الشاعر اليمني أحمد السلامي:الشعر العربي يجدد نفسه عبر مدارسه المختلفة..والمغامرة والتجريب رهان الشعراء الجدد

523

أحمد السلامي أحد الأصوات الشعرية المهمة من جيل التسعينيات في الحركة الأدبية اليمنية ؛خاصة في قصيدة النثر؛ وقد أصدر السلامي عدة مجموعات شعرية خلال السنوات الماضية منها “ارتباك الغريب” و”حياة بلا باب” و”دون أن ينتبه أحد”.
السلامي يري أن النص الشعري الجديد يمتلك الكثير من مقومات الحرية والانطلاق والتمرد.هنا حوار معه حول تجربته في الكتابة .
*كيف تري مستقبل الكتابة الجديدة؟
**أعتقد أن الكتابة الجديدة لم تصل بعد إلي مفاتيحها النهائية التي امتلكتها الأشكال الشعرية الأخرى كي تكون مرجعا للتنظير. وأعتقد أن المغامرة والتجريب هما رهان الشعراء الجدد.
ولعل سبب اهتمامي بالكتابة عن النصوص الجديدة في الحركة الأدبية اليمنية من خلال بعض القراءات التي نكتبها أنا وبعض أبناء جيلي؛ يعود ذلك الي أننا لم نجد الناقد الذي يتلقف النص الجديد؛ إضافة إلي ذلك فان المشهد الشعري في اليمن لم يفرز آباء لنا؛ فوجدنا أنفسنا مطالبين بالدورين في الآن ذاته.:مراكمة البدايات نصيا؛وبتقديم بعضنا البعض من خلال النقد الصحفي وما بين سطوره الجداول المتعددة للنص الجديد.
لأننا نخشى التشابه؛لأنه ليس لنا مرجعية محلية للنص الجديد نعود إليها.
أقصد قصيدة النثر تحديدا .
وحتي لا يختلط الأمر فإن قصيدة التفعيلة والعمود الشعري؛ بوجود قامة كبيرة كالبردوني الذي وظف الحداثة داخل العمود؛مما جعله يشبه الجدار الذي يزين النص الكلاسيكي؛ في عيون أبناء جيلي من الشعراء.
لذلك فآباؤنا من خارج الحدود.
*من أهم هؤلاء الآباء؟
**ثمة إجماع علي محورية تجربة شعرية مثل وديع سعادة؛وأظنه من الأسماء الممثلة عربيا؛هناك أيضا عباس بيضون في تعامله مع التحليل الشعري؛ وشاعريته التي تتسلل كأفعى داخل النص الشعري.
بالإضافة الي أسماء مثل محمد صالح وما كان يصلنا من مطبوعات مثل الجراد والكتابة الأخرى وغيرها من مصر.
أما علي المستوي الشخصي فقد أحببت نصوص الشاعر العراقي”عبد
الزهرة زكي”؛ بالإضافة إلي تجربة أمجد ناصر ونوري الجراح
*في ديوانك “حياة بلا باب” و”دون أن ينتبه أحد” نجد شعرية التفاصيل؛ لكنها تفاصيل قائمة علي فعل درامي؛هل تري أن الحكاية قد تبدو وسيلة ناجعة_أحيانا_ للنص الشعري الجديد؟
**ثمة أحاديث متصلة حتى داخل الحقل الأكاديمي حول “محورية السرد في قصيدة النثر” وبأن السرد أحد الجسور التي تمر عبرها شعرية النثر.لكنني أتخوف أن نتجاهل الحدود بين الأجناس؛ وأن نخلط بين القصة القصيرة والنص بموضوعاته الشعرية التي يجب ألا ننساها
نحن في اليمن مازلنا في حاجة الي هذا الجسر كي نعبر منه؛ لأن تاريخ الشعر في اليمن ظل لفترات طويلة نضاليا ، أكثر منه تاريخا جماليا.
حتي ما قبل السبعينيات والمد القومي واليساري ؛ كان الشعر في الأربعينيات ممثلا في”الزبيري” و”ابراهيم الحضراني”ثوريا.
فضاء مختلف
*اليمن فضاء تراثي والقصيدة الجديدة فضاء مركب ومتسع _كيف تري المكان كوعاء للنص الشعري؟
**التجربة الشعرية في اليمن اشتغلت علي القناع والرمز وزاوجت بين الشخصيات التاريخية والمكان في حضوره الراهن.
وأري أن استضافة قصيدة النثر لهذا الجانب كان سيجعل منها من الناحية المضمونية امتدادا لتجارب سابقة وان اختلف الشكل.
تجربة مثل تجربة المقالح حفرت عميقا في المكان؛ و”البردوني” كذلك حتي الآن بعض الأعمال مهمة إحصائية للتاريخ وللمكان.
*وماذا عن الفضاء الالكتروني في خدمة النص الجديد؛ خاصة ما قمت به من خلال موقع “عناوين ثقافية”؟
**قد اكون فكرت في استثمار هذه الظاهرة الالكترونية لإنتاج منتج جديد محلي محاصر من الداخل بسبب عجز المؤسسات الرسمية؛لكنني مع الوقت أدركت أن النت ذو طبيعة كونية عولمية ترفض المحلية علي مستوي التلقي
بدأت مهجوسا بإيصال الصوت اليمني المحاصر من الداخل وفي منتصف الطريق انفتحت العناوين علي أفق عربي فرض نفسه..
.*ولكن الكتابة الالكترونية وان اتخذت آفاقا أكثر رحابة إلا أن القراءة الورقية مازال حضورها قويا؛خاصة مع الأعمال الأدبية، ألست معي في هذا التصور؟
**معك حق فالكتابة الورقية ستظل هي محور الكتابة الأدبية فأنت أمام الورق تكون في حالة من التهيؤ لانجاز نصوص بها قدر كبير من التخيل؛ أما الكتابة علي شبكة الانترنت فتعطيك مساحة من التواصل مع القراء من مختلف الأجناس.
وفي ظل التطور التقني أصبح هناك ضرورة للبحث عن صيغة للتكامل بين الاثنين.
ومما لاشك فان الانترنت من الممكن أن يشارك في تطوير الشكل الأدبي
،وقد رأينا مؤخرا بعض الدواوين الشعرية والروايات تستخدم تقنيات الكترونية حديثة،وهي ظاهرة فريدة.
*ما رأيك في مؤتمرات الشعر التي تقام الآن بما يشكل ظاهرة جديدة؟
**بالفعل مايحدث يدعو للتفاؤل خاصة في ظل التواصل بين أبناء الجيل الجديد من الشعراء العرب.
والملحوظة المهمة أن هذه المؤتمرات في الغالب الأعم تكون بجهد ذاتي،
والجميل كذلك أنها تؤكد علي دور المجتمع المدني بالتعاون مع الأدباء والمثقفين في صنع ثقافة بديلة، تساعد في صنع مجتمع يقوم علي المشاركة وهي غاية نسعى إليها جميعا.
*كيف تري مستقبل الشعر في ظل الحراك الحادث في الواقع في الحياة الثقافية؟
**أري أن مستقبل الشعر في ظل هذا الحراك يدعو للتفاؤل خاصة مع وجود تيارات شعرية مختلفة من القصيدة العمودية إلي التفعيلية الي قصيدة النثر.
وان كنت أري أن هذا الحراك يبدو ظاهريا وشكليا في بعض جوانبه؛ونحن بحاجة إلي نقاد حقيقيين لتقييم التجارب المختلفة؛ لأننا بصدق بحاجة الي حركة نقدية موازية.

التعليقات متوقفه