كفر الشيخ: الناجون من رحلة الموت بالمتوسط يروون تفاصيل الخروج المر

85

الهجرة غير شرعية عملية عبور من أرض الجوع إلى أرض الموت اختيار صعب من واقع أصعب حكايات تروى على لسان أصحابها عن الأسباب والدوافع التى أجبرتهم على خوض رحلة الموت أملا فى الوصول الى ارض الأحلام انتهاء بالحصاد المر لشباب ابتلعهم البحر.
وسماسرة الموت شبكة ممتدة بجميع القرى والمراكز بمحافظات الشرقية والغربية والفيوم والقليوبية والبحيرة وكفرالشيخ والإسكندرية ومحطات الانتظار لرحلات الموت تبدأ من برج مغيزل وبرج البرلس بكفرالشيخ وبرج رشيد بمحافظة البحيرة وادكو وأبو قير لتسهيل عمليات الهروب بطرق غير شرعية.
تفاصيل الرحلة يرويها بعض الناجين داخل مستشفى رشيد العام للبحث عن الاسباب التى تدفع هؤلاء الشباب بالمغامرة بعمرهم بحثا عن مستقبل أفضل بعد اليأس فى توفير سبل المعيشة الكريمة لأسرهم وضيق الحال بهم وارتفاع أسعار السلع الغذائية والذى فاق الحدود.
متولى محمد أحمد من مركز فاقوس محافظة الشرقية يبلغ من العمر 30 عامًا يقول: قررت السفر إلى ايطاليا انا و صديقى بدر محمد عبدالحفيظ بسبب الحالة المعيشية الصعبة واتفقنا على السفر وتم التحرك من قريتنا الى قرية تدعى مسطروه وتم احتجازنا داخل مزرعة دواجن لمدة ثلاثة أيام لحين تجميع باقى أفراد الرحلة،وفى تمام الثانية والنصف ليلا يوم الأربعاء 21/9/2016 تم تحميلنا على سيارة نصف نقل مع مايقرب من 150 شابًا وطفلا أعمارهم مختلفة تم وضعنا فى صندوق السيارة ووضع مشمع فوقنا واتجهت السيارة ناحية البحر ووجدنا قوارب صيد صغيرة وتم ركوب50 فردا فوق ثلاثة قوارب واتجهت بنا عرض البحر لنجد فى انتظارنا مركب صيد حوالى 11 مترا ونصف لا يسع سوي 120 فردا فقط اثناء الحمولة على بعد 12 كيلو من بوغاز برج رشيد فؤجئنا بوجود حوالى من 300 شاب من السودان واريتريا والصومال وأسر سورية ومعهم أطفال وفتيات ورفضنا الركوب لأن العدد كبير جدا الا أنه حدثت مشاجرة بيننا وبين ريس المركب فقام بالاتصال بالسماسر ة لإحضار مركب صيد أخر فرفضوا وكان الاعتراض من الجانبين على حساب حياتهم المرهونة لدى القدر مواصلا فى لحظة اختل توازان المركب عند الإقلاع وشاهدته يغرق بقاع البحر والجميع يصرخ (( الحقونا )) وتمت الاستغاثة بحرس الحدود ولا أحد يجيب حتى جاء مركب صيد وانتشل منا مايقرب من 164 شابا وتم اصطحابنا الى نقطة حرس الحدود ببرج رشيد وبدأ الصيادون فى إحضار الجثث وتم نقلنا انا وصديقى بدر الذى فقد بناته وابنه وزوجته وانتابته حالة هيسترية فاقدا للوعى.
ويروى أحمد السيد درويش من شبرا اليمن مركز زفتى غربية يبلغ 23 عاما وأحد الناجين من مركب الموت قمت بالتوقيع على إيصال أمانه بمبلغ 20 ألف جنيه مقابل الهجرة إلى دولة ايطاليا بعد دفع مبلغ 10 آلاف جنيه للسمسار ولحظة الوصول يقوم باستلام باقى المبلغ من أسرتى وإعطائهم إيصال الأمانة.. مضيفا قمت أنا ومن معى من الشباب باستقلال قارب صغير من منطقة مسطروه وهى آخر الحدود بين مركز مطوبس والبرلس بر بحرى لنقلنا عرض البحر لمركب الصيد الكبير الذى سيتولى عملية سفرنا إلى ايطاليا.
فوجئنا بعد كبير من السودانيين بالمركب وتم وضع حوالى 40 شابا واسرة بثلاجة المركب والغلق عليهم بقفل كبير استعدادا للتحرك وكان الاعتراض من بعض الشباب على الحمولة الزائدة التى وصلت إلى 480 شابا وأسرة لقد اعترض الجميع على وجود هذا العدد فوق المركب ولكن ريس المركب والميكانيكى أصرا على الإبحار بنا حتى حدثت الكارثة ولم أدر بنفسى إلا داخل مستشفى رشيد العام.
يقول علاء زاهر ظافر من قرية الجزيرة الخضراء بمطوبس كفرالشيخ أنا السبب فى موت شقيقى أرسلته إلى مركب الموت ولا ادري بأنه سيعود جثة هامدة،وأضاف بأن خفر السواحل لم يتحرك لإنقاذ من فى المركب وأن الصيادين هم الذين توجهوا الى المركب الغارق وأنقذوا حوالى 164 وقاموا بانتشال جثتين لسيدة سورية وطفل عنده 4 سنوات مطالبا بتكثيف قوات بحرية لمراقبة السواحل ومن يخترق المياه الإقليمية يتم القبض عليه وملاحقته جنائيا.

التعليقات متوقفه