على ضفاف النيل..المصريون يحتفلون برأس السنة القبطية 1738
احتفل الأقباط الاسبوع الجاري بعيد النيروز أو “عيد الشهداء”، وهو بداية العام القبطي الجديد لـ1738 طبقًا لتقويم شهداء، وهو التقويم الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذي بدأ منذ عام 284 ميلادية، وتصلي الكنيسة خلال احتفالات النيروز بالطقس الفرايحي، وأقيمت صلوات القداسات وسط الالتزام بالإجراءات الاحترازية المشددة، حيث ألزمت الكنائس الحضور بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
وجاء شهر توت، والذي يعد رأس السنة المصرية القديمة (6263) والسنة القبطية (1738) الجديدة، واحتفظ الأقباط بالنظام المصري القديم للتقويم، ويبدأ التقويم القبطي ﺑﺸﻬﺮ( ﺗﻮﺕ)، ﻭالذي يقابله مصرى قديم (ﺗﺤﻮﺕ) ﻭﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ 11 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﺇﻟﻰ 10 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ، يليه شهر (ﺑﺎﺑﺔ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﺣﺎبي) ﻣﻦ 11 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﺇﻟﻰ 10 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ، ثم (ﻫﺎﺗﻮﺭ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﺣﺘﺤﻮﺭ) ﻣﻦ 11 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﺇﻟﻰ 9 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ، و(ﻛﻴﻬﻚ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﻛﺎ– ﻫﺎ– ﻛﺎ) ﻣﻦ 10 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﺇﻟﻰ 8 ﻳﻨﺎﻳﺮ، و(ﻃﻮﺑﺔ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﺃﻣﺴﻮ– ﺧﻴﻢ) ﻣﻦ 9 ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺇﻟﻰ 7 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ، و(ﺃﻣﺸﻴﺮ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﻣﻴﺠﻴﺮ) ﻣﻦ 8 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﺇﻟﻰ 9 ﻣﺎﺭﺱ، ثم شهر (ﺑﺮﻣﻬﺎﺕ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﻣﻮﻧﺖ) ﻣﻦ 10 ﻣﺎﺭﺱ ﺇﻟﻰ 8 ﺃﺑﺮﻳﻞ، ثم (ﺑﺮﻣﻮﺩﺓ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﺭﻧّﻮ) ﻣﻦ 9 ﺃﺑﺮﻳﻞ ﺇﻟﻰ 8 ﻣﺎﻳﻮ، و(ﺑﺸﻨﺲ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﺧﻨﺘﻰ) ﻣﻦ 9 ﻣﺎﻳﻮ ﺇﻟﻰ 7 ﻳﻮﻧﻴﻮ، و(ﺑﺆﻭﻧﺔ) ﻣﻦ 8 ﻳﻮﻧﻴﻮ ﺇﻟﻰ 7 ﻳﻮﻟﻴﻮ، و(ﺃﺑﻴﺐ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﺃﺑﻴﺪﻩ) ﻣﻦ 8 ﻳﻮﻟﻴﻮ ﺇﻟﻰ 6 ﺃﻏﺴﻄﺲ، و(ﻣﺴﺮﻯ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﻣﺲ– ﺃﻭ– ﺭي) ﻣﻦ 7 ﺃﻏﺴﻄﺲ ﺇﻟﻰ 5 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ، وأخيرا (ﻧﺴﺊ) ﻣﻦ 6 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﺇﻟﻰ 10 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ.
الفلاحون المصريون منذ القدم كانوا يحتفلون ببداية السنة المصرية على ضفاف للنيل، ثم بعد دخول المسيحية مصر تأثرت المظاهر الاحتفالية المصرية القديمة بالملامح القبطية المسيحية وظل الاحتفال بالنيروز على ضفاف النيل حتى عصر الدولة الفاطمية، ويعمل الفلاحون بالتقويم القبطي (تقويم الشهداء) حتى يومنا هذا؛ فالفلاح يرتب مواعيد الري ومواعيد الزراعة طبقا للأشهر القبطية، وكذلك الكنيسة في ترتيب صلواتها، وكعادة المصريين منذ القدم ارتبطت الأعياد المصرية بأكلات وفواكه طبقًا للمواسم، ففى عيد النيروز يحرص المصريون على شراء البلح والجوافة، نظرًا للمعانى الروحية التى ترمز اليها الفاكهتان.
انتشرت الأمثلة الشعبية المرتبطة بالشهور المصرية القديمة والتي ارتبطت بالمحاصيل الزراعية، وتبدأ السنة القبطية بشهر “توت” ومنه جاء المثل الشعبى “توت ري ولا تفوت”، فيما ارتبط شهر “بابه” ببدء فصل الشتاء ومنها جاء المثل “بابه خش واقفل الدرابة” أي الطاقة “النافذة الضيقة في البيوت الريفية” اتقاء للبرد في هذا الشهر، وارتبط شهر “هاتور” بزراعة القمح ومنها أطلق المصريون المثل الشعبي “هاتور أبو الدهب منثور”، وإشارة لقصرّ النهار في شهر كيهك جاء مثل “كياك صباحك مساك، شيل يدك من غداك، وحطها في عشاك”، وفى طوبة “طوبة بيخلي العجوزة كركوبة”، وأمشـير عرف بـ”أمشير أبو الزعابير الكتير ياخد العجوزة ويطير”، وارتبط شهر برمهات بالحصاد وجاء مثل “برمهات روح الغيط وهات”، وبرمودة “برمودة دق العامودة” أي دق سنابل القمح بعد نضجها.
فيما ارتبط شهر بشنس بالمثل الشعبى “بشنس يكنس الغيط كنس”، وشهر بؤونة ارتبط بتخزين “المؤنة” فجاء مثل “بؤونه نقل وتخزين المونة”، وشهر أبيب بالمثل الشعبى “أبيب فيه العنب يطيب”، وارتبط شهر مسرى آخر الشهور القبطية بفيضان النيل فجاء مثل” مسرى تجرى فيه كل ترعة عسرة”.
التعليقات متوقفه