مشروع عاجل لحماية الأمن القومي العربي

185

الرأي العام فى المنطقة يجد من الصعوبة بمكان تفهم مايحدث.هل يصدق الحديث إثر القمة العربية الأخيرة في»الظهران» بالسعودية عن ضرورة مواجهة ما يمر به الأمن القومي العربي من مصاعب جمة، يتوالي على إثرها سقوط الدول العربية فى مهاوي الدول الفاشلة، بداية من الصومال ومرورا باليمن والعراق وإنتهاء بليبيا وسوريا، والحبل بعد كل ذلك على الجرار، فالكل معرض للأسف للسقوط والتقسيم على أسس عرقية وطائفية ناهيك عن تدخلات مباشرة للقوي الكبري ودول الجوار الجغرافي، مستفيدين من الحالة التي تمر بها المنطقة العربية من الفراغ الإستراتيجي استعدادا من جانب هؤلاء الأعداء جميعا لإنهاء الفكرة العربية وقيم الحضارة الإسلامية وجعل إسرائيل هي الدولة الكبري إقليميا،المسيطرة على مجمل التوازن الإقليمي ضمن إطار وفكر الصدام الحضاري العالمي.
ومما يستدعي المزيد من الحيرة والتربص والوجل والخوف، ما يردده قطاع من النخبة الثقافية المصرية وظهر بعض منه على صفحات بعض الصحف المصرية والتي تقول بلا خجل ولا وعي إننا مقبلون على حقبة تحالف سعودي مصري اماراتي بحريني إسرائيلي من اجل التنمية والتحديث، وإنهاء ما تعانيه المنطقة من حالات العداء والكراهية وكل ذلك تحت غطاء ما يسمونه»زورا وإفتراء» بالعروبة الجديدة أو العروبة الإقتصادية.
وأقول بكل صراحة ودون مواربة ومن منطلق دراسات متقدمة للأمن القومي العربي تاريخا وتلمذة على يد اخلص من قدموا تنظيرا علميا وطنيا ومخلصا للأمن القومي والعربي، وأخص بالتحديد العملاقين الكبيرين جمال حمدان وحامد ربيع، أقول اننا واخص مصر باعتبارها الدولة القائدة فى المنطقة نحتاج وباسرع ما يمكن لتبني مشروع للأمن القومي العربي على أساس فكرة محورية هي العروبة الإسلامية وهي لا تعني الإسلام السياسي ولكن القيم الحضارية الإسلامية والتي كان يعبر عنها بإخلاص وتجرد ابن مصر البار الراحل» أنور عبد الملك الذي كان يقول عن نفسه انه مسيحي الديانة مسلم الحضارة.
الوقت يمر بنا بسرعة والتهديدات تجري على قدم وساق وتهدد بحروب طائفية دينية ويصل بها البعض إلى حروب عالمية على أرض العرب.
فعلي مصر أن ترفع لواء التجديد للفكر القومي العربي يتوازي مع تجديد البنية الأساسية والفكرية والتنظيمية لجامعة الدول العربية لرأب هذه الصدوع والحفاظ على الدولة الوطنية من السقوط ونخص بالذكر هنا دعم عملية الاندماج الاقتصادي العربي وفى ذات الوقت اجراء الحوار البناء والمخلص والجدي مع دول الجوار الجغرافى الاقليمي مع التحديد الدقيق لمن هو العدو على أساس العقيدة القتالية العربية المنبثقة من مشروع الأمن القومي العربي فى إطاره السابق الإشارة إليه.

التعليقات متوقفه