بعد الإعلان الرسمى عن توليد الكهرباء من سد النهضة..مصر ترد:  إمعاناً من الجانب الإثيوبي في خرق التزاماته.. وخبراء : خطوة لن تضر دولتى المصب ولن تنفع إثيوبيا مائيا أو كهربائيا وتزيد من التوتر

109

فى سيناريو يعتبره الخبراء تصعيدا جديدا داخل ملف سد النهضة الاثيوبى، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، الاحد الماضى، رسميًا ما قيل إنه إنتاج للكهرباء من السد المقام على النيل الأزرق، والذى يعتبر المصدر الرئيسي لمياه النيل الذي يمر عبر دولتى المصب ،وذلك تزامنا مع استمرار خلاف أديس أبابا مع مصر والسودان حول وجود اتفاق قانوني بشأن تشغيل السد، وقد أثارت هذه الخطوة جدلا واسعا ، حيث تعتبر خرقا واضحا لاعلان المبادىء الموقع بين البلدين في 2015.

من جانبها ، أكدت مصر ممثلة فى وزارة الخارجية، عبر بيان صحفي، أن هذه الخطوة تُعد إمعاناً من الجانب الإثيوبي في خرق التزاماته بمقتضى اتفاق إعلان المبادئ لسنة 2015، الموقع من قِبَل رئيس الوزراء الإثيوبي، وذلك تعقيباً على الإعلان الإثيوبي عن البدء بشكل أحادي في عملية تشغيل السد ، بعد سابق الشروع أحادياً في المرحلتين الأولى والثانية من الملء ، فيما ذكر وزير الخارجية ، سامح شكري، فى تصريح سابق ان مصر لا تضع شروطا مسبقة لاستئناف المفاوضات مع إثيوبيا حول أزمة السد، من التشديد على أن المفاوضات “لن تكون بلا نهاية”، الامر الذى يؤكد حرص القاهرة على التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل السد، وانها تسعى دائما لإظهار “حسن النية في التفاوض، وبناء الثقة”، بينما تواصل أديس ابابا تصرفاتها الاحادية ، ضاربة بكل المواثيق والاتفاقيات عرض الحائط.

وواصل الجانب الاثيوبى استفزازه ، بالرسالة التى وجهها ابى احمد ، لدولتى المصب، والتى اتهمهما فيها بالضغط غير الايجابى على بلاده ، والذى دفعهم الى ما اسماه بـ ” نجاح يشهده العالم”، مهددا بأن اثيوبيا تستطيع إنشاء الكثير من المشروعات المائية وتوليد المزيد من الكهرباء ، بتمويل كامل من الإثيوبيين، وهو ما وصفه، دكتور محمد نصر الدين علام ، وزير الموارد المائية والرى الاسبق، بـ الفشل الاثيوبى وبجاحة التصرف”، حيث اشار الى أن الاحتفال الاثيوبى بتوليد الكهربائى، جاء بسبب تشغيل توربينة واحدة من توربينتين يعملان فى منسوب منخفض، وتحت ظروف تشغيلية صعبة من محدودية التصرف المائى ومحدودية الضاغط المائى لتولد نحو ٥٠ ميجا أو حوالى ١٢٪ من قدرتها التصميمية وبما يكفى لانارة عدة منازل بسيطة فى عزبة صغيرة بالصعيد المصرى ، بينما يتحدثون هناك فى أثيوبيا عن امداد دول الجوار كينيا وغيرها بالكهرباء، ده غير الشعب الاثيوبي واحتياجاته الكهربية الضخمة كما يدعون فى جميع المحافل الدولية.

وأوضح انه تم تشغيل توربينة واحدة لانتاج هذه الكهرباء المحدودة للغاية وبعد مرور ٣ سنوات من قروض وشراء وتركيب ومحاولة تشغيل التوربينتين المنخفضتين وملء السد فى تصرفات منفردة، وأزمات مع مصر والسودان، وفقدان مليارات الامتار المكعبة من المياه فى فواقد البخر والتسرب من اجل هذه الكمية الهامشية من الكهرباء، مضيفا ” هل كل هذا الاحتفال الضخم، ليغطى على تفاقم الاوضاع الداخلية وفقدان عشرات الالوف من القتلى وانتشار المجاعات فى ضحايا الحرب الأهلية والبنيات الاساسية المدمرة فى العديد من ارجاء اثيوبيا؟” ، متوقعا اقتراب ساعات الحسم.

فيما أكد خبير المياه الدولى، دكتور ” عباس شراقى”، ان بوابة توربين سد النهضة التى اعلن انها مسئولة عن توليد كهرباء ” مقفولة”، يوم الاعلان الرسمى عن البدء فى التوليد، موضحا انه لا توجد اي مياه خارجة منها، وبالتالي ما هو دليل أن التوربينين شغالين، وبيولدوا كهربا ، خاصة فى ظل عدم وجود اى صورة تؤكد ان السد هيولد كهرباء”!.

وأضاف شراقى، أن بحيرة سد النهضة ليست ممتلئة بالكامل و توربينات السد لا تعمل لذلك من المستحيل ان يولد الكهرباء، وهذه رسالة يضحك بها اَبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا على شعبه، مشددا على إن توليد إثيوبيا للكهرباء في السد ،خطوة لن تضر مصر أو السودان، ولن تنفع إثيوبيا مائيا أو كهربائيا، لكنها تزيد من التوتر بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، نظرا لأنه تم دون اتفاق.

وأوضح أن هذه الخطوة لن تعود كذلك على إثيوبيا بالنفع، لأن قدرة كل توربين من التوربينين اللذين بدأت إثيوبيا في تشغيلهما لتوليد الكهرباء من سد النهضة 375 ميغاوات في حالة التشغيل الكامل بعمود مائي ارتفاعه 80 مترا من أعلى مستوى للبحيرة 640 مترا إلى أقل مستوى لتشغيل التوربينين 560 مترا فوق سطح البحر.

وقال إن المستوى حاليا للبحيرة حوالي 575 مترا بعمود مائي حوالي 15 مترا فقط؛ ما يجعل توليد الكهرباء في حدود 100 ميجاوات فقط، وهذه كمية ضئيلة للغاية، وسوف يقل العمود المائي تدريجيا إلى أن تتوقف التوربينات، ولهذا السبب سوف تعمل ربما عدة ساعات أسبوعيا، مشيرا إلى أن التشغيل سوف يحول المياه التي تمر من أعلى الممر الأوسط إلى أنفاق التوربينين، ما يجعله يجف خلال عدة أيام، بعدها من الممكن تعلية الممر الأوسط عدة أمتار لكي يحقق تخزينا ثالثا متواضعا، ولكن سوف تروج له الحكومة الإثيوبية أيضا باتمامه كما حدث في التخزين الثاني الذي لم يتعد الثلاثة مليارات متر مكعب، مؤكدا أنه في حالة التشغيل سوف تأتي للسودان ومصر خلال الشهور القليلة المقبلة، كل مياه التخزين الثاني الذي تم الموسم الماضي، على أن تعوضه إثيوبيا في الفترة من 1 – 20 يوليو المقبل للوصول بإجمالي التخزين إلى حوالي 10 مليارات متر مكعب.

التعليقات متوقفه