شركة «أبراج كابيتال» احتكار أم استثمار ؟

2٬453

استحوذت الشركة الإماراتية “أبراج كابيتال” على العديد من الشركات والمنشآت المختلفة فى القطاعين الصحي والتعليمي وقطاع الأغذية وغيرها خلال الفترة الأخيرة، ومنذ عام 2013 تزايدات معدلات الاستحواذ من الشركة، على عدد من المؤسسات.
ورصدت “الأهالي”، أبرز المؤسسات والشركات والقطاعات، التي قامت الشركة بالاستحواذ عليها خلال الفترة الأخيرة، والذي تدعمها دولة الإمارات بشكل كبير.
القطاع التعليمي
بدأت الشركة الانتشار فى القطاع التعليمي بشكل كبير، حيث أعلنت شركة “هيرميس” التعاون مع شركة جيمس الإماراتية “أحد فروع أبراج كابيتال”، عن استثمارها 300 مليون دولار لمدة خمس سنوات ابتداء من العام الحالي، وتستهدف شراء حوالي 30 مدرسة، كما أنه يتم شراء المدارس الخاصة بأرقام أكبر من القيمة الحقيقية لها بكثير.
كما أعلنت مجموعة “جيمس للتعليم”، عن استحواذها بنسبة 50 % من حصة النصف للتعليم فى أربع مدارس تديرها فى مصر منذ دخولها السوق المصرية مطلع العام الماضي. وتقع المدارس الأربعة التي استحوذت مجموعة “جيمس للتعليم” على حصة فيها فى مدينة “الرحاب” و”مدينتي”، وتدرس المناهج الوطنية والبريطانية، وهما “ المدرسة البريطانية الدولية بمدينتي، ومدرسة مدينتي بفرعيها المتكاملة واللغات والمدرسة البريطانية الرحاب”
ومن بين استثمارات شركة “أبراج كابيتال”، ووفقا لموقعها الرسمي، مجموعة CIRA وهي مجموعة تعليمية والتي تمتلك العلامة التجارية “ FUTURES “ وتمتلك مدارس للغات وأطلقت جامعة بدر BUC والتي بدأت عملها فى سبتمبر 2014، وتستثمر الشركة أيضا فى جامعة النهضة الموجودة فى محافظة بني سويف، وتأسست فى 2007، كأول جامعة خاصة بصعيد مصر، ولم تذكر الشركة نسبة مساهمتها فى أي من تلك الشركات.
ومن جانبه قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن الهدف الرئيسي من التعليم هو دعم مبادئ المواطنة وتعزيز الانتماء الوطني لدى الطلاب واستيعاب التراث والتاريخ الوطني والتفاعل مع مشاكل المجتمع.
وأكد أن وجود شركة غير مصرية فى هذه القطاع، يمثل خطرا كبيرا على المجتمع ككل، حيث سيتم القضاء على الهدف الرئيسي للتعليم، وتحويل الهدف منه إلى مجرد استقبال معلومة، مقابل شهادة فى النهاية، مما يؤثر بشكل كبير على الأجيال القادمة، وهو ما لا يحدث فى جميع الدول الأخرى، من حيث تواجد شركات أجنبية فى القطاع التعليمي.
قطاع الأغذية
أعلنت الشركة عن عملية استحواذ إستراتيجية فى شركة “النوران القابضة”، الشركة المتكاملة والرائدة بصناعة السكر فى مصر، وأيضا محاولاتها السابقة فى السيطرة على شركة “بسكو مصر”، حيث اعتبر مصطفى عبد الودود، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة “أبراج كابيتال” أن الدخول فى المنافسة على شراء “بسكو مصر “، جاء ضمن إستراتيجية الاستثمار فى قطاع الأغذية، وأن الخروج من الصفقة كان نتيجة تخطي عرض الشراء للسعر الذي حددته الشركة والعائد المتوقع من الصفقة.
فدخلت الشركة فى قطاع الأغذية فى 24 يونيو 2007، بعد الاستحواذ على النسبة الأكبر لشركة “النوران القابضة”، وأكدت أن الاستحواذ سيساهم فى دعم مشروع إنشاء وحدة إنتاجية مملوكة بالكامل لشركة النوران، حيث أعلنت الشركة أنها ستقوم بدمج هذه الوحدة مع نشاطها التجاري الحالي، بهدف خلق شركة متكاملة لصناعة السكر.
القطاع الصحي
قامت الشركة بشراء سلسلة معامل “البرج والمختبر”، فهناك مؤشر قوى على رغبة الشركة فى الاستحواذ على غالبية معامل التحاليل الطبية الخاصة، وأيضا مستشفى “القاهرة التخصصي” والاستحواذ على مستشفى شركة كليوباترا وتتفاوض على شراء شركة آمون للأدوية، كما قامت بشراء “ مستشفى كليوباترا والجولف والنيل البدراوي “، فالشركات المقيدة بالبورصة بمجال الرعاية الصحية والأدوية هي 17 شركة ويساهم الأجانب فى 16 شركة، بنسب متفاوتة. فسيطرة شركة أبراج كابيتال، على القطاع الطبي والمستشفيات وقطاع الأدوية، يعرض صحة المواطنين للخطر، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخدمات التي تقدمها المستشفيات والمختبرات التي تقع فى حيازتها، لينحصر الانتفاع على الفئة الغنية فقط دون الفقيرة ولربما تدخل الطبقة المتوسطة أيضا حيز العجز عن الانتفاع بالخدمات المقدمة من القطاع الخاص، ليصبح القطاع الحكومي بكل عيوبه و مساوئه هو الملجأ الأخير لهم.
قطاعات أخرى
أتمت شركة «أبراج كابيتال» الاماراتية أكبر صفقة استحواذ هي الأكبر على الإطلاق فى تاريخ قطاع الملكية الخاصة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بتملكها كامل أسهم الشركة المصرية للأسمدة، وهي شركة مساهمة عامة وواحدة من كبرى شركات القطاع الخاص فى مجال صناعة وتصدير الأسمدة، مقابل 1.4 مليار دولار.
كما حاولت أيضا السيطرة على شركة القلعة، وهي الشركة الرائدة فى مجال الاستثمار المباشر فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، و التي تمتلك حاليا 19 صندوقا قطاعيا متخصصا، تسيطر على مجموعة الشركات التابعة باستثمارات تصل إلى أكثر من 8.7 مليار دولار أمريكي فى 15 مجال صناعي متنوع من بينها: التعدين والأسمنت والنقل والأغذية والطاقة.كما وقعت على عقد استحواذ مبدئي على نسبة 100 % من أسهم شركة القاهرة للاستثمار والتنمية بسعر 20.5 جنيه للسهم وبقيمة إجمالية تصل إلى 250 مليون جنيه، من خلال شركة هكسلاي هولندج ليمتد التابعة لها.. كما تستثمر مجموعة أبراج فى شركة “ آرت مارين “ وهي الوكيل الحصري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى مجموعة “فيريتي” الإيطالية، وهي شركة رائدة عالميا فى تصميم وبناء وبيع اليخوت الفاخرة، فى أبو ظبي والبحرين وعمان وقطر ومصر.
وأيضا تمتلك أبراج كابيتال، سلسلة “سبينيس مصر” والتي تأسست فى مصر لتسويق المنتجات الغذائية والاستهلاكية فى الشرق الأوسط من خلال اتفاقيات توزيع مع العلامات التجارية الرائدة فى مجال السلع الاستهلاكية سريعة الحركة، وتطورت لاحقا إلى بائع تجزئة، ولديها منافذ فى مصر ولبنان وقطر.
يذكر أن شركة “ أبراج كابيتال “ هي شركة متعددة الجنسيات لها مقر فى دبي،غير معروف مصادر تمويلها أو المشاركين فيها، وذات طبيعة سياسة احتكارية تسعى للسيطرة على السوق بأكمله والتحكم فى الأسعار، مما يهدد صغار المستثمرين فى الدخول والمنافسة، وبالتالي تملك بظروف السوق الحالي اليد العليا للسيطرة على حجم ومستوى الخدمات التي تحتكرها وفقا لأجنداتها المختلفة ويذكر أيضا أنها قامت بتصفية أصول أسهمها الخاصة بها فى دبي، قبل بدء الاستثمار فى مصر ودول الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.

التعليقات متوقفه