العدوان الإسرائيلي يهدد أسواق الطاقة

العدوان الإسرائيلي يهدد اسواق الطاقة مع ارتفاع مخاطر تدفقات الغاز المسال المصري توقف واردات الغاز المصرية من ٨٠٠ مليون قدم مكعب الي صفر

311

في بيان صدر الاحد الماضي قال مجلس الوزراء المصري، إن واردات مصر من الغاز الطبيعي انخفضت إلى الصفر، من ٨٠٠ مليون قدم مكعب يوميا، مما زاد وتيرة انقطاع الكهرباء. وأشار البيان “أن الحكومة زادت فترة انقطاع التيار نتيجة ارتفاع الاستهلاك، تزامنا مع انخفاض واردات الغاز” بالإضافة إلي أن الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة انخفضت أيضا.
الأمر الذي تداولاته وكالات الانباء العالمية وسط مخاوف متزايدة من آثار استمرار الصراع في شمال أفريقيا ، وأشار تقرير نشر في بلومبرغ، والذي تضمن بيان مجلس الوزراء المصري، واضاف أنه يبدو أن تعليق الاستيراد مرتبط بقرار إسرائيل مؤخرا بإغلاق حقل تامار للغاز البحري ، وسط مخاوف من احتمال تعرضه للتعطيل بسبب الصراع مع حماس في قطاع غزة.
ويدير حقل تامار للغاز شركة شيفرون التي أمرتها السلطات الإسرائيلية بوقف العمل. وتستورد مصر الغاز من إسرائيل ثم تصدر البعض منه إلى أوروبا في شكل غاز طبيعي مسال. ووفقا لبلومبرغ، كانت شركة الطاقة الإيطالية العملاقة إيني تتوقع أن تستأنف مصر صادرات الغاز مع انخفاض الطلب المحلي.
وكان لواقع الأمر اثر كبير علي سعر الغاز في أروبا مع انخفاض التدفقات من أكبر مورد النرويج خلال عطلة نهاية الأسبوع ،بعد عطل في ضاغط بمصنع معالجة الغاز في نيهامنا.

واستقر سعر العقود الآجلة لشهر ديسمبر، وهي العقود الأكثر نشاطاً، عند 53.03 يورو لكل ميجاوات في الساعة وانتهت صلاحية عقود شهر نوفمبر يوم الاثنين دون تغيير يذكر. لكن لا تزال أسعار العقود الآجلة للشهر المقبل أعلى بنحو 30٪ مقارنة بما كانت عليه قبل اندلاع الحرب منذ ثلاثة أسابيع، وفي الوقت نفسه، إشارات بلومبيرج أن منشآت تخزين الغاز في أوروبا امتلأت بمتوسط 99٪ من طاقتها، الأمر الذي ساعد على تقليل تأثير أي انقطاعات في الإمدادات، لكن موسم التدفئة الشتوي لا يزال أمامنا.
قال “جيمس وادل”، رئيس الغاز الأوروبي والغاز الطبيعي المسال العالمي في إينرجي أسبكتس: “تبدأ أوروبا موسم التدفئة بمخزونات قياسية عالية تعمل كمخزون احتياطي”، ومع ذلك، فإن فقدان أي تدفقات سيضيف ضغطًا تصاعديًا على الأسعار.قال وادل: “يحتاج الغاز إلى البقاء غير تنافسي إلى حد كبير مع الفحم للحفاظ على ارتفاع المخزونات حتى الصيف المقبل، نظرًا لصعوبة إعادة التعبئة في العام المقبل”.
وسلطت الأزمة الحالية الضوء على استمرار ضعف أوروبا أمام الأحداث الجيوسياسية بعد أزمة الطاقة العام الماضي.
وفي نفس الإطار نشرت فيننشال تايم يوم الاتنين الماضي قائلة إن الصراع في إسرائيل يهدد الكثير في المنطقة وخارجها. و أن ارتفاع التوترات والمخاوف الأمنية لها تداعيات محتملة على طموحات إسرائيل لزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي.

في ما يقارب أكثر من عقد من الزمن، أصبحت إسرائيل منتجاً كبيراً للغاز ومصدِّراً إقليمياً. وأنتجت ما يقرب من 22 مليار متر مكعب من الغاز العام الماضي من حقول ليفياثان وتمار الضخمة، منها 9 مليارات متر مكعب تم ضخها إلى مصر والأردن. و شركة شيفرون هي المساهم الرئيسي في كلا الحقلين. و تمتلك شركة نيوميد إنيرجي الإسرائيلية 45٪ من حقل ليفياثان، في حين تمتلك شركة مبادلة الإماراتية 22٪ من حقل تمار.

وهناك  اخبار حول منح الحكومة الاسرائيلية 12 ترخيصا استكشافيا إضافيا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، لمشغلين بمن فيهم إيني الإيطالية وبي بي، الأمر الذي يدل على طموحات النمو الإسرائيلية.
واضافت فيننشال تايم أنه كان النتيجة الفورية للصراع هي إغلاق حقل تمار مما تسبب في تراجع صادرات مصر، وهو مشكلة خطيرة للجارة الأكثر كثافة سكانية من إسرائيل.

جاء تخفيض الواردات الإسرائيلية وسط تراجع الإنتاج المحلي في مصر. الي انخفض بنسبة 10٪ في الأشهر الثمانية الأولى من العام، وفقا لجريج مولنار في الوكالة الدولية للطاقة. شهدت البلاد انقطاعات للكهرباء خلال موسم الصيف.
وخلال الشتاء الماضي، تمكنت مصر من تصدير 4.5 مليار متر مكعب من الغاز من خلال بنيتها التحتية للتسييل. ودون استئناف الواردات الإسرائيلية، ستجد صعوبة في تكرار هذا الإنجاز.
ووصفت فيننشال تايم موارد الغاز الإسرائيلي
بأنها ليست ضخمة بالمقاييس الدولية، إلا أن موارد إسرائيل من الغاز لها أهمية إقليمية وجيوسياسية. على سبيل المثال، هي مصدر جذاب محتمل للغاز – غير الروسي – بالنسبة لأوروبا. وعليه تم اقتراح طرق تصدير جديدة بما في ذلك محطة للغاز الطبيعي المسال في المياه الإسرائيلية، أو أنابيب إلى أوروبا، مع إمكانية الحاجة للتغلب على تحديات تقنية مكلفة للأخير.
ومع ذلك، بالنسبة لقطاع الغاز الإسرائيلي الناشئ، فإن الوقت أمر حاسم. تسارع الولايات المتحدة وقطر لزيادة الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي المسال. ومن المتوقع على نطاق واسع زيادة إمدادات هذا الوقود من منتصف العقد. إذا أدى الصراع إلى إبطاء وتيرة الاستثمار، فإن البلاد تخاطر بفقدان اللحظة المناسبة.

التعليقات متوقفه