الأمطار والمبيدات الفاسدة تقضي علي 60% من محصول القمح 

838

700 جنيه للإردب سعر غير عادل للفلاح.. وتكلفة الفدان 10 آلاف جنيه

13 ألف جنيه ايجار الفدان..والسعر العادل ألف جنيه للإردب

81 ألف إردب إنتاجية الفدان ..و200 جنيه يومية العامل

تعرض محصول القمح هذا العام لعدة ضربات متتالية أثرت علي جودة وحجم الإنتاج، فقد أدي استخدام المزارعين لمبيدات مغشوشة بعد زراعته مباشرة إلي حرق مساحات كبيرة منه في 9 محافظات، كما اجتاحت الأمطار الجارفة الشهر الماضي ما تبقي من المحصول.. هذه الضربات الموجعة التي تلقاها المزارع بمفرده لم تسانده الدولة ولم تدعمه في خسائره المتكررة وكانت الضربة القاصمة تحديد وزارة التموين سعر إردب القمح لهذا العام بسعرـ 700 جنيه مما أثار غضب المزارعين. 

.أعد الملف: ألفت مدكور ..شارك فيه من الجيزة مجدي عباس عواجة- الإسكندرية أحمد سلامة وخميس صبري- من الشرقية محمد يعقوب- ومن القليوبية رشا عبد اللاه – ومن أسيوط عبد الراضي موسي 

الإسكندرية: المزارعون غاضبون  

أعرب العديد من مزارعى القمح فى قرى  العامرية غرب الإسكندرية عن غضبهم بسبب تحديد وزارة التموين سعر توريد  إردب القمح بـــ 700جنيه، معتبرين هذا السعر لا يغطى تكفلة الإنتاج.

وقال جمال كامل مزارع فى إحدى قرى النهضة ، إن السعر الذى حددته الدولة غير مرض على الإطلاق، مشيرا إلى أن فدان القمح يتكلف ما يقرب من 10 آلاف جنيه للفدان الواحد من مبيدات وأسمدة وتقاوى ثم حصاد وحرث، معتبرا هذا السعر غير منصف للفلاح.

وأضاف أن هناك مشاكل عديدة جعلت بعض المزارعين يمتنعون عن زراعة القمح هذا الموسم منها السعر الذى تحدده الحكومة مقارنة بالأسعار العالمية التي تستورد بها الحكومة. لافتا إلي أن غش المبيدات الحشرية أدي الي انتشار حشيشة الزمير “السابوس” و تزاحم القمح في الحصول علي الماء والعناصر الغذائية وأدت لانخفاض إنتاجية محصول القمح.

وأضاف مهندس مصطفى المحمدى، من العامرية، أن عدداً كبيراً من مزارعي القمح  قد اشتروا مبيداً لمكافحة الحشائش الضارة، ومنها حشيشة الزمير، من الجمعيات والإدارات الزراعية الحكومية قضي علي محصول القمح واضعف الإنتاج وسبب خسائر كبيرة للمزارعين.

وألقت المهندسة عطيات عبد الحميد”أخصائية القمح فى مركز العامرية التابع لوزارة الزراعة بالمسئولية في خسائر القمح علي الفلاح قائلة: إن الفلاح دائما لا يتبع تعليمات الإرشاد الزراعي مع العلم أنه يشتري من خارج الجمعية تقاوي زراعية ومبيدات وكيماوى مجهول المصدر أو فاسد من خلال سوء التخزين تكون غير صالحة من خلال سوء التخزين مما يؤدي إلى موت القمح أو يؤثر على الإنتاج وبالتالي لم تحقق الربح المطلوب.

وأضافت أن وزاره الزراعة تتوفر فيها كل الأصناف من تقاوي وكيماوى ومبيدات حشرية بأسعار أرخص من الأماكن الأخرى، وتابعت أن هناك مثالا ناجحا فى مركز سخي لإنتاج الحبوب والتقاوي الموجودة في محافظة كفر الشيخ ينتج أصنافا كثيرة منها مثل 93و94و95و98 وفي مركز بحوث جيزه الذي يقع في محافظة الجيزة ومركز بحوث الجميز كل مركز منها يختلف فيها الأصناف عن بعضها من حيث لون التقاوي يكون لونه أسود مما ينتج منه دقيق أسمر أو نسبة التبن تكون عالية، فعلى سبيل المثال الجميزة تتميز بأن حبتها تكون أكبر من الحبوب الأخرى مما يؤدي إلى إنتاج نسبة استخلاص أكبر من الحبوب الأخري بمعني أن نسبة الدقيق تصل إلى 71% وهذا ما يميزها عن الحبوب الأخري التي تصل إلى نسبة 60% من نسبة الاستخلاص.

الشرقية: ضعف خصوبة التربة

سبب تسعير القمح وربطه بـــ 700 جنيه للإردب أزمة بين مزارعيه بمحافظة الشرقية، حيث تعرض الفلاحون لخسائر كبيرة بعد تأثره بموجة الطقس السيئ التي ضربت البلاد خلال الشهر الماضي وما صاحبها من أمطار.

يقول سعيد متولى، زراعة القمح تضعف خصوبة التربة بخلاف البرسيم الذى يغزى الأرض بالعقد البكتيرية التى تزيد من خصوبة الأرض والقمح محصول غير مربح.

واستكمل سلامة كمال، نشترى التقاوى للفدان 1200 جنيه بالإضافة إلى خمسة شكاير كيماوى بـــ 2000 بخلاف أجور عمال الحصاد وماكينة درس وفرك السنابل أيضا 1500 جنيه للفدان وإيجار 7000 جنيه يغطي السعر الذي حددته الحكومة هذه التكلفة، مشيرا إلى رداءة التقاوى الموجودة بالسوق والجمعيات الزراعية التى غالبا ما تظهر أمراض صدأ بالقمح والتفحم، وهى أمراض تسببها البذور، كما أن الأدوية والمبيدات الخاصة بقتل الحشائش أصبحت مغشوشة، ولم يعد لها التأثير القوى أو الطبيعى  فى قتل الحشائش مما يضعف من انتاجية الفدان.

وأكد حمادة الدسوقى، مزارع، قائلا محصول القمح لا يستفيد منه إلا ملاك الأرض لأن ثمن إيجار الفدان يقسم ظهر المزارع ،لافتا إلي أن كل منطقة لها سعر خاص بها منتقدا السابقين  مؤكدا أن الإيجار فى بعض الأماكن قد يصل إلى8000 جنيه.

ويتفق معه المهندس الزراعى أحمد عبد الرازق، ويضيف الأمطار قضت على أكثر من ٦٥٪ من محصول القمح لهذا العام حيث كان توقيت المطر فى وقت حرج  وقت تكوين السنابل مما اثر علي كمية المحصول.

القليوبية: ارتفاع تكاليف

يتزامن موسم زراعة القمح هذا العام مع موجة الطقس السيئ التي اجتاحت البلاد، مما أثر علي المحصول القومي الإستراتيجي الذي ينتظره الفلاح كل عام أملا في تحقيق مكاسب  لسد احتياجات أسرته، كما أن ارتفاع تكاليف الزراعة أضرت بالمزارعين ضررا بالغا، وبات ارتفاع تسعير إردب القمح من قبل الحكومة حلم يراود الكثير من المزارعين لتعويض خسائرهم الفادحة لكن تحديد السعر خذل الجميع في ظل الارتفاع الجنوني لتكاليف الزراعة وارتفاع إيجار فدان الأرض بالقليوبية الي 13000 جنيه.

يقول عرفات محمد، مزارع، ارتفاع تكاليف الزراعة الذي  شهدته السنوات الأخيرة أصاب الزراعة والفلاح في مقتل ولم نجن من تلك المهنة الشاقة سوي العناء والخسائر المادية الفادحة، وكانت الكارثة الكبري هذا العام موجة السيول والطقس السيئ التي ضربت البلاد حيث تسببت في تلف وركود المحصول في الأرض مشيرا إلي أن  إيجار الفدان وصل الي 13000 .

وطالب هادي عيد موسي بالعادة تسعير إردب القمح مرة اخري ووضع سعر عادل 1000 جنيه علي الأقل حتي نتمكن من سداد تكاليف الزراعة وإيجار الأرض.

ويشير  أحمد طه أحد المزارعين أن تكاليف الزراعة تضاعفت مؤخرا بشكل جنوني حيث وصل إيجار فدان الأرض إلى13000 جنيه وتكلفنا دورة الري الواحدة حوالي 120 جنيها بعد ارتفاع البنزين ، بالإضافة الي ارتفاع أسعار البذور والتقاوي والأسمدة، حيث يصل سعر شيكارة السماد بالجمعية الزراعية الي 175 جنيها، ولكننا نضطر إلي شرائها بالسعر الحر بواقع 250 جنيها لعدم امتلاكنا حيازة  زراعية، في الوقت نفسه ارتفعت  أجرة العمالة الي 100 جنيه لعامل اليومية ، وبحسبة بسيطة تتعدي تكلفة زراعة الفدان مبلغ 5000 جنيه وتسعيرة الحكومة لإردب القمح بواقع 700 جنيه ظالمة ولا تتناسب مع  التكلفة الإنتاجية للفدان، فهل تنصفنا الحكومة وتعوضنا هذه الخسائر الفادحة حتي لانعزف عن زراعة القمح بعد ذلك.

وأوضح أحمد إمام  من المتوقع أن تنخفض إنتاجية فدان القمح هذا العام الي النصف بسبب السيول وموجة الطقس السيئ فإنتاجية الفدان مفترض أن تتراوح بين 18 و 20 إردبا ولكن بعد ركود القمح متوقع أن تنخفض الي النصف.

من جهة أخري، أكد المهندس حسن زايد وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية أن الوزارة تولي اهتماما كبيرا بزراعة القمح بإعتباره محصولا قوميا استيراتيجيا، وقال إن نسبة المساحة المزروعة بالقمح هذا العام بلغت 51635 فدانا، وتزداد المساحة سنويا لإنعدام المشاكل التسويقية وارتفاع تسعيرة الحكومة التي وصلت العام الماضي الي 685 للإردبا ، ويتراوح سعر كيلو التبن بين 4 و 5 جنيهات ، وأوضح زايد أن انتاجية فدان القمح تتراوح بين 18 و 20 إردبا للفدان بينما تتراوح تكلفة زراعة الفدان الي 4 و 5 آلاف جنيه .

وأكد وكيل وزارة الزراعة أنه تم تشكيل لجنة بعد موجة الطقس السيئ والسيول التي اجتاحت البلاد مؤخرا من قبل معهد البحوث الحقلية بوزارة الزراعة ومعهد أمراض الزراعة ورئيس الحملة القومية للقمح وإدارة الإرشاد الزراعي بالمديرية، وتم المرور علي القمح لإكتشاف أي إصابات وتقديم العلاج الفوري لأي إصابة موجودة، وتم حصر المساحة التي تأثرت بالظروف المناخية السيئة والتي تراوحت بين 10 إلى 15 بالمائة من إجمالي المساحة المزروعة، وقال إن هذه النسبة بسيطة ولاتؤثر علي إنتاجية محصول القمح هذا العام، مؤكدا أن المزارعين الذين اتبعوا طرق التسطير والتسطيب الحديثة في زراعة القمح لم تتأثر زراعتهم علي الإطلاق عكس الطرق التقليدية التي تأثرت بالسيول.

وأكد «زايد» أن شركات المبيدات قامت بصرف التعويضات للمزارعين الذين استخدموا بعض المغذيات منذ فترة ، حيث تم صرف مبلغ 5000 جنيه لعدد 76 مزارعا بنطاق المحافظة، وأوضح أن المبيدات لم تؤثر نهائيا علي محصول القمح وإنما أخرت نموه فقط لمدة 10 أيام.

وعن تسعيرة الحكومة هذا العام بواقع 700 جنيه لإردب القمح ، قال إن المديرية لم تتلق أي تعليمات بشأن تسعيرة هذا العام وإذا تم بالفعل تحديد السعر بواقع 700 جنيه للإردب، مؤكدا أن هذه التسعيرة مربحة وتتناسب مع التكلفة الإنتاجية لزراعة القمح.

أسيوط: تلف آلاف الأفدنة بأسيوط

تعرضت مصر والمحافظات لموجة من الأمطار والرياح أثرت بالسلب على محصول القمح وأدت لانخفاض أسعاره بمحافظة أسيوط.

ويقول أحمد الغطريفى مزارع ،عضو نقابة الفلاحين إن تسعير سعر طن القمح ٧٠٠جنيه من قبل الدولة هو سعر غير مجز للفلاح بعض تعرض للامطار والرياح أدى إلى تلف الاف الأفدنة بأسيوط، وأشار إلي أن كمية الأسمدة الذى يتم استلامها من الجمعيات غير كافية والفلاح يشترى أسمدة من السوق السوداء بسعر٣٠٠جنيه لشكاره ٥٠ كيلو غير سعر السولار والعمالة وهذا السعر٧٠٠ جنيه غير مجز للفلاح.

ويطالب سيد حسين المفروض هيئة البحوث الزراعية بعمل تحليل للأرض والتربة لمعرفة الكمية المناسبة للفدان من الأسمدة بعد تعرض المحصول للتلف بسبب المبيدات الحارقة التي استخدمت في بداية زراعة  المحصول وتسببت في حرق مساحات واسعة من القمح وأيضا عمل تحليل لجميع المبيدات قبل تسليمه للفلاح لافتا الي ان تسعير الحكومة للإردب ٧٠٠جنيه هو سعر غير مجز للفلاح ولا يوازي مصروفات الأسمدة والرى والمبيدات والآلات والأيدي العاملة حيث وصلت يومية العامل ٢٠٠جنيه فى اليوم.

 

التعليقات متوقفه