ناجي العلي.. المقاومة في رسوم الكاريكاتير

19

تعددت الأشكال الإبداعية التي عبرت عن مأساة الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال الصهيوني على مدار أكثر من قرن من الزمان، فوجدنا أجيالا متعددة من شعراء المقاومة، أمثال إبراهيم طوقان وفدوى طوقان، وهارون هاشم رشيد، ومعين بسيسو ومحمود درويش وسميح القاسم وعبد الناصر صالح وخالد أبو خالد وغيرهم.

وفي فن الكاريكاتير كانت رسوم “ناجي العلي” وقودا وزادا للمقاومة الفلسطينية، فقد اتسمت رسومه بالصدق وتصوير مشاهد العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني، وكا “حنظلة” تلك التيمة الفنية التي استخدمها “العلي” في رسوماته الساخرة رمزا للفلسطيني في حالاته المختلفة المشرد والضائع والباحث عن الحرية.

تميزت رسوم ناجي العلي بالنقد اللاذع لسياسات الاستيطان، وقد بدأت موهبة العلي تتفجر في بداية الستينيات من القرن الماضي وقد شاهد الأديب الراحل غسان كنفاني إحدى لوحاته الكاريكاتيرية عن مخيم عين الحلوة فنشرها في مجلة “الحرية” في سبتمبر 1961، ومن هنا كانت انطلاقته الفنية فبدأ يرسم في مجلات الكويت منذ تلك الفترة.

وتعد شخصية حنظلة هي التيمة الأشهر في رسوم العلي، وقد ظهرت لأول مرة عام 1969، في جريدة السياسة الكويتية، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع “ناجي العلي” على رسوماته.

يقول العلي عن تيمته: “حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية”.

وكان لدى العلي شخصيات أخرى ظهرت في رسومه مثل المرأة الفلسطينية التي سماها “فاطمة” وهي شخصية تدل على الصمود لا تعرف المهادنة، شخصية قوية تطالب بالحرية لوطنها.

وحنظلة ظل يعبر عن مواقفه دون أن يظهر وجهه، وكأنه غاضب مما يحدث، وعن ذلك يقول “ناجي العلي” رؤية وجه حنظلة ستكون عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العرب شعوره بحريته وإنسانيته”

وقد اغتيل ناجي العلي في لندن يوم 22 يوليو عام 1987، على يد شخص يدعى بشار سمارة –وفق التحقيقات البريطانية في الحادث- ويقال أن القاتل كان عضوا في الموساد الإسرائيلي.

التعليقات متوقفه