن هذا يحسب للرئيس عبد الناصر .كما أشار بأنه وفدي اشتراكي ، وان الوفد يمتاز بالحرية والتنوع في الفكر ، وهذا اتاح له ان يقف هذا الموقف الفكري وان يدرس هذه الفترة، رغم أن وفديين و ناصريين لم يتفهموا منطلقاته ورؤاه تلك ، وان كان يعتبر ان من أكثر من فهم هذا كله هو رئيس الحزب المستشار بهاء أبو شقة .
——————————-
امينة النقاش ..رؤية مستفيضة
—————————-
في الجزء الثاني من الأمسية تحدثت الكاتبة الكبيرة أمينة النقاش ونفذت إلى جوهر الدراسة ، عندما قالت انها كانت في صميم العلاقة بين المثقف والسلطة واستكمالا لرؤيتها الشاملة ، التي أثنت فيها على جهد الباحث الدكتور وجدي قالت: هذه الفترة كانت ثرية جدا وتبلورت فيها ملامح تجربة الرئيس عبد الناصر ، ونوهت بأن الكتاب لم يتوقف كثيرا أمام علمانية عبد الناصر رغم أهميتها ، وأشارت الى أن عبد الناصر كان علمانيًا، وأن هناك باحثين شوهوا العلمانيه .
كما أشارت إلى ملامح الفترة الناصرية بقولها: المجتمع وقتها كان متفتحا، وقد تجلى مدى تقديره لعبد الناصر عندما أتاح التعليم المجاني للجميع خاصة وأن الغالبية العظمي كانوا من الطبقه الفقيرة، كما فتح الجامعات للنساء ، ولم يستجب لأي دعاوي محافظه. كما أنه لم يحجر على حرية التعبير ، وقاوم محاولات حجب رموز الفن عن الناس ،فرفض ابعاد ام كلثوم وعبد الوهاب عن الغناء بذريعة غنائهما للملك قائلا : وهل نهدم الهرم لأن قدماء المصريين هم الذين شيدوه ؟! موضحًا إن أي ثورة تحجبهما عن الناس إنما تحكم على نفسها بالإعدام.
—————————————-
ابداع يوليو ..كان معارضا لسياساتها
——————————————
– كما لاحظت امينة النقاش أن الإنتاج الفكري والإبداع الأدبي في فترة الدراسة الممتدة الى نحو ١٥ سنه كان معظمها معارضًا للسلطة وتوجهاتها ( فالمسرحيات المؤلفة كانت ضد الاستبداد وضد البيروقراطية وضد الفساد ) أمثال “السلطان الحائر” للحكيم ، وبنك القلق كما أن أدب يوسف إدريس كان فيه نقد للتجربه الناصرية وكان عبد الناصر يقرأ له ..وذات مره طلبت الاجهزة الأمنية إليه أن يمنعه من الكتابة ولم يفعل .
– و هناك ملاحظات أخري منها أن الكتاب لم يذكر ناقدة ولا مبدعة في تجربته فى الكتاب مثل (لطيفه الزيات_ فاطمه موسي _ رضوى عاشور _ زينب صادق الخ..)
– كما أننى لا أوافق وجدي على وضع سلامه موسي بين هذه الكوكبه التي درسها ، ذلك أن تكوين سلامه موسي وتحققه كان في العهد السابق ، وهو فيلسوف وليس ناقداً و ماتركه من النقد كان قليلا جدا، وكان حريا بالدراسة ان تتناول الدكاترة الراعي و القط و عز الدين إسماعيل لانهم أ ولاد هذه التجربه.
-ونوهت بأن من اكتشف نجيب محفوظ كان سيد قطب وليس ” محمود أمين العالم” ( ولفت نبيل عمر في هذا السياق الانتباه إلى أن قطب هو نفسه من أسمي الحركة المباركة بالثورة ، وأصر على تغيير مسماها من حركه الي ثوره، بجانب انه أول من بشر بولادة موهبه نجيب محفوظ )
– وعودة إلى أمينة النقاش التى اضافت :منذ بزوغ فجر الابداع في مصر ( وهو ما اشار اليه نبيل عمر بقصة زينب التي ابدعها الدكتور محمد حسين هيكل والتي تؤرخ لفجر الرواية في مصر في صدر القرن العشرين ) ظهرت مدرستان – بصرف النظر عن تباينهما ولكنهما متميزتان ، وهما النظره للأدب باعتباره أدبًا وفنًا للأدب والفن وأدبًا وفنًا للحياة فقط ،مشيرة الى أن لويس عوض هو من أسس وروج للنظرية الواقعية في الأدب.
وتساءلت النقاش : هل الواقعيه الاشتراكيه او الرومانسيه او غيرها من الصفات هدفها الحجر على الإبداع ؟فالمقاييس المسبقة التي تقام على الأدب خاطئة ، لأن كل إبداع هو كائن حي .وانا كيساريه وعضو ه في حزب يساري اولا أعرف أن المفكر محمود أمين العالم كان شيوعيًا وناضل مع الحركات اليسارية.
اما عن ادب نجيب محفوظ وديستوفيسكى فكل هذا كان أدبًا واقعياً وتأثيريًا بالفعل.
– وعن أدب نجيب محفوظ قالت أنه أدب ينتمي للطبقه الفقيرة منذ صدور “بدايه ونهايه ” و غيرها.واشارت إلى أن النقد اليساري ظلم في الحياه العامه الكثير من المبدعين ، فكثيرًا مانظر اليساريون إلى أعمال حسن الإمام على أنها أعمال دون المستوى ، ولاحق “الإمام ” الكثير من “التنمر” ، فى حين أن كل مشاهد المظاهرات في السينما المصريه حاليًا تؤخذ من أعماله السينيمائية .
واختتمت حديثها بقولها الابداع ساحة حرة، وتخدم الوعى وتنير الطريق له ،و أي فن هو بالفعل فن ويستحق التقدير .
————————————
بهيجة حسين : العَالِم كان شيوعيًا
———————————-
وقالت الكاتبه بهيجة حسين أن الفن والابداع عموما مرآة للواقع ، وهذا ما أكدته رسالة د.وجدي .. وإذا أردنا نموذجا فنيا يعبر عن تلك المرحلة ، سنجد هناك أغنية مناسبة جدا تعبر عن المرأة ، وعن موقف ناصر منها- رغم أن الكتاب لم يأت على ذكرها – وتقول الأغنية :”يابنت بلدي زعيمنا قال قومي وجاهدي ويا الرجال”.
-وبرأيي ان الرساله كتبت بلغة سلسة و جميلة ومتماسكة ، لأنها لغة صحفي متمكن و متمرس قام بتحقيق استقصائي وسياسي واجتماعي وثقافي عن هذه المرحله في بحثه .وأجري بحثة بدقه وموضوعية
و اتفق مع أمينه النقاش في حديثها عن دور المرأة المبدعة وأذكر مثلا د. لطيفة الزيات الناقدة المرموقة والتي قدمت دراسات مهمة في نقد أدب نجيب محفوظ.. .
واضافت : البحث كان موضوعيًا ولم يكن منحازا وجاء بآراء وأفكار مع وأخري ضد التجربه ، فلم يقتصر علي ” التوجه الاشتراكي في النقد ” لكن مأخذي عليه هو تجاهل الصوت النسوي، وتجاهل أن محمود أمين العالم كان ماركسيا و من مؤسسي الحزب الشيوعى المصري.
—————-
رؤية تكاملية
—————-
وقال الكاتب الكبير نبيل عمر:
_ توقفت أولا عند عنوان الدراسة وهو الإتجاه الاشتراكي فى الإبداع والنقد فى الصحافه المصريه ..فهناك أنواع منها ما نشر في الصحف ،أو في الصفحات الادبية المتخصصة أو في الكتب ،فما الفارق بين كل هذه الانواع ،وهل كان هناك فرق فى الاتجاه الاشتراكي بينهاولهذااختار المنشورة فى الصحف فقط .
– توقفت كذلك عند مسألة اتصال الفترة الزمنية كلها وهل من ١٩٥٢ إلى ١٩٦٧ هي فترة واحدة .. تحمل سمات واحدة ؟. وفي الحقيقه هي ليست كذلك ، فحتى الذين كتبوا عنها سياسيا قاموا بتقسيمها .
– وأوضح أن الإبداع والنقد بشكل عام يأخذ وقتا طويلا جدا ليتبين أثر هذه المتغيرات،وهذا ما لاحظناه في أعمال نجيب محفوظ.
– ورأى نبيل عمر ان الرسالة غلبت التعبير السياسي أو البعد السياسي أو الرؤيه السياسيه على الأدب حتي أنها استأثرت بالجزء الأكبر من الحوار الدائر والنقاش بالندوة .
-كما أنه كان عليه ملاحظه التطور النقدي ، وكيف كان شكل النقد قبل الثورة وبعدها
– وفيما يتعلق بكلمة المنهج التكاملى فهي أفضل عندي من كلمة المنهج المتكامل الذي كان أول من استخدمها استخدامًا خاطئًا سيد قطب فى كتابه عن أصول النقد سنه ١٩٤٨ قبل أن ينحرف عن الأدب ويتجه إلى تكفير الناس دينيا.
-وهناك أيضا حديث عن محمود أمين العالم وأنه لم يحصل على درجة الدكتوراه وتحدث عن اتجاهاته الاشتراكية كما لو أنها والشيوعية شئ واحد ، وهي فروق كثيرة كان يجب توضيحها .
وفيما يتعلق بالدكتور لويس عوض فأعتقد من خلال كتبه فى النقد الأدبي فإنه ترك انطباعا وشعورا بأنه يكتب نقدًا فنيًا صريحًا لا علاقة له بالاشتراكية ولا بالرأسمالية، وربما كان يؤمن بالاشتراكية سياسيا، لكنه فى النقد كان يتبع المناهج الأدبية .
——————————
محمد السيد اسماعيل: هذه رؤيتي
————————————
– التحية والتقدير لهذه الكوكبة المضيئة التي يستضيفها ملتقى الشربيني الثقافي بمناسبه مناقشته كتابي الدكتور /وجدي زين الدين رئيس تحرير جريدة الوفد اللذان يحملان عنوان الإتجاه الاشتراكى في الإبداع والنقد وهو موضوع على درجة كبيرة من الأهمية ، غير أننا مع تقديرنا لجهده الكبير نود أن نشير عليه بضرورة التوسع في هذا الموضوع وعدم الاختصار علي أسماء محدده مثل محمود أمين العالم
ذلك أن الدكتور محمد مندور يسحق مقاربة نقده في مراحله المختلفه، و تنقسم الواقعيه إلي نوعين هما الواقعية النقديه التي شاعت فى أوروبا والواقعية الاشتراكية التي ظهرت بعد الثوره البلشفية، وقد تلقاها النقاد المصريون بحس نقدى مضيفين إليها ما يناسب الأدب المصري .
وليسمح لي د/وجدي زين الدين بأن أذكره بأن مجلة حزب التجمع تحمل إسم (أدب ونقد ) كما أن الدكتور شكري عياد اسمه الثلاثي (شكري محمد عياد )وليس (محمد شكري عياد )كما جاء في الكتاب .
وأخيرا : فإن النقاد المصريين قدموا اجتهادات كثيرة في تقديم الواقعية الاشتراكية وتطويرها متأثرين في ذلك بالنقاد الغربيين من أمثال ( فيشر _ جارودي – و إيجلتون ).
وفيما يقال عن أن نجوم المرحلة الناصرية قد تكونوا ثقافيا في مرحله سابقه، فهي مقولة تصدق علي العديد مثل “طه حسين” والعقاد “وتوفيق الحكيم”ونجيب محفوظ” غير أن للثورة مبدعيها الذين آمنوا بمبادئها، ويأتي في مقدمتهم ما يعرف بجيل الستينات في الرواية والمسرح من أمثال /يوسف إدريس”وبهاء طاهر “ونعمان عاشور و”سعد الدين وهبه “.
————————
رؤية سياسي ..تجمعى
————————
وقال محمد فياض عضو المكتب السياسي لحزب التجمع:
رسالتا د. وجدي زين الدين أضافتا بعدا جديدا إلى الحالة الأدبية والنقدية.ذلك إذا ما أخذنا في الاعتبار شخصية الباحث وموقعه التنظيمي السياسي كرئيس لتحرير صحيفة الوفد.ليس هذا فحسب وانما هو وفدي المعتنق .. تنظيماً وفكرا..وليس مهنياًفقط .واختيار الدكتور وجدي لهذه الفترة الزمنية وأيضاً الفكرية من زاوية الأدب والإبداع يعني أنه أقتحم بشجاعة فارس مناضل ليبرالي لحزب تم تصديره للعامة وللمثقفين المصريين لعشرات السنين على انه مكمن الخطر.. وأن هناك هذا العداء السياسي والتاريخي.. بالرغم من أن السياسة لاتعرف الحب ولا الكراهية بقدر ما تؤسس بل وتنطلق من فرضية الإتفاق والاختلاف..جاء الدكتور وجدي ليحطم في رأيي صنما ، فقد كانت الحالة المصرية قد وصلت بها الأمور إلى قناعة العداء بين الوفديين وجمال عبد الناصر..والرسالة التي أنجزها الباحث دكتور وجدي طمأنتني على إمكانية تعافي تجربة حزبية سياسية تعوزها مصر بجدية.. وصحيفة الوفد الليبرالية تفتح صفحاتها ليس الآن وفقط بل ومن زمن مضى لكتاب رأي من اليسار.. وإن كان هناك من يصطف في الوفد وأحد أهم مقرراته في الفكر والممارسة هو العداء والاستعداء لثورة يوليو..لكن الرسالة والنقاش حولها بموضوعية فتحت الطريق للتعامل العلمي والموضوعي مع من نختلف معهم في السياسات في الحالة المصرية.
*ويقول الشاعر والمحقق في التراث محمدفوزى حمزه :
-مسأله ان الوفد يحمل العداء ضد عبدالناصر فهذه خطبه محفوظه و ماأكثر الخطب المحفوظه فى ذلك العالم ، وقد تم توارثها باستمرار، انما الوفد على خلاف مع عبدالناصر ،كيف ؟
وان كان هناك خلاف فهو لم يصل لدرجه العداء ، فعبد الناصر كان يناصر كل من يخالفه ولم يصل لمرحله العداء ،فكل هذه خطب محفوظه منذ ذلك الوقت ، وبالتالى لم يصل الخلاف الي هذه الصورة.
—————————
ملتقى أعاد أحياء قامات من الموت
——————————-
وقالت الشاعرة فاطمة هزاع:
-بزغ نجم هذا الملتقي الشربيني ، وأنار الدرب كعادته أمام القادمين اليه من جهات شتّى، فقد أتوا فرادي وجماعات قاصدين هذا المكان العامر بكل الفنون والآداب والأفكار ، فامتلأ المكان عن آخره ،و فاح منه عبير الفنون قديمها وحديثها واستيقظت روح الإبداع في الحاضرين، في نشوه حواريه نقاشية فكريه حول كتاب الإتجاه الاشتراكي في الإبداع والنقد للدكتور وجدي زين الدين ، الذي ألقى برسالتيه الضوء على الإبداع والنقد من خلال الصحافة ودورها في التعبير عن المرحله الناصرية من ١٩٥٢ إلى ١٩٦٧، وهما الرسالتان اللتان كما قال سببتا له الكثير من المتاعب.. ولكنها تبرز افكاره وتنتصر لها، وتؤكد أنه لا يوجد عداء وانما تجاذب افكار وآراء وانسجام فكري ومعرفي ، فكان هذا الكتاب الذي ناقشة مفكرون ومبدعون طافوا بنا في ساحات التاريخ واحيوا من الموات شخوصا بأعمالهم الأدبية والفكريه والسياسية فشكراً لملتقى الشربيني الثقافي، الذي كان له الفضل في ذلك ، مثلما كان له فضل حقاً في اعادتي إلى منصه الابداع.
————————-
تعقيب من الدكتور وجدي
———————-
وفي تعقيب للدكتور وجدي زين الدين على ما أثاره الحاضرون قال:
أبدت الكاتبة الكبيرة أمينة النقاش احتفائها بالرساله ، وأعتبر ذلك وساما على صدري . و لفتتني قراءتها الجيدة ، وإبرازها لجوهرها بحديثها عن “علاقة المثقف بالسلطة” ، و تأثير الانتماءات السياسية على المبدعين، وعن التجربة الناصرية ودور المثقفين فى التأثير على الأدب والنقد ، وكل هذا هو جوهر الرسالة، ولذلك انا سعيد جدا بما أبدته من مقترحات ، وسأعمل فى الطبعة الثانية على معالجة الملاحظات وإضافة الأفكار التي تناولتها ، وخاصة ملاحظتها حول غياب الإبداع النسوي ، كوني لم أورد في الدراسة اسم أي مبدعة أو ناقدة ، و ربما حدث الأمر بالصدفة ، وربما بسبب الجانب التطبيقي الذي يفرض نماذج معينة فرضت تناول الابداع الذكوري ، ذلك أن هناك حقا العديد من المبدعات اللامعات في هذا العصر .
وفيما يتعلق بحديثها عن المثقف والسلطة فإنني رصدت بحكم الدراسة المعاناة الشديدة التي تعرضت لها الفئة المثقفة في هذه الفترة .
وفيما يتعلق بالمفكر سلامة موسي ، ولماذا قدمته نموذجا رغم أنه كان مقلا في النقد الأدبي، فأوضح أنني تناولته بحكم أنه كان من أكثر المفكرين اتصالا بالغرب ، مثل الأستاذ العالم ، وكان هذا الاتصال مؤثرا جدا على حركة الإبداع والنقد، وقد ساهم هذا في نقل المفاهيم الاشتراكية المتطورة إلينا
-أما الرئيس عبدالناصر وهل كان علمانيا أم لا ؟ فالحقيقة هي ذكرت أن عبدالناصر كان علمانيا، وأنا أتفق معها تماما.
-كما اشكر الأديبة والكاتبة بهيجة حسين الاشتراكية المعروفة وعضو الحزب الشيوعى ، وأقدر رأيها بأن محمود أمين العالم كان رجلًا شيوعيًا . ولكن شيوعية محمود أمين العالم لا تعنيني في الرسالة، وجاءت عرضًا، انا فقط ذكرت شيئا واحدًا ، عندما كتب محمود أمين العالم : مقالات في الثقافة المصرية بالاشتراك مع عبد العظيم أنيس، رد طه حسين ورد العقاد ، ولكن رد العقاد كان به حدة وقسوة على الأستاذ الكبير محمود أمين العالم ، وعبد العظيم أنيس رد و قال : انت شيوعي المفروض أن الأمن يقبض عليك . انا ذكرتها عرضا ” مايهمني فى الرساله، الاتجاه الاشتراكي ، ومحمود أمين العالم يمكنني وصفه بأنه رائد الاتجاه الاشتراكي في عالم الإبداع والنقد في الفترة من ٥٢ إلى ٦٧ .
– أيضا اسعدتني التعليقات والملاحظات التي أبداها استاذنا العظيم الدكتور مصطفي رجب ، فقد أبدي وهو أستاذ فى النقد تقديره للرسالة ، كمًا وكيفًا وأسلوبًا.

 

التعليقات متوقفه