ماذا بعد إعلان وزارة الصحة تطبيق العزل المنزلى؟

586

قبل أيام ظهرت بعض المنشوارت على مواقع التواصل الاجتماعي التي تؤكد ان بعض المصابين بفيروس كورونا كوفيد 19 بعد اجراء التحاليل لهم والتأكد من ايجابيتها واصابتهم بالفيروس وابلاغ المستشفي لهم، يتواجدون أمام المستشفيات ومنها حميات أمبابة، ولا يسمح لهم بالدخول لعدم وجود أماكن كافية وأسرة، وبعدها بيوم واحد خرج المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة د. خالد مجاهد ليؤكد أن الوزارة لم تتخذ بعد اجراءات العزل المنزلي للمصابين، وأنها لا تزال تنقل جميع المصابين بالكورونا الى مستشفيات العزل والأماكن التي خصصتها كنزل الشباب وبعض الفنادق والمدن الجامعية بالمحافظات، وأكدت وقتها بعض المصادر أن الوزارة بالفعل منذ ايام تناقش فكرة تطبيق العزل المنزلي بالمنازل فى حالة الاصابة ولكن هناك خلافات وتخوفات من سلوكيات بعض المواطنين وان العزل قد يؤدى الى اصابات جديدة.
ومنذ أيام أعلنت وزارة الصحة المصرية على لسان الوزيرة د. هالة زايد تطبيق العزل المنزلي بالفعل فى حالة التأكد من الاصابة بالكورونا، ووضعت بروتوكول العزل القائم على نقاط أوضحتها فى بيان وهي عدد من النصائح والارشادات للمخالطين المباشرين وغير المباشرين للحالات التي تثبت ايجابيتها لفيروس كورونا المستجد ” كوفيد19″ أثناء العزل المنزلي ، و جاءت وفقا لارشادات وزارة الصحة العالمية وهو ما يعني أن العزل فى المستشفى غير وارد الا فى الحالات المتأخرة.
الكموندات والبيوت الفقيرة:
يقول د. علاء عوض أستاذ الكبد بمعهد تيودرس بلهارس فى تصريحات لـ ” الأهالى” أن اشتراطات العزل المنزلي التي تم الاعلان عنها انقسمت الى عزل أمثل وعزل مقبول، والعزل الأمثل يحتمل أسر من طبقات عليا أو سكان “الكمبوند”، أما العزل المقبول فيحتاج الى غرفة مستقلة وحمام مشترك على ان تكون الغرفة قريبة من الحمام واستخدام الماسكات ولكن ذلك كما رأي د. علاء يمثل مشكلة لأغلب الأسر المصرية، لأن وضع المنازل متعارف عليه ويحتمل ضيق المكان وعدم وجود خصوصية بالشكل الكاف وأحيانا يتواجد خمسة أفراد بغرفة واحدة وبالتالي فالاشتراطات المعلنة لن تكون متوفرة وهي اشتراطات تناسب الأحياء الراقية والشرائح العليا، لأن النسق المعماري للبيوت المصرية فى عمومه لا يحمل تلك التفاصيل، وأضاف ” عوض” أنه لا بديل بايجاد أماكن عزل خارج المستشفيات فى بيوت الشباب والمدن الجامعية والفنادق كما قال ان العزل لابد له من آلية تسمح بمتابعة الحالات طبيا، والعزل المنزلي يفتقد تلك الجزئية وهى تجربة اعتمدت عليها ايطاليا فى مراحل الفيروس التي مرت بها.
وقال د. محمد نصر الأستاذ بمعهد القلب ونقيب أطباء الجيزة سابقا أن العزل المنزلي حل جيد ولكن لدينا المواطنين غير منضبطين فى التطبيق، وقد يكون هناك احتمالات بالفعل لاصابات أخري نتيجة العزل، واقترح أن يتم الاستعانة بالمدن الجديدة التي بها عمارات او مبان خالية كأماكن لعزل المرضى، وعلى المريض ان يرتدي ” غويشة” تميزه لعدم التنقل من مكان لاخر وقت الاصابة، وقال ” نصر” عدد الاصابات لدينا فى مصر حتي الآن لم يصل للألف وقليل نسبيا وهو أمر يجعل من الممكن السيطرة على الموقف ولكن العزل فى المنزل وفقا لطبيعة البيوت المصرية قد يكون أمرا صعبا واللجوء اليه فى حالة زيادة أعداد المصابين .
وتقول دعاء طه الصيدلانية أن بروتوكول العزل المعلن عنه من قبل وزارة الصحة أمرا بالغ الصعوبة فى ظل طبيعة الأسر المصرية والوعي والمنازل المتكدسة وهو اجراء تم اتخاذه بالفعل فى السويد ولكن لأن المصابين الذين احتاجوا الى الذهاب الى المستشفيات لم يكونوا عددا كبيرا، كما ان طبيعة المنازل فى السويد مختلفة وحجم السكن ايضا وبالتالي قد لا يناسب مصر، كما ان الفرق الطبية المفترض لها أن تتابع الحالات المعزولة فى المنزل غير متوفرة فى ظل عدد الاصابات المعلن عنها من الكادر الطبي، والتواجد فى مستشفيات العزل وهناك اقتراح وهو تقليد اسبانيا فى جعل المستشفيات حتي الخاص منها مستشفيات عزل بشكل مؤقت مع أخذ احتياطات جديدة لمنع زيادة المصابين .
وأردف د. عادل فلسطين استاذ الأمراض الصدرية أن البرتوكول المعلن عنه لن يتم تطبيقه الا فى المناطق الخاصة بالشرائح العليا لأن مواصفاته تناسبها بشكل أكبر من الأسر المتوسطة والفقيرة التي قد تسكن فوق الأسطح أو فى غرف ضيقة ومنازل بسيطة، وهو أمر لابد أن تنتبه له الدولة، وطالب بأن تتحول كل المستشفيات الى مستشفيات عزل، او أن تتكفل الدولة بحجرات فى الفنادق التابعة للدولة او الخاصة بنفقات خاصة للمرضي.

التعليقات متوقفه