ثورة يونيو والثقافة

خطوة نحو الحرية وتجديد العقل المصري القوة الناعمة تقول كلمتها في اعتصام المثقفين ضرورة تطوير العمل الثقافي في الأقاليم

54

 

أحد عشر عاما مرت على ثورة 30 يونيو المجيدة، تلك الثورة التي غيرت وجه الحياة في مصر بشكل كامل، وفتحت أبوابا جديدة، للمستقبل، ورسمت نقطة أمل للأجيال القادمة.

ولأن الثقافة كانت ركنا أساسيا في نجاح هذه الثورة، وأحد روافدها المهمة في الدفاع عن العقل المصري في مواجهة القوى الظلامية التي تتربص بمصرنا الحبيبة، وقد شارك المثقفون في هذه الثورة بل كانوا في طليعة المشاركين من خلال اعتصام وزارة الثقافة.

جاء اعتصام المثقفين المصريين في مقر وزارة الثقافة المصرية في 5 يونيو 2013، ليكون بمثابة الشرارة الأولى لثورة 30 يونيو التي أزاحت حكم الإخوان، وأنهت خطتهم للسيطرة على البلاد، بالقوة وإراقة الدماء، واختطاف هويتها المدنية، بعد أن اتضح مخططهم في تحويل مصر إلى بلد تابع لما أسموه “الخلافة الإسلامية” وفق مخططات استعمارية تهدف إلى الاستيلاء على مقدرات هذا البلد الآمن.

فقد جاءت ثورة يونيو لتعلن عن مدنية الدولة وتنهي –نهائيا- فكرة الدولة الدينية، التي دعا وعمل من أجلها الإخوان لأكثر من ثمانين عاما منذ نشأة الجماعة في عشرينيات القرن العشرين، وقد وجدوا أنفسهم على رأس الحكم في مصر عام 2012، لكنهم كشفوا عن وجههم البغيض، خلال عام من الظلام، والاستحواذ، والتفجيرات، والتجويع، والاستيلاء على خيرات هذا البلد.

حاول الإخوان تكبيل العقل المصري، من خلال تمكين رجالهم في الأماكن الثقافية في وزارة الثقافة، وعينوا وزيرا من الجماعة يدعى علاء عبد العزيز، وهو شخص لا يعرفه أحد من المثقفين، ولم يعرف له كتابا، ولا حتى مقالا، فإذا به يجلس على نفس الكرسي الذي جلس عليه ثروت عكاشة وفتحي رضوان وعبد القادر حاتم ويوسف السباعي وجابر عصفور وفاروق حسني.

وكان من قراراته عزل رؤساء الهيئات الثقافية ممن لهم توجه تنويري، مثلما حدث مع الدكتور سامح مهران في أكاديمية الفنون والدكتور أحمد مجاهد في الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وأكثر من ذلك حاول هذا الوزير الإخواني بتحريض من قادة الجماعة سرقة الوثائق الخاصة بثورة يوليو وبعض المخطوطات من دار الكتب والوثائق، لكن الشرفاء من موظفي الدار منعوه.

وكان الإخوان ينوون بعمل احتفالية ضخمة احتفالا منهم بهزيمة مصر في نكسة يونيو 1967، وحددوا لهذا الاحتفال يوم 5 يونيو.

من هنا بدأ المثقفون يحشدون أنفسهم دفاعا عن العقل المصري، ودفاعا عن الهوية المصرية، فبدأت الحشود تتجه إلى مبنى وزارة الثقافة في شارع شجرة الدر بالزمالك، وهناك وبقيادة الكاتبة المسرحية والمناضلة فتحية العسال اقتحموا مكتب علاء عبد العزيز وزير الثقافة الإخواني وأخرجوه وطردوه خارج مبنى الوزارة، وبداية من هذا الموقف بدأ المثقفون يتوافدون من كل مكان، وقدموا ملحمة رائعة في الصبر والتفاني والنضال.

وامتلأت الشوارع الموازية لمبنى الوزارة بالمواطنين الذين التحموا مع رموز الفن والثقافة والإبداع المصري الذين كانوا يبيتون داخل المبني.

وكان ذلك إعلانا منهم أن الثقافة هي حائط الصد الأول للدفاع عن الهوية المصرية تجاه أي مغتصب أو باغ، أو عميل.

وتحولت الشوارع أمام مبني الوزارة إلى مسرح كبير عرضت عليه كل الفنون من الباليه والموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية إلى التنورة وعروض الأراجوز، إلى الغناء الطربي، حتى الغناء الأوبرالي قدمت منه عدة فقرات.

كان الاعتصام –إذن- إعلانا عن مصر الحقيقية، مصر التي لا تقبل أي طمس لتاريخها، مصر القوية الحية الباسلة، مصر الفنون والإبداع، مصر الخيال المنطلق إلى المستقبل، مصر العقل المفكر، الذي يرفض الرقابة والوصاية، مصر المواطنة، مصر الحب والإخاء.

هتافات الثورة

تلعب الهتافات الشعبية دورا مهما في الثورات الشعبية، فهي صوت الجماهير الثائرة والمعبرة عن تشوقها للحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة، ففي كلمات بسيطة تصوغها الذائقة الشعبية تنطلق الحناجر بنداءات الحرية معلنة للدنيا أن الحرية لا يستطيع أحد أن يقيدها.

ودائما ما تكون لكل ثورة هتافاتها التي تميزها عن غيرها من الثورات.

وكان لثورة 30 يونيو نصيبها من هذه الهتافات، المنادية بمصر الجديدة- مصر الحق والعدل والمواطنة، فجاءت الهتافات لتواجه مخططات الإخوان القذرة والتي كانت تهدف إلى تقسيم البلاد وبيعها وبث روح التنافر والتصدع بين أبناء الأمة الواحدة.

وقد بدأت الهتافات ضد الإخوان مبكرا بعد أن انكشف وجههم الأسود الغادر، فكان من أولى المظاهرات ضدهم تلك التي دعا إليها حزب التجمع وشارك فيه قياداته وشبابه وأعضاؤه يوم 12 أغسطس 2012، وفيها تردد هتافا قويا، هو:

يسقط يسقط حكم المرشد

وهتاف الشعب يريد إسقاط النظام

ومن بعده ظهرت هتافات كثيرة كلها تصب في روح الثورة ومنها:

ثورة ثورة في كل مكان

ضد المرشد والإخوان

ولأن الشعب أدرك أن جماعة الإخوان هم عصابة تريد سرقة البلد واختطاف حضارتها وتشويه صورتها، لذا علت حناجر الثوار بالهتاف الشهير الذي هز الأرجاء هزا:

قولوا للحاكم جوا القصر

انتو عصابة بتسرق مصر

وقد عبر هذا الهتاف عن ما كانت تنويه الجماعة المحظورة من بيع لمقدرات مصر، ونزع سماتها الحضارية، بمحاولة الاستحواذ، والاتفاق مع قوى خارجية لبيع الأراضي المصرية، وجعل مصر جزءا من مشروع “الخلافة” المزعوم. فجاء الهتاف صرخة مدوية في وجه، العميل محمد مرسي وجماعته.

وجاءت بعض الهتافات لتؤكد على تضحيات أبناء الشعب المصري على مر العصور، ولتؤكد على أن الدم المصري، كان من أجل أن يعيش المصريون الحرية كاملة لا أن يجني ثمار هذا الدم وتلك التضحيات جماعة مشبوهة لا تعرف دينا ولا وطنا: لذلك هتف الثوار:

دم ولادنا للحرية

مش لعصابة إخوانجية

وحياة دمك يا شهيد

ثورة تاني من جديد

وتذكر بعض الهتافات بما حدث من تضحيات لشباب ثورة يناير، مقابل هروب الإخوان من المواجهة، ظهر ذلك في هتاف:

واشهد يا محمد محمود

كانوا خرفان.. وكنا أسود

وبدأ اشتعال فتيل الثورة بقوة، وظهرت هتافات كثيرة منها:

ثورة ثورة في كل حتة

ثورة ثورة في 30 ستة

وهتاف يعلن عن أن تضحيات الشباب بالدم غالية وأنه ليس قربانا لأحد سوى الوطن:

دم الشهدا مش قربان

للإخوان والأمريكان

سامع أم شهيد بتنادي

عاوزة حقي وحق ولادي

يانجيب حقهم.. يا نموت زيهم

ووجه الشعب إنذارا قويا لمرسي وجماعته المشئومة في هتاف قوي يقول:

اصحى يا مرسي صح النوم

30 يونيو آخر يوم

وكان هذا الهتاف في المظاهرات الأخيرة الحاشدة التي خرجت فيها ملايين الجماهير في الأيام الأخيرة لحكم الإخوان

وكان من أهم الهتافات التي قيلت لتعلن عن وحدة الشعب والجيش:

الجيش.. والشعب والشرطة إيد واحدة.

وبعد كل هذه السنوات تبقى هذه الهتافات علامة مضيئة في تاريخ ثورة يونيو 2013، بل وفي تاريخ مصر المعاصر.

رؤية ثقافية

وحول رؤية المثقفين لثورة 30 يونيو يؤكد الروائي والناقد د.السيد نجم على أن السبيل الوحيد لاستثمار ثورة 30يونيو، هو مواجهة أسباب طغيان تلك القلة الباغية بفكرها الأناني الفئوي التى تسللت ﺇلى السلطة مع غفلة في أذهان وعيون جموع الشعب.. أى مواجهة الأفكار السلبية التى تغلبت وأتت بهم الى الحكم.. ليصبح السؤال: كيف نستثمر ثورة 30يونيو لمواجهة الأفكار التى حملت من نهضت فى مواجهتهم الجموع المخلصة للبلاد ؟

ويضيف د. نجم قائلا: لا شك هناك وسائل متعددة، نتخير منها أقربهم ﺇلى نفسي، ألا وهو الأدب، فهو عبر التاريخ يتقدم الجميع قبل أى حركة بشرية كانت، بل وكفيل بصنع الوعي وﺇفراز الأفكار اﻹيجابية. ولا غضاضة أن نقول: ما كانت وستظل الأحداث السياسية والاجتماعية تعبيرا عن جملة ما عبرت عنه الآداب في تلك البلاد وغيرها، بعد أن شاركت فى صناعتها.

تحديدا تأثرت الأجناس الأدبية كلها بالمتغير السياسي بعد ثورة 30يونيو، لنتوقف سريعا أمامها لاستنباط ما يجب تلافيه وما يجب تقديمة لتحقيق الهدف.

حظيت الرواية بالقدر الأكبر من الانتاج والاهتمام، وشاركها الشعر والقصة القصيرة أكيد.. بينما نالت الرواية الاهتمام الاعلامى والنقدي ، ربما لثراء العطاء الرواى المعلوماتي والفكري من خلال الحوارات والأحداث، الا أن ما نشر منها جاء فى الغالب سريعا ومتحمسا، كحال القصة القصيرة والشعر.. ولا يفوتنا القول بضرورة انتباه الروائيين والأدباء عموما أن للزمن قيمته فى نضج الأعمال الإبداعية على كافة أجناسها.

لقد استحدثت الثورة رؤى ومضمونا وتطلعات جديدة، غير أن الرواية مادة ولادة ومتجددة لبناء الافكار وتشييد الثقافات والقيم، يبقى السؤال: هل يمكن أن نقرأ اليوم عملا ابداعيا ناضجا يبث الوعي بسلبيات الواقع المعيش الذى أدى الى ثورة 30يونيو؟

لكن السؤال إذا كانت هذه الأعمال عبرت عن الحدث السياسي بفنية عالية دون أن تتأثر بالمباشرة وسلطة الحدث السياسي على الأسلوبي، وإذا كان الحماس الكبير الذي كتبت فيه أغلب هذه الروايات قد انحاز للمضمون على حساب الرؤية الفنية.

ويضيف د. نجم قائلا: ما حدث في حياتنا الثقافية بعد 30يونيو أفرز الرغبة الكبيرة لدى الكتاب والشعراء في التعبير عن الحدث، وربما غير الأدباء والكتاب أيضا تحمسوا للكتابة، وأصبحت الكتابة بديلا عن الخروج للشارع والتظاهر.. كل ما ننتظره الآن هو النضج الفني بعد أن هدأت الروح الحماسية.

(مع ضرورة اﻹشارة ﺇلى أن ما كتب بعد 30يونيو مباشرة هو ابن المرحلة وما كان ليكتب الا بما كتب عليه من سلبيات وايجابيات)

كما أشير ﺇلى مقولة مرفوضة بالنسبة لي، ألا وهي: “الأدب لا يغير مجتمعا”.. والحقيقة الأدب يؤهل النفوس والعقول للتغيير، ويحتاج ﺇلى الوقت الكافي الذي تتشبع بأفكاره النفوس والعقول لجماعة الناس في مجتمع كان.. لذلك فاختيار “الأدب” ﺇجابة على السؤال المحوري؛ كيف يمكن ﺇستثمار ثورة 30يونيو؟ أظنه محورا هاما لا يجب ﺇغفاله.

في المواجهة

ويقول الروائي مصطفى نصر: قبل 30 يونيو 2013خفت على مدنية الدولة – فأنا على يقين من أن الإخوان لا تهمهم مصر ولا غيرها، فتفكيرهم قاصر وقد قال مرشدهم ” طظ في مصر ” فسوف يلغون الجيش، ويكونوا مليشياتهم، وقد بدأوا فعلا، بمنح الضبطية القضائية لأفراد حزبهم الحرية والعدالة. وقد بدأوا في ذلك، ومهد لها وزير الأوقاف التابع لها في خطبه.

– ياااه، مصر العظيمة يحكمها هؤلاء بتخلفهم وأفكارهم البالية، والذين يحكمون أمريكا في هذا الوقت يرغبون في أن يحكم هؤلاء بأفكارهم البالية المريضة، فهم يدركون أن هؤلاء لو استمروا في مصر سيحولون بلادنا إلى أفغانستان أخرى. وأمريكا تريد ذلك.

كتبت مقالات كثيرة ضد هؤلاء. ربطت – في مقالة – بين الصهيونية والإخوانية، بين هرتزل – نبي الصهيونية – وبين حسن البنا – نبي الإخوانية، وكتبت مقالة ربطت فيها بين الخديو توفيق – الذي بارك احتلال الإنجليز لمصر، وكانوا يحمونه من غضبة شعبه – ومرسي العياط الذي حكم باسم الإخوان.

ويضيف نصر قائلا: جاءني صديقي صبري أبوعلم بشهادات تمرد، فوقعت على ثلاث منها واحدة باسمي، وأخرى باسم زوجتي والثالثة باسم محمد – أكبر ابنائي – لم أوقع على شهادة لابني فتحي – أصغر أبنائي، لأنه دائما يناقشني، ولم أوقع باسم ابنتاي، فهما متزوجتان، وقد يكون لهما موقف آخر مختلف، علما بأن زوجتي وأولادي جميعا، لن يعلموا بما فعلت، ولو علموا لن يعارضوني، لكنني لا أستطيع أن أفرض على الآخرين رأيي حتى لو كانوا أولادي.

التنمية الثقافية

وتقول د. رانيا يحيي –عميد المعهد العالي للنقد الفني- الثقافة هى القاطرة التى تضع أسس وقواعد قيمية يهتدى بها الإنسان لمسيرة حياته، وكذلك تنظيم الأيديولوجية التى تنبنى على مرتكزات تقويمية حتى لا تحيد بنا عن المسار الصحيح. وهذه أسس تعمل عليها ثورة 30 يونيو، من أجل بناء مواطن يمتلك حرية الرأي والتفكير، ومن واقع انتمائى للثقافة والعمل بها، فأرى أنه لا سبيل للتقدمية الحتمية التى قطعنا أشواطاً بها من زاوية الحجر إلا أن نرتقى بالبشر كى نتجاوز التحديات التى هى فى أصلها مشكلات ثقافية متفرقة، تتشابك جميعها وتتقاطع فتخلق مجتمعاً مشتتاً مشوشاً، وعليه فالسبيل الوحيد لدحض كل المسالب وتوفير القدرة على مواجهة التهديدات والتحديات جميعها هى الرؤية الثقافية الشاملة التى تؤسس للقيم الحضارية.لقد عانينا إبان الفترات السابقة نظراً لتغييب الوعى وتزييفه وخاصة للشباب آثاره الهائلة فى انتشار الإدمان والمخدرات واستقطاب عقولهم وتوظيفهم فى العمليات الإرهابية وانتشار الأفكار الظلامية، ولا سبيل لعبور التحديات كافة سوى بالثقافة الغائبة أو التى اقتصرت على الثقافة النخبوية. والفنون كأحد روافد الثقافة لها دور حيوى فى إيقاظ الوعى الجمعى، وخاصة بعد تدخل الدولة مرة أخرى فى الإنتاج الدرامى ورصدنا انعكاساته الإيجابية على ملايين المصريين بترسيخ مفاهيم الهوية والمواطنة والانتماء والولاء للوطن. لذا سيكون أهم المفاصل الرئيسة فى هذا الحوار هو تحقيق الأمن الفكرى من المنظور الثقافى، ووضع آليات لتغيير الثقافة البدائية السائدة وطمس آثار الجهل والتخلف بسيطرة الثقافة الراقية المرتكزة على الوعى الحقيقى وتأسيس منظومة قيمية راسخة لأجيال المستقبل قادة بلدنا فى جمهوريتنا الجديدة.

يقول الشاعر سمير الأمير: للأسف الشديد غفلنا عن استثمار الثورة ثقافيا، رغم أن الثقافة المصرية في جانبها الشعبي كانت فاعلة ومؤثرة، بل يمكن القول أن الانتفاضة ضد الإخوان وحكمهم كان جوهرها انزعاج المصريين وشعورهم بالخطر الذي يتهدد طرائق وأساليب الحياة التى اعتادوها منذ مئات السنين، كانت المظاهرات تذيع الأغاني الوطنية والشعبية، وكان المتظاهرون يحملون صورا لزعماء تاريخيين في مواجهة المتاسلمين ورموزهم التى لم يستوعبها الشعب المصري، غير أنه بعد ان استقرت المؤسسات وتم التخلص من الخطر الإخواني، تراجعت مساحات الحرية إلي حدودها الدنيا، بل تم اغلاق المجال العام وهو شرط من شروط دعم الثقافة التى تتطلب مناخا يسمح بالنقاشات والاختلافات، وربما شكلت الحرب على الارهاب ضغطا على المؤسسة الامنية فبات خيار المنع التام اكثر ملاءمة لطبيعتها وطريقتها في تحييد القوى بالمنع لا بالاقناع، وهو الامر الذي أدي الى تحلل وتفكك حلف 30يونيو، واجماع القوى المدنية ومؤسسات الدولة الذي أدي الي نجاح الثورة

إن الاستثمار الثقافي للثورة ينبغي أن يعيد الاعتبار للسياسة وممارستها ورؤية المعارضة السلمية، وايضا التوقف عن الاعلام الاحادي الذي يسفه كل وجهات النظر لصالح ما تراه الحكومة، عوضا عن أن يكون مبصرا لنواحي القصور والضعف

وكذلك ينبغي تفعيل دور الدولة في الإنتاج المسرحي والسينمائي والتركيز على تجاوز سلبيات ما بعد يناير والتى منها أن فنانين كبار ومخرجين أصبحوا عاطلين، ببفضل غياب دور الدولة في دعم الإنتاج التلفزيوني غير الدعائي

الثقافة الجماهيرية

ويؤكد الأمير، ضرورة تفعيل دور الثقافة الجماهيرية وعودة اسمها القديم وتوجيه طاقاتها إلي الأماكن الأكثر حرمانا والتي تنتشر فيها الأفكار المتخلفة، وكذلك التوسع في النشر الاكتروني بتطوير مؤسسات النشر، وتحرير المؤسسات من القيادات المرتعدة، فهل يعقل أن المجلس القومي للترجمة يترجم من جديد جزيرة الكنز وذات الرداء الاحمر وكتب ترجمت عشرات المرات ويرفض كتيبا عن كفاح الشعب المصري من أجل الاستقلال عن الانجليز، وتتعطل لديه موسوعات سياسية فقط لأن القائمين عليه يخشون من مجرد كلمة “سياسة”وهل يعقل ان ترفض جريدة قومية كبرى، نشر حوار مع الدكتور غنيم، هي التي طلبته، لأن الرجل انتقد قانون الجامعات وطرح رؤية بديلة، هل من المعقول أن يكون لدينا هكذا قيادات ثقافية وصحفية، ثم نتحدث عن استغلال ثورة 30يونيو، دون أن نتخلص

من هؤلاء المرتعدين الذين يضرون الدولة المصرية من حيث يظنون أنهم يحمونها؟

 

 

التعليقات متوقفه