سمير غطاس مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات نتنياهو هو الأب الروحي لحماس وإسرائيل تعيد إنتاج الهولكوست ضد الشعب الفلسطيني قوة إسرائيل قوة مستعارة من الولايات المتحدة والحماية الأمريكية تفرض شروطها

96

سمير غطاس مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات:

نتنياهو هو الأب الروحي لحماس وإسرائيل تعيد إنتاج الهولكوست ضد الشعب الفلسطيني

قوة إسرائيل قوة مستعارة من الولايات المتحدة والحماية الأمريكية تفرض شروطها

3 سيناريوهات متوقعة عند صمت المدافع

الجامعة العربية حصرت دورها فى إصدار بيانات الشجب والتنديد

توسيع إطار السلام الإبراهيمي بوساطات عربية كان محل انتقادات فى مصر

توترات فى العلاقات المصرية -الإسرائيلية ووقف نقل الغاز للقاهرة

مصر تواجه ضغوطًا لنقل سكان القطاع إلى سيناء

مبارك عهد إلى عمر سليمان عرقلة خطة التطبيع العربى مع إسرائيل على خلفية الهرولة نحوها

حماس بادرت بالعداء للرئيس السيسي لكن السلطة المصرية استطاعت التطبيع مع القطاع

 

كان 7 أكتوبر الماضى يوما فاصلا فى تاريخ إسرائيل العسكرى، حيث وصفه مسئولون إسرائيليون بأنه أسوأ يوم فى تاريخ إسرائيل بعد حرب يوم الغفران 1973، حيث فاجأت المقاومة الفلسطينية الدولة الصهيونية باجتياح القبضة الحديدية لقطاع غزة واختراق المستوطنات وأسر وقتل ما يقرب من 1300 إسرائيلي، فى عملية استمرت لمدة خمس ساعات بمعدات وآليات بدائية الصنع لا تقارن بآلة الترسانة العسكرية الإسرائيلية الحديثة، ما يوصف فى العلوم العسكرية بفشل كبير فى جهاز الاستخبارات والأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

تطورات كبيرة يشهدها قطاع غزة منذ تلك الأحداث، هجوم مباغت بالطائرات على المنازل والمستشفيات وآلاف القتلى والمصابين من النساء والأطفال فى القطاع الذى حاصرته إسرائيل بدعم عسكرى من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية، وقام الكيان الصهيوني بقطع المرافق من كهرباء ومياه وغاز وانترنت وكافة سبل الحياة عن غزة ومنع وصول أى مساعدات إنسانية فى دعوة منها للسكان إلى الخروج إلى جنوب القطاع عند معبر رفح، وأبلغت الطرف المصرى إذا كنتم ترغبون فى إرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع عليكم أن تأخذوهم لديكم، وهى الخطة التى تحاول أمريكا وإسرائيل تمريرها عبر مشروع الشرق الأوسط الجديد بتهجير سكان القطاع إلى شبه جزيرة سيناء، وأوجدت أحداث الحرب فرصة ذهبية لتمرير الصفقة بحجة تأمين المدنيين لحين تطهير القطاع من عناصر المقاومة من حماس والجهاد الإسلامى وهو ما رفضته مصر بشكل قاطع وطالبت الفلسطينيين بالصمود والتمسك بأرضهم.

الدكتور سمير غطاس، مدير منتدى الشرق الأوسط والباحث والمحلل السياسي المتخصص فى الشئون الفلسطينية الإسرائيلية فى حواره مع جريدة “الأهالى” يلقى الضوء على الموقف المصرى من القضية الفلسطينية، والأسباب التاريخية التى أدت إلى تفاقم وتأزم الوضع بين الطرفين.

– كيف تصف عملية الاختراق التى تمت من المقاتلين للسياج الحديدي الإسرائيلي رغم بساطة معداتهم وآلياتهم؟

هو عار لحق بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي ونتنياهو هو المسئول عن ذلك لأنه أعطى انطباعا أن حماس لن تقاتل وأن ما تريده هو زيادة عدد العاملين فى غزة ومساحة الصيد فى البحر، حتى أن جزءا كبيرا من القوات التى كانت محيطة بالقطاع تم نقلها إلى الضفة الغربية وكثير من الدبابات كانت خالية من الجنود مما سمح بالمفاجأة للمقاتلين الانتقال إلى ما يسمى بغلاف غزة.

اعتقد أن ما زال لدى حماس المزيد من الصواريخ لذلك طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة عمل قطار جوى لمزيد من المعدات وعمل سياج جوى لتعويض خسائرها فى القبة الحديدية ونفاد صواريخها لمنع صواريخ حماس من إصابة أهدافها داخل إسرائيل، خاصة أن هناك صواريخ بعيدة المدى تصل تل أبيب والخضيرة والقدس وأغلق المطار.

– ما أوراق الضغط التى تمتلكها مصر لتمرير المساعدات حاليا إلى القطاع فى ظل تعنت الطرف الإسرائيلى بعد ضرب المعبر فى الجانب الفلسطيني؟.

أمريكا طلبت من مصر حاليا فتح المعبر لخروج الأجانب والأمريكان مزدوجي الجنسية ومصر تساوم لخروج الأجانب لتمرير دخول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين الذين لا علاقة لهم بهذه الحرب.

– هل ستوافق إسرائيل على ذلك؟

المفاوضات لن تعود للخلف، إسرائيل لديها جرح جديد لا يندمل، لن تعود لاحتلال غزة حتى وأن قامت بعملية اجتياح برى خلال الأيام القادمة فلن تبقى فى داخل القطاع.

– هل تستطيع إسرائيل مواجهة المقاومين فى الشوارع؟

هذا سيكبدها خسائر كبيرة، الحرب التى تفرض شروطها وقد تحدث مفاجأة وتتدخل قوى إقليمية فى الصراع الحالى، هى أضعف من قبل 7 أكتوبر، والحقيقة أن غزة زائدة على إسرائيل لا تريدها قوة إسرائيل قوة مستعارة من الولايات المتحدة والحماية الأمريكية تفرض شروطها، والبعد الإقليمي للقضية يفرض نفسه، الرئيس الأمريكي بايدن لم يأت لمساندة إسرائيل فقط بل له مشروع هو وقف امتداد الصين فى الشرق.

– مصر لها دور تاريخي فى القضية الفلسطينية منذ النكبة ولا يمكن حل القضية الفلسطينية بدون الطرف المصرى إلى أى حد تتفق مع ذلك؟

مراجعة الدور المصري ينظر إليه من منظور مراجعة مسئولية الرؤساء المصريين فى فترات مختلفة، والدور المصرى فى القضية الفلسطينية مر بـــ6 مراحل أساسية تمثل لب القضية، ففى المرحلة الملكية منذ 1916 وحتى ثورة 1952 لم تدرك مصر ولا المفكرون خطورة وأهمية الهجرات الصهيونية إلى فلسطين وإقامة الدولة العبرية التى كانت مقدرا لها أن تقوم فى سيناء لكن تم التركيز على فلسطين، لم يكن هناك وعى بخطورة هذا الكيان على الحدود المصرية.

المرحلة الثانية وتبدأ عام 1946 اجتمع رئيس الوزراء البريطاني اجتمع بيفن بوزراء الدول العربية من بينهم المصري واطلع الحاضرين أن بريطانيا كفت عن تكون دولة انتداب على فلسطين وأحيلت المسألة إلى الأمم المتحدة، تكشف فقط عن قلة الوعى السياسي المصرى للمتغيرات الدولية وهو ما أولاه الكيان الصهيوني اهتماما، حيث أدرك أن الكيان الأمريكى هو النجم الصاعد وبدأ فى عمل تحالفات معها وتنكر لدولة الانتداب، وفى 27 نوفمبر 1947 صدر قرار التقسيم من الأمم المتحدة قرر الملك خوض الحرب مع الجيوش العربية وانتهت بهزيمة الملك، وقام الملك عبدالله ملك الأردن بضم الضفة الغربية وأنشأ المملكة الأردنية الهاشمية، ومصر فرضت الحكم العسكرى على غزة لتبدأ مرحلة جديدة.

ثالثا مرحلة الرئيس جمال عبدالناصر حتى وفاته مصر كانت تحت الحكم العسكرى وليس من الوارد أن تشتبك مع إسرائيل رغم وجودها فى خطوط تماس معها فى قطاع غزة، فعندما قام خليل الوزير (أبو جهاد) بعملية نسف سد بكيه فانهار قام الاحتلال بالرد بعنف وضرب الحامية المصرية فى خان يونس وقتل 30 ضابطا وجنديا مصريا، قام الرئيس المصرى بالرد بطريقتين بتنويع صفقة الأسلحة عن طريق تشيكوسلافاكيا، وكلف ضابط المخابرات المصرى فى غزة مصطفى حافظ بترتيب عمليات انتقامية ضد إسرائيل، وقام بعشرات العمليات وانتهى الأمر بأن قامت إسرائيل باغتيال حافظ، وشاركت إسرائيل مع انجلترا وفرنسا فى الحرب ضد مصر فى 1956، فى نهاية الحرب تمسك سكان غزة بالوجود المصرى هناك ورفعوا العلم المصرى على أعلى سارية وأعاد الحاكم العسكرى المصرى إلى غزة.

حاول عبد الناصر إنشاء التنظيم الواحد الاتحاد العربى الاشتراكي، وأنشئت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 على يد الشقيرى، أنقذ المنظمة من مذابح أيلول لكن اتجاه عبدالناصر إلى اليمن كان أحد أسباب هزيمة 1967 والتى اضطرت عبد الناصر بالموافقة على قرار 242، وفرضت معادلة جديدة هى إزالة آثار العدوان وانخفض سقف المطالب إلى خروج إسرائيل من الأراضي التى احتلتها فى 67 له انعكاسات حتى الآن وولد عنه نظريا فكرة  إقامة الدولة الفلسطينية على أراضى 1967 بالحكم الذاتي على مساحة 22% من مساحة فلسطين، أيضا نشأ عنه فتح آفاق السلام مع الجانب الإسرائيلى.

فى عهد الرئيس السادات استكمل ما فعله ناصر بإزالة آثار العدوان ورغم اختلافنا مع الوسيلة التى اتخذها لكنه استطاع أن يفرض معادلة جديدة، الأرض مقابل السلام، وتمكن من استعادة سيناء لكن معاهدة كامب ديفد.  غرست بذرة الحكم الذاتي للفلسطينيين والذى رفضوه فى عهد السادات ثم قبلوه بأشكال مختلفة فى مراحل لاحقة بعد أوسلوا .

– السلام البارد وبداية التطبيع.. ما دور مصر فى ذلك؟

بعد اغتيال السادات وخلال حكم مبارك، حافظ على ما يسمى بالسلام البارد بقيادة أمريكا، التوقيع على اتفاقية اوسلوا مكن إسرائيل من فتح 6 سفارات فى عواصم عربية بالخليج العربى  ونتذكر زيارة شمون بريز إلى الدوحة، ولم يكتفوا بهذا بل جلس (ليفنى) على مقعد رئيس تحرير جريدة الجزيرة بقطر فى تلك الفترة .

مبارك انزعج من أن عملية السلام كانت فى بدايتها وتمكن الجانب الإسرائيلى من افتتاح كل هذه السفارات واعتبرها بداية للتطبيع وعمد مبارك إلى وزير خارجيته فى تلك الفترة عمرو موسى بالتهكم على هذه العلاقات التطبيعية وهرولة الدول العربية إليها فيما عرف وقتها (بخطاب الهرولة)، وبشكل موضوعي مصر كانت الأولى فى عقد اتفاقية سلام، لكن مبارك تمسك بإستراتيجية عرقلة حركة التطبيع وعهد بها إلى عمر سليمان مدير المخابرات فى ذلك الوقت على خلفية الهرولة العربية نحوه فى عام 2005 .

حدثت توافقات، حيث وافقت حماس بعد فترة من المقاطعة والممانعة على المشاركة فى الانتخابات التى رفضتها فى 1996 وتحت ضغوط الانتخابات سهل لعمر سليمان مخططه وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايز تتحدث عن الفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الأوسط الجديد، ومهدت للربيع العربى وتولية ما يسمى بالإسلام السياسي، والتى بدأت بقطاع غزة، وكان هناك أكثر من 30 ضابطا من المخابرات العامة فى غزة وكانوا يدركون خطورة  أن تفوز حماس بهذه الانتخابات فى 2006 وقبلت مصر بهذا على أساس أن وجود حماس فى السلطة سيؤدى إلى احتكاكات من الجانبين ويؤدى لعدوان على قطاع غزة بالتالي لا تصمد حركة التطبيع وتغلق هذه السفارات وهذا ما حدث فى 2007، ما سماه خالد مشعل “حسب عسكرى” وهو انقلاب عسكرى من حماس على السلطة حتى وقتنا هذا وحدث فصل سياسى وتحول هذا الفصل شيئا فشيئا بين الضفة الغربية التى تمثلها السلطة الفلسطينية وقطاع غزة التى تمثلها حماس، نجح مبارك فى إستراتجيته لكنها كلفت القضية الفلسطينية أخطارا غير مسبوقة وهو الانفصال الذى ما زال قائمًا.

تميزت فترة حسنى مبارك بنشاط خفيف من الجانب المصرى للمصالح وشهدت اتفاقيات بين الطرفين ولم تنفذ من حماس.

التمكين الأمريكى للإخوان لحكم مصر.. ما موقف مصر؟

انتهى عصر مبارك، وفى المرحلة الخامسة خلال حكم الإخوان لم يكن من الممكن إن يتولى الإخوان حكم مصر إلا باتفاق مسبق مع الأمريكان بعدم المساس بالسلام والاتفاقيات المسبقة وعلى رأسها كامب ديفيد وهو موجود فى أغلب مذكرات عناصر الإخوان المنشقين على الجماعة، ثانيا النائب السابق مكين ومعه اثنان من أعضاء الكونجرس توصلوا لمراجعة الموقف الرئيس المصرى محمد مرسى وسألوه عن تصريحاته التى قال فيها إنهم أولاد قردة وخنازير، ونكر مرسى وقال إنها خرجت من سياقها، فى فترة الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة فى فترة حكم الإخوان أعدت مخيمات لغزة فى سيناء، وقال المرشد ما المانع المخيمات موجودة فى لبنان وسوريا والأردن، وهو ما رفضه الجيش.

أصبح للإخوان موطئ قدم فى غزة ممثلة فى حماس، وأصبحوا مكونا دائما للسياسة فى مصر ولها مكتب فى القاهرة وعقد اجتماع فى حضور خالد مشعل وأعضاء من التنظيم الدولى والمرشد العام فى مصر، وحضره الغنوشى عقد الصلة بين سيناء والجماعات الإرهابية فى سيناء وقطاع غزة وأصبح هناك تدخل مباشر من حماس وما يحدث فى سيناء، انتهت مرحلة الإخوان وواجه حماس السلطة بكثير من المظاهرات والشعارات واستخدمت الأنفاق التى سمح عمر سليمان بعملها  لتنفيذ خطته فى عرقلة التطبيع بتهريب عدد من الجماعات السلفية إلى سيناء أكثر من 24 حالة تسللوا إلى سيناء عبر هذه الأنفاق ونفذوا عمليات إرهابية ضد القوات المصرية.

– هل تغير الموقف فى عهد الرئيس السيسي؟

فى عهد الرئيس السيسي كان أول من دعا إلى توسيع إطار السلام خلافا لكل الرؤساء السابقين لمصر تمكن من خرق اتفاقية كامب ديفد فى 2017 والتى كانت تحرم وجود أى مدرعات أو طائرات حربية سوى الشرطة المدنية على الحدود وسلاح فردى، أيضا حول عملية السلام البارد على المستوى الرسمى والمستوى غير الرسمي وأصبح هناك ما يعرف بالسلام الدافئ خلافًا للموقف الشعبي الذي تمثله النقابات وقوى المجتمع المدني التى ترفض تطبيع العلاقات لم تكن أفضل مما هى عليه الآن .

حماس بادرت بالعداء للرئيس السيسي نتيجة عوامل عديدة، وقام الرئيس الأمريكى بايدن بمناصبة العداء للرئيس السيسي قبل حملته الانتخابية تحدث بشكل سلبي عن الرئيس المصرى  والحزب اليساري الديمقراطي هاجمه، لكن استطاعت السلطة المصرية إيجاد تطبيع مع حماس فى غزة، وعن طريق لعب دور الوسيط منحى جديدا  بالدور الإقليمي، وأصبح احد المحددات الرئيسية فى السياسة المصرية تجاه القضية الفلسطينية، لاحت فرصة ثمينة بعد العدوان الإسرائيلى الصاروخي على غزة فى 2021 والذى استمر لمدة 10 أيام، ونجحت مصر وتوصلت إلى هدنة وكانت قائمة حتى أحدث 7 أكتوبر الحالى.

هناك منافسة قوية من بعض الأطراف الإقليمية لسحب البساط من مصر فى عملية الوساطة فى القضية الفلسطينية تحديدا هل ذلك صحيح؟

مصر تراجعت إلى الخلف كثيرا فى الوساطة فى القضية الفلسطينية، لكن المحاولة الأكبر كانت فى 2017 بين فتح وحماس مصالحة بملفات محددة ونقدت الاتفاق وتدخلت تركيا لأخذ الوساطة لكن مصر استعادته مرة أخرى من خلال التوسع فى النشاط الاقتصادي بين غزة ومصر، حيث تصدر مصر عبر معبر رفح كل ما يحتاجه القطاع  بداية من الأسمنت وحديد التسليح وكل المواد الغذائية بقيمة 2 مليار دولا كانت تمر عبر الأنفاق.

أيضا توسيع إطار السلام الإبراهيمي بوساطات عربية كان محل انتقادات فى مصر وكان له تأثيره على العلاقات المصرية الخليجية واعتبرتها ضد المصالح المصري، ورغم ذلك ما زالت مصر تتمسك بحل الدولتين وموقفها ثابت من القضية الفلسطينية، وما زال الأردن يتحمل المسؤولية الأمنية فى الضفة الغربية ومصر تتحمل المسؤولية عن قطاع غزة، ولا يمكن حل القضية الفلسطينية بدون البعد الاقليمى لها.

– تسعى إسرائيل إلى تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى مصر؟

مصر موقفها واضح فى هذا الأمر ولن تسمح به و تعمل من الساعات الأولى للازمة على إدخال المعونات والمساعدات الإنسانية من أغذية وأدوية، لكن إسرائيل قصفت الجانب الفلسطيني من المعبر، ما يسمى معبر صلاح الدين، وأحدثت فجوة عميقة لا يمكن العبور منه بالشاحنات وتمنع إدخال المساعدات.

مشروع توسيع غزة على حساب سيناء حتى لا ينفجر فى وجه إسرائيل وذهب لصالح  مشروع نيوم إيران السعودي والذى يتبنى التوسع بقطاع جزء من ساحل البحر المتوسط وخصص له ولى العهد السعودي مبالغ كبيرة .

– فى رأيك ما الهدف الإسرئيلى من ضرب المعبر؟

تسعى إسرائيل إلى زيادة الضغط على سكان القطاع، بالتالي الضغط على حماس للتراجع، وقامت بالتصعيد بقطع المرافق من مياه وكهرباء وغاز، أيضا هناك سوابق بفرار من قادة وأفراد حماس فى سيارات إسعاف إلى القطاع حسب مزاعم إسرائيل، لذلك هى تحاول أن تحاصرهم، فقامت بتخصيص معسكر لمن يتم القبض عليهم من الفلسطينيين لمدة 9 أسابيع، كما حدث فى معسكر أنصار فى جنوب لبنان، تعتقد أنها ستجمع أنصار حماس حتى لا يخضعوا لقواعد الصليب الأحمر، بالتالي لا تسمح لقيادات حماس بالمفاوضة السياسية والمبادلة العسكرية للخروج من غزة، الأهم هو النظر إلى المستقبل، نتنياهو كان الدعم الأكبر لحماس حتى يمنع المقاومة من إقامة الدولة الفلسطينية، هو الذى سمح بتمرير 30 مليون دولار كاش كل شهر من قطر إلى غزة عن طريق تل أبيب  مقابل إبعاد السلطة الفلسطينية وتقليص دورها، إضافة إلى ما حدث تطابق بين الوضع الإيرانى هو يعتقد أن أى تسوية فى الشرق الأوسط ضد مصلحته.

– إسرائيل تهدد بالدخول البرى واجتياح القطاع، فى رأيك هل إذا أقدمت على هذه الخطوة ستغير شيئًا فى المعادلة؟

لا أعتقد ذلك، هى ليست محترفة فى هذا الأمر، وهذا ينذر بقيام حرب أهلية داخل إسرائيل، على المستوى العسكرى، فى حالة دخولها بريا يمكن الفصائل المقاتلة إطلاق عشرات الصواريخ وآلاف وبدون مقاومة من القبة الحديدية، لذلك هى طلبت من أمريكا توفير قنابل ذكية لتحديد وضرب شبكة مترو أنفاق غزة  الذى عارضته إسرائيل، يوجد فى أغلبها عدد كبير من المقاتلين والأسرى الذين تحتجزهم حماس داخل هذه الأنفاق.

لكن الحرب البرية ممكنة وسوف تبدأ شمال قطاع غزة ويتبعها الزحف، وهى ليست نزهة لإسرائيل لان المقاتلين يعرفون القطاع أكثر ويستخدمون الأسرى دروعًا واقية لهم، لذلك ستكون خسائرها عالية جدا حالة إقدامها على الاجتياح البرى.

– إذا كان الاجتياح البرى حتميًّا لماذا تأخر حتى الآن؟

تريد إسرائيل اكتمال شروط الاجتياح البرى منها تشكيل حكومة طوارئ حكومة عسكرية تقوم بمهمة محددة وتنفك بعدها وليست حكومة وحدة وطنية، ثانيا تحتاج تعويض خسائرها فى القبة الحديدية لأنها لو استنفدت هذه الصواريخ سيكون أمنها الداخلي مهددًا فتنتظر المساعدات الأمريكية من قواعدها القريبة، تجمع معلومات استخباراتية عن مواقع عناصر حماس وأماكن السيطرة، الفصل بين السكان وحماس فى غزة لتفادى ضرب المدنيين لعدم تهييج الرأي العام العالمى عليها تستخدم طاقتها القصوى.

– هل حركة حماس قادرة على الاستمرار فى قصف المدن الإسرائيلية، وهل لديها أسلحة كافية تحت الحصار؟

ما زال لدى حماس احتياطي من هذه الصواريخ، وبعض الفصائل الصغيرة مثل الجهاد الإسلامى، ففى حرب 2014 وقبل عامين فى الحرب حول القدس تمكنت من إطلاق 8 آلاف قذيفة، وتقريبا كانت حماس تقوم كل شهر بعمل مناورة وتقذف صواريخ على البحر تحت أعين ونظر المخابرات الإسرائيلية.

– ما تحليلك للدعم الأمريكى غير المحدود لإسرائيل؟

هناك ثلاثة أهداف رئيسية وراء الدعم الأمريكى الكبير لإسرائيل أولا أن بايدن قرر دخول الانتخابات بتأييد اللوبى الصهيونى، أيضا أن إسرائيل فى خطر كما حدث فى حرب 1973 فى حاجة ماسة إلى الذخائر، ثالثا مشروع بايدن للشرق الأوسط الجديد بالتالي هو فى حاجة إلى هذه الحرب التى تخدم مشروعه.

بايدن عندما عرض صفقة القرن الجديدة طالب إسرائيل بتقديم ثمن للإطراف العربية التى تدخل فى هذه الاتفاقية لكن نتنياهو كان عقبة، رفض ان يجمد الاستيطان وان يعطى الفلسطينيين جزءًا من أراضيهم، لذلك هو أول من ستطير رقبته بعد انتهاء الحرب من إسرائيل نفسها وتقديم حكومة تسمح بتقديم ثمن قد يكون أقل من إقامة دولة فلسطينية، قد يكون تجميد الاستيطان وإعطاء الفلسطينيين جزءًا من حقوقهم فى المنطقة ج لتفتح الأفق للتسوية التى يطلبها بايدن، أيضا الجمهور الأمريكى متأثر وضاغط على الإدارة الأمريكية لإظهار هذا الدعم، المهمة الأساسية ردع المقاومة وتحذير الأطراف الإقليمية كحزب الله من التدخل إذا تطورت الأمور، وعدم فتح جبهة الشمال التى تسخن لكي تظل محدودة على أراضيها والموجودة حاليا جنوب لبنان وشمال إسرائيل مجرد مناوشات لم تدخل الصراع بعد.

– هل تتوقع دخول حزب الله ساحة المعركة؟

حزب الله كما هو معروف مفتاحه موجود فى إيران، لذلك برأت الولايات المتحدة إيران من أنها كانت شريكة فى الحرب على قطاع غزة، ما أكده بلينكين من عدم وجود دليل لتورط إيران، وهو بذلك يستهدف تحييد إيران وإغراء حول اتفاق خمسة + واحد النووى وإيران لا تريد أن تضحى بهذه المكاسب وتكسب حماس أو غيرها، هى حريصة أن لا ينكسر حزب الله فى المنطقة بالدخول فى مثل هذه المعارك، فمنذ 2006 لم يدخل فى معارك مع إسرائيل ولم يتدخل لصالح القضية الفلسطينية فى حربها.

– لكن كانت هناك تصريحات لإيران أن كان هناك أطراف أخرى وتقصد أمريكا فى الحرب الجميع سوف يتدخل؟

لا أعتقد حدث اعتداءات كثيرة منذ 2008 حتى قبل سنة ولم يتدخل أحد هى دائما تستخدم أدواتها ولم تتدخل مباشرة، خبراؤها الحوثيويون الجهاد الإسلامى  لدى إيران مشروع امبراطورى كبير لا تريد أن يجهض مشروعها فى حروب عسكرية.

– هل توترت العلاقات المصرية الإسرائيلية بسبب هذه الحرب؟

هناك توترات بين مصر وإسرائيل، الشركة التى كانت تغذى مصر بالغاز توقفت عن الضخ علما بأنه كان متفق قبل هذه العملية أن يتم زيادة الإنتاج بنسبة 40% وتم نقله إلى الأردن ومصر كانت تحتاج إلى ذلك، وجزء منه كان للتصدير للخارج وتحججت بالمخاطر الأمنية، و قصفت معبر رفح ومنع قوافل الإغاثة، طلبت مصر مهلة 6 ساعات رفضت، وقالت إسرائيل لا مهلة لشيء إلا للحرب، توترات الحرب لها عواقب كبيرة .

– ما الثمن الذى تطلبه إسرائيل للتوقف عن الحرب؟

السيناريوهات المطروحة إذا تمكنت من إخراج حماس كعنصر مقاومة، وإخراج السلاح من غزة بأى طريقة حتى لو كان تحت إشراف دولي.

– ما هى توقعاتك بعد وقف الحرب؟.

هناك ثلاثة سيناريوهات أن توكل على مصر الوضع الأمنى فى غزة حالة خروج حماس، وهذا لم يحدث منذ سنة 1948 يستخدم الأردن مرشحة لإعادة السيناريو السابق، الحل الاقيلمى أن تشرف على الأمن فى الضفة الغربية، ومصر فى غزة سيناريوهات بعد صمت المدافع .

– لماذا يبدو دور الجامعة العربية متخاذلًا؟

هى حصرت دورها فى إصدار بيانات الشج

التعليقات متوقفه