القمة التاسعة للتعاون الصيني الإفريقي .. تنمية وسط المخاطر الجيوسياسية
إفريقيا في حاجة لمزيد من مشروعات البنية التحتية .. والصين تحاول تحقيق التوازن في نهجها الجديد
انعقدت القمة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي «فوكاك» في بكين الشهر الحالي، بمشاركة 53 دولة إفريقية، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وممثلي الحكومات الأفريقية، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كضيف شرف، وقدمت القمة التي حملت عنوان « تعزيز التحديث والمستقبل المشترك»، خططًا طموحة للنمو الاقتصادي المتبادل، مسلطة الضوء على الطموح المشترك لتحديث وتقوية العلاقات الأفريقية الصينية.
تعاون مع دول الجنوب
دعا الرئيس الصيني، شي جين بينج ، إفريقيا للانضمام إلى الصين في قيادة تحديث دول الجنوب العالمي، والتي قال إنها عانت من الظلم على يد الغرب. وطرح خطة عمل مشتركة تم تبنيها في القمة، دعت الصين إلى تعزيز التعاون مع إفريقيا في مجالات سلاسل التوريد والتكنولوجيا الخضراء، حيث تواصل بكين التعامل مع القيود التكنولوجية والتجارية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاؤهما.
وقال المراقبون إن الأهمية الاستراتيجية لإفريقيا بالنسبة للصين تتزايد، لكن بكين تزن بعناية أيضًا الفرص والمخاطر مع تعميق مشاركتها في القارة المتقلبة
ويمكن تلخيص النتائج الرئيسية للقمة الأخيرة في النقاط التالية:
الشراكات الاستراتيجية: حيث أقامت الصين شراكات استراتيجية مع جميع الدول الإفريقية التي لديها علاقات دبلوماسية معها.، وتم إنشاء أو تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع 30 دولة خلال القمة. مؤكدة أن الصين و53 شريكًا استراتيجيًا إفريقيًا سيعملون معًا لتحسين رفاهية شعوبهم وحماية السلام العالمي.
تطور العلاقات الصينية الإفريقية: حيث تم رفع توصيف العلاقات إلى “مجتمع دائم ذي مستقبل مشترك للعصر الجديد”. العلاقات الصينية الأفريقية تشهد حاليًا أفضل فتراتها في التاريخ بعد 70 عامًا من الجهود المشتركة.
تعزيز التحديث المشترك: فقد قدم الرئيس شي جين بينغ اقتراحات من ست نقاط لتعزيز التحديث بين الصين وأفريقيا. مرتكزا على التحديث العادل، المفتوح، الشعبي، المتنوع، الصديق للبيئة، والمدعوم بالسلام.
التعاون المستقبلي: حيث اعتمد إعلان بكين خطة عمل للتعاون في السنوات الثلاث القادمة. حيث تعقد القمة كل ثلاث سنوات معلنة عن مستهدفات المرحلة الجديدة
وأعلن الرئيس الصيني عن عشرة إجراءات شراكة لتعزيز التحديث تغطي مجالات متنوعة مثل التبادل الثقافي، التجارة، الصناعة، التنمية، الصحة، والأمن المشترك.
مشاركة مصر في القمة
تحتفي الصين بالشراكة الاستراتيجية مع مصر على مدار العشر سنوات الماضية ، حيث شارك رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي في القمة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي. ووقعت مصر عدة اتفاقيات واستثمارات مع شركات صينية، شملت مشاريع في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. بالإضافة إلى التقائه برؤساء شركات صينية كبرى لبحث فرص الاستثمار في مصر، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة وصناعة السيارات الكهربائية. وأثناء القمة تم توقيع مذكرات تفاهم لإنشاء مصانع للألياف البصرية ومعدات الاتصالات، وإنشاء مراكز لتصدير خدمات التعهيد.
التوازن الصيني الجديد
تري الصين في إفريقيا تعزيز التعاون بين دول الجنوب، ولكن القمة كشفت عن التحديات التي تواجه الدول الأفريقية المتعثرة في الدين وسط أزمات مالية وعالميه متتالية وحالة من عدم الاستقرار والمخاطر الجيوسياسية التي تواجه العديد من الدول الأفريقية، الأمر الذي دفع الصين إلي الاتجاه إلي توازن جديد فهي لم تتخل عن التعاون مع الدول الأفريقية في مشاريع البنية التحتية، بل دفعت مؤخراً فكرة الاستثمارات المشتركة والاستثمار في المناطق الخاصة من قبل الشركات الصينية خاصة مع تراكم أرباح الشركات الكبرى داخل الصين، وحثت الحكومة الصينية الشركات علي تعزيز وتعميق التكنولوجيا في شراكتها مع الدول الأفريقية، ووعلي مدار السنوات الماضية اتجهت إلي تحفيز الدول الإفريقية للتصدير إلى الصين خاصة في قطاع الزراعة.
التعليقات متوقفه