بعد سحب مصر مشروعها بشأن وقف المستوطنات الإسرائيلية.. خبراء سياسيون: مصر تعرضت لضغوط دولية لتأجيل التصويت

93

سادت حالة من الجدل والتساؤل فى الأوضاع الداخلية والخارجية لسحب مصر اقتراحها بوقف الاستيطان، والذي قدمته لإدانة الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية فى الضفة الغربية المحتلة، حيث أكد مجموعة من الخبراء السياسيين أن القضية ليست بمطالبة مصر بتأجيل التصويت ولكن بإيجابيات هذا القرار.
ومن جانبه يرى السفير “محمد العرابي” وزير الخارجية الأسبق ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن مصر أرادت أن تكون غير راعية لهذا القرار فتركته لدول أخرى للتصويت عليه، وجاء ذلك نتيجة لمشاورات مصرية أمريكية، مؤكدا أن هناك ثلاثة أهداف رئيسية وراء هذا القرار، أولا وقف بناء المستوطنات الإسرائيلية، ثانيا أن الولايات المتحدة لم تستخدم حق الفيتو، ثالثا وجود فرصة سلام حقيقية بين مصر والقيادة الأمريكية الجديدة، وذلك بإعادة إحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
وأشار السفير”جمال الدين بيومي”، مساعد وزير الخارجية السابق، أن سحب مصر لمشروعها صفقة سياسية لم تعلن كل شروطها، ولذلك فليس كل ما يجري فى المفوضية الدولية يجب أن يعلن، مضيفا أن هذا القرار إدانة كبيرة لإسرائيل ولم تعترض عليه الولايات المتحدة، وبذلك يعد انتصارا كبيرا للسياسة الخارجية المصرية علاوة عن كونها خطوة ناجحة، مؤكدا أن إسرائيل لم تلتزم بهذا القرار لصدوره أكثر من خمس مرات سابقة، وذلك بإعلانها استدعاء السفير المصري للاحتجاج على التصويت، فضلا عن اعتراضها الواضح فى مجلس الأمن.
بينما يرى دكتور “جهاد عودة” أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن الخارجية المصرية أعلنت أن هناك ضغوطا شديدة ومزايدات لعدم التصويت فى مجلس الأمن لقرار المستوطنات، مؤكدا أن السياسة الخارجية الأمريكية تدين بناء المستوطنات لان القانون الدولي يجرم بناءها، وتابع “أستاذ العلوم السياسية” أن هناك نوعين لقرارات مجلس الأمن هما “الباب السادس والباب السابع” السادس ملزم بمنطق دبلوماسي، والسابع بمنطق الفعل العنيف، وقرار وقف المستوطنات يرجع للباب السادس، الذي يمنع إسرائيل من الترشح فى 2018 لمقعد غير الدائم بمجلس الأمن، وذلك فى حالة عدم التزامها بهذا القرار، وتصبح بذلك دولة غير متعاونة، لافتا أن الحكومة الإسرائيلية كانت تسعى لشرعنة هذه المستوطنات، حتى أرادت مصر أن تقوم برد الفعل بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية وقدموا هذا المشروع لمجلس الأمن.
وفى السياق ذاته أوضح “ أكرام بدر الدين” أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن تمرير مشروع قرار وقف بناء المستوطنات، يرجع لعدم استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو، وهذا يعد جانبا إيجابيا للتمهيد بضرورة أخذ إجراءات قانونية ضد إسرائيل، مؤكدا أن الرئيس اوباما اتخذ فرصة أخيرة لوضع قرارات متعلقة بالشرق الأوسط قبل رحيله، وتولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مهامه الرئاسية.

التعليقات متوقفه