” المهندسين “: الشعبة المعمارية تواصل فعالياتها التدريبية بمحاضرة عن تصميم المباني المعدنية
واصلت شعبة الهندسة المعمارية، برئاسة الدكتور المهندس الاستشاري أحمد الزيات، فعالياتها التدريبية، والتي تنظمها اللجنة المشتركه للتدريب والتأهيل للترقي (التنمية المهنية المستمرة “CPD”) برئاسة المعماري الاستشاري- سيف الله أبو النجا والمعمارية ابتسام خضر عبد الحميد- وكيل شعبة الهندسة المعمارية.
عقدت اللجنة فعالياتها التدريبية الثالثة بمحاضرة تدريبية بعنوان “تصميم المباني المعدنية للمعماريين”، حاضر فيها الأستاذ الدكتور المهندس شريف أحمد مراد- أستاذ المنشآت المعدنية بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وأدارها المهندس الاستشاري سيف الدين أبو النجا- رئيس مجلس إدارة جمعية المعماريين المصريين.
حضر الندوة المعماري يحيى الزيني، والمعماري سامر حلمي- مُقرِّرا اللجنة، والمعماري خالد عزمي- عضو لجنة التنمية المهنية المستمرة، كما حضرها العشرات من المهندسين المعماريين وطلاب كليات الهندسة.
في بداية الندوة رحبت المهندسة ابتسام خضر بالمحاضر والحضور ومتابعي الندوة عبر زووم، مشيرة إلى أن الشعبة المعمارية ولجنة التدريب بدأت مطلع شهر سبتمبر الجاري برنامجًا تدريبيًّا يمتد على مدى 3 شهور، متضمنًا محاضرات تدريبية وورش عمل وتنظيم دبلومات مهنية، بهدف تأهيل المهندسين حديثي التخرج لمساعدتهم على الترقي (مهندس ممارس)، تماشيًا مع الطرح الحالي للائحة مزاولة المهنة.
وأشاد المهندس الاستشاري سيف الدين أبو النجا بالخبرات العلمية والمهنية للمحاضر، ودعا حديثي التخرج من مهندسي عمارة بالحرص على مواصلة التدريب.. وقال: “الدراسات المعمارية إحدى أصعب الدراسات العلمية، ولكن الدراسة الجامعية وحدها لا تكفي لأن تجعل خريج الهندسة المعمارية معماريًّا متميزًا، ولهذا فعلى كل الخريجين أن يحرصوا على مواصلة التدريب لمدة 6 سنوات عقب التخرج في الجامعة، وبعدها سيصبح كل منهم ممارسًا معماريًّا متميزًا.
وفي محاضرته استعرض الأستاذ الدكتور المهندس شريف أحمد مراد، الفارق بين المعماري والمهندس المعماري، مشيرًا إلى أن المهندس المعماري هو من درس الهندسة المعمارية، ولكن هناك معماريون عالميون لم يدرسو الهندسة، مؤكدًا أن المهندس المعماري هو قائد أوركسترا العمل الهندسي.. وقال: “المهندس المعماري المتميز يجب أن يدرس موضوعات تتعلق بالهندسة المدنية والكهربائية والميكانيكية”.
وعدَّد “مراد” مزايا المنشآت المعدنية والتي تتمثل في سرعة إنشائها وقوتها، مقارنة بمواد البناء الأخرى، وقدرتها الكبيرة على الممطولية تحت الأحمال الزائدة عن حمل التصميم، كما أنها تحقق مراقبة أفضل للجودة، وسهولة في البناء والتعديل، فضلًا عن أنه يمكن تدويرها بنسبة 100%.
وأوضح أنه رغم كل تلك المزايا، فإن هناك بعض العيوب للمنشآت المعدنية، منها أنها أكثر عرضة للتلف بسبب الحرائق، وأكثر عرضة للصدأ، وأكثر احتياجًا للصيانة، ونظرًا لأن قطاعاتها بصفة عامة أصغر فهي أكثر حساسية للأحمال، مما يجعلها في بعض الحالات أكثر عرضة للاهتزازت من غيرها.
واستعرض “مراد” أمثلة للمنشآت المعدنية في مصر، ومنها مبانٍ تجارية وسكنية وصناعية، إضافة إلى الكباري والصالات الرياضية، وأبراج الكهرباء والاتصالات وخزانات سوائل، ومحطات قطارات وصالات مطارات.
ثم أوضح خصائص الصلب الإنشائي والقطاعات المستخدمة فيه، وأنظمة المباني الصناعية وعناصرها، كما استعرض النظم الإنشائية للمباني السكنية المعدنية وعناصر إنشائها.
وطرح “مراد” سؤالًا، وأجاب عنه، فقال: “هل من الممكن أن يتعايش المهندس المعماري مع المهندس الإنشائي؟ وأجاب عن سؤاله قائلا: المعماري المتميز هو الذي يكون لديه خبرة مناسبة في مجال الإنشاءات، وكان مهندسو العمارة في مصر في عقود سابقة يدرسون المواد الإنشائية مع زملائهم طلبة الهندسة المدنية، وبالتالى كانوا يقومون بأنفسهم بعمل التصميمات الإنشائية للمباني، أما الآن فقد تم تقليل جرعة المواد الإنشائية في مناهج الهندسة المعمارية، وبالتالي أصبح المهندس المدني هو من يتولى عمل الرسومات الإنشائية، ومن الأفضل للمعماري والإنشائي أن تكون العلاقة بينهما علاقة تكاملية لكي ينعكس ذلك إيجابيًّا على المنشآت التي يتشاركان في تشييدها”، وأعطى أمثلة عن بعض المنشآت التي يتضح فيها التناغم بين المتطلبات الإنشائية والمعمارية.
واختتم “مراد” محاضرته بالتأكيد على ضرورة أن يكون المهندس المعماري مُلِمًّا بباقي التخصصات الهندسية، وأن يكون حريصًا على مواصلة التعلم والتدريب بعد التخرج في الجامعة، وأن يحرص على مواكبة التطورات الحديثة حتى يؤدي عمله بالكفاءة المطلوبة، مشيرًا إلى أن برامج الحاسب الحديثة خاصة إدارة معلومات المباني (BIM) ساعدت المهندسين المعماريين كثيرًا في عمل التنسيق والمتابعة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن التكنولوجيا الحديثة وبرامج الذكاء الاصطناعي لا يمكنها أن تكون بديلًا عن المهندس المعماري، فلا بد من وجود العنصر البشري في العمل المعماري بشرط أن يكون المعماري متفهمًا ومتفاعلًا مع كافة عناصر المشروع.
وأكد أن المكتبات الهندسية تحوي مراجع علمية متميزة يمكن أن تضيف الكثير من الخبرات للمهندسين حديثي التخرج.
وفي نهاية الندوة دارت مناقشات موسعة بين المحاضر والحضور عن البرامج الجديدة التي يجب على شباب الخريجين تعلمها والاستعانة بها والمهارات المطلوبة لممارسة المهنة، وأهم المراجع العلمية الخاصة بالمنشآت المعدنية، والكود المصري للأحمال وبصفة خاصة أحمال الزلازل.
التعليقات متوقفه