رغيف العيش نواية تسند الزير..والدعم يمثل 2% فقط من الإنفاق العام

250

فى الوقت التى تصرخ فيه الحكومة من ارتفاع فاتورة دعم الخبز، وتتهم الفقراء بأنهم السبب وراء إهدار هذه المليارات لاستخدام الخبز المدعم كعلف رخيص للحيوانات والطيور المنزلية، وتتخذ العديد من المبررات كذريعة لرفع أسعار رغيف العيش نجدها تتناسى أن إهدار أموال الدعم والاستيلاء عليها دون وجه حق يتم نتيجة لفساد المنظومة وضعف الرقابة على أصحاب المخابز المنوط بهم إنتاج رغيف الخبز المدعم..
كشفت القضايا التي تمكنت الأجهزة الرقابية من ضبطها والخاصة بالاستيلاء على أموال الدعم من قبل أصحاب المخابز والتي اتخذت أشكالا مختلفة للاستيلاء على أموال الدعم (أنقاص الوزن- وصرف بدون بون – تجميع بطاقات تموينية – تصرف في الدقيق – توقف المخبز في مواعيد العمل- بيع الدقيق في السوق السوداء)..كشفت هذه القضايا عن تربّح بعض أصحاب مخابز من خلال عمليات صرف وهمية للخبز المدعم؛ من أجل التربح من أموال الدعم على حساب مستحقيه، ما يتسبب في إهدار المال العام.
.
وقال د”نادر نورالدين الأستاذ بكلية الزراعة ومستشار وزراة التموين الأسبق- إن حديث الحكومة عن إهدار الدعم واستخدام المواطنين للخبز المدعم كعلف للماشية والطيور هى حجة قديمة, لم يعد لها أساس من الصحة خاصة بعد تحديد نصيب الفرد ب5 أرغفة يوميا, فليس من الطبيعى ان يترك المواطن العيش المدعم للمواشى ويشترى رغيفا بديلا سعره 50 قرشا أو جنيها ليأكله, والناس الفقراء يعتمدون على الخبز بشكل اساسى فى واجباتهم اليومية, فهذه الحجة باطلة تماما, ولا يوجد فائض من الخبز فى أى أسرة, والأسر التى تستبدل الخبز بسلع تموينية أغلب هذه الأسر فقيرة وتحاول توفير أنواع متنوعة من الطعام لأبنائها كالأرز والمكرونة.
واشار الى أن المواطن الفقير ليس مسئولا عن إهدار الدعم, موضحا ان مشكلة تجميع البطاقات وبيع حصص الخبز المدعم لاصحاب المخابز يؤكد أن المواطن الفقير يحاول التحايل من أجل العيش الكريم, ويعيب د”نادر نورالدين على غياب الرقابة على المخابز, لأن بعض أصحاب المخابز يقومون بالاحتفاظ ببطاقات المواطنين ويسحبون منها حصصهم من الخبز, ويعطون المواطن مقابل مادى بسيط ويستفيد هو بسعر تكلفة الرغيف دون انتاجه, أيضا بيع الرغيف بالسعر الحر رغم انه يتم إنتاجه من الدقيق المدعم, ويقوم بعض أصحاب المخابز ببيع حصة من الدقيق على انها رغيف حر ب 50 قرشا ..كل هذه التجاوزات تساهم فى اهدار مليارات الدعم والمسئول عنها ضعف الرقابة, ولا يجوز تحميلها على المواطن الفقير ونقوم برفع سعر الخبز ويصبح هو الضحية, بينما سيظل الفساد والتجاوزات مادام هناك تقصير فى الرقابة.
وأوضح د”نادر نور الدين” أن وزارة التموين أعلنت العام الماضى انه تم تنقية البطاقات التموينية وأصبح الآن الفقراء فقط هم المستقيدون من دعم الخبز, وتم حذف نحو 20 مليون مواطن, وهؤلاء الذين تم استبعادهم من المنظومة يكفى لتوفير مبلغ ال 8 مليارات الذى تريد الحكومة توفيره من دعم الخبز لتغذية اطفال المدارس, كما أن أى زيادة في سعر الخبز سيتم تحميله للفقراء, وسيصبح الفقراء مستهدفين لافتا الى انه عندما تم زيادة سعر رغيف الخبز من قرشين الى 5 قروش عام 1984 كان الخبز المدعم يباع لعامة الشعب بأكمله دون تحديد لاى حصص او عدد محدد من الارغفة لكل مواطن ,اما الآن فالخبز المدعم يباع للفقراء فحسب .
وتابع: نسبة الفقر فى مصر تصل الى 30%, وفى الصعيد ترتفع لتصل الى 65% وللأسف ما يحصل عليه المواطن الفقير هو دعم وهمى حيث ان قيمة دعم الخبز الذى يحصل عليه الفقراء 2,5 جنيه فى اليوم وهو فرق دعم الخمس أرغفة.
وأكد أن قيمة ما يحصل عليه المواطن من دعم للخبز تقلص تدريجيا فرغم أن سعر الرغيف 5 قروش لكن وزنه تناقص عدة مرات وهذا بمثابة رفع لسعره, فالوزن كان 160 جراما فى عام 2005, انخفض الى 140 جراما عام 2010, ثم انخفض الى 120 جراما فى 2015, وفى عام 2020 وصل الى 90 جراما,اذن الدعم انخفض تدريجيا وزاد سعر الرغيف عدة مرات.
وأشار الى أن الدعم الذى يشغل الحكومة فهو لا يمثل سوى 2% من الانفاق لعام وهذه نسبة ضئيلة للغاية, ولم يكن من الفطنة أن يضن حكامنا على الناس بـ”نوايا تسند الزير” خاصة فى ظل الارتفاعات المتواصلة فى الاسعار التى أوقعت الكثير منهم فى براثن الفقر, فلا ينبغى تحميل الفقراء مزيدا من الأعباء فى هذه المرحلة.
وناشد الحكومة قائلا: من فضلكم اتركوا دعم الغذاء؟ مؤكدا أن الوقت الحالى ليس هو الوقت المناسب لرفع سعر الخبز, فلابد من تأجيل هذه الخطوة حتى تتحسن دخول المواطنين.

التعليقات متوقفه