ردًا على جريمة تعرية النساء الفلسطينيات من جنود الاحتلال:«اتحاد النساء التقدمي» ينظم اعتصامًا تضامنيًّا مع المرأة الفلسطينية

سيد عبد العال: نضال المرأة الفلسطينية يجسد نضال الشعب الفلسطيني

6

حياة الشيمي: المرأة الفلسطينية لا يمكن قهرها فهي راسخة كالجبال

عاطف المغاوري، الشعب الفلسطيني يقدم نماذج نضالية كل يوم

أمال الأغا: هدف العدو الصهيوني هو كسر إرادة الشعب الفلسطيني

 

نظم اتحاد النساء التقدمي بحزب التجمع اعتصامًا رمزيًا تضامنيًّا مع المرأة الفلسطينية ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية التي حدثت في حق بعض النساء الفلسطينيات اللاتي تعرضن للتفتيش والتعرية على يد جنود الاحتلال إثر عملية أمنية للتفتيش عن شباب المقاومة الفلسطينية، وشارك في الاعتصام بمقر حزب التجمع بوسط القاهرة، السبت الماضي، عددًا من أعضاء الاتحاد وأعضاء الحزب واتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة ونواب برلمان وشخصيات عامة.

بدأ الاعتصام بالوقوف دقيقة حدادًا على أرواح شهداء المغرب وليبيا أثر الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها كلتا الدولتين، تلي ذلك كلمة افتتاحية لرئيس الحزب سيد عبد العال قائلًا: إن اتحاد النساء التقدمي نشأ أصلا منذ اللحظة الأولى متضامنًا مع القضية الفلسطينية وليس غريبًا أن يدعو الاتحاد إلى اعتصام رمزي تضامنًا مع المرأة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن نضال الشعب الفلسطيني يمكن رؤيته عبر نضال المرأة الفلسطينية التي تحمل مشاعر وطنية غريبة ومعقدة فهي التي تقدم أبناءها شهداء فداء الوطن بابتسامة كبيرة أمام الاحتلال ولا تبكي عليهم إلا وهي أمام نفسها حتى لا يراها أحد في لحظة ضعف.

وأضاف “عبد العال” أن مقر حزب التجمع شهد عشرات المؤتمرات ومئات الاجتماعات تضامنًا مع الشعب الفلسطيني وكان الحزب هو رأس الحربة الوطنية في رفض اتفاقية كامب ديفيد والتطبيع، مرورًا بدعم كافة نضالات الشعب الفلسطيني أو المصري والذي توجه الشعب المصري بنصر أكتوبر الذي ستحل بعد أيام ذكراه الخمسين وهو نصر لم يكن دفاعًا حق مصر في أرضها ولكنه كان ولا يزال في مواجهة العنصرية الإسرائيلية وحتى هذه اللحظة، وأن كل هزيمة معنوية يلقاها العدو الصهيوني هي موجهة بالأساس إلى راعيه الرسمي وهي الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن النضال الفلسطيني والمصري مستمر حتى تحقيق النصر.

ووجهت حياة الشيمي، ممثلة عن الجبهة الوطنية لنساء مصر، التحية لحزب التجمع واتحاد النساء التقدمي على بادرة التضامن مع المرأة الفلسطينية التي تتعرض لممارسات مهينة على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذا الموقف المشرف ليس بجديد على الاتحاد أو الحزب، وأضافت أن حزب التجمع منذ اتفاقية كامب ديفيد وهو يفتح أبوابه لمعارضة هذا الأمر، وشكل ما يسمى باللجنة القومية للدفاع عن الحقوق الفلسطينية والاستقلال المصري الوطني، وكانت هذه اللجنة جبهوية لكل المصريين.

وأضافت “الشيمي” أن المرأة الفلسطينية لا يمكن قهرها فهي راسخة كالجبال، وهي التي تعرضت للسجن والاعتقال واستشهاد أبنائها وزوجها ولكنها ظلت تضرب المثل في الكفاح ضد هذا الاحتلال البغيض، لذا فالنضال المصري مستمر تضامنًا مع نضال الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة ولا يمكن أن تكون القضية الفلسطينية إلا القضية المركزية الأولى للعرب لأنها قضية إنسانية عادلة وستستمر إلى أن تنتصر ويستقل كامل التراب الفلسطيني من النهر للبحر.

ومن جانبها، قالت أمال الأغا، رئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية فرع جمهورية مصر العربية، تقف اليوم المرأة الفلسطينية على أرض مصر لتعلن رفضها لاعتداءات قوات الكيان الصهيوني بحق خمس من الأخوات الفلسطينيات بمدينة الخليل أثناء مداهمة منزلهن للبحث عن شباب المقاومة، ونعتبر أن هذا التصرف المشين انتهاك وتعدٍ على حرمة البيوت الفلسطينية، هذا هو الاحتلال وهذه هي أفعاله بعد أن صادر الأرض والشجر وهدم البيوت والمنشآت والمساجد واعتقل الآلاف من النساء والرجال والأطفال وقتل آلاف من الشهداء وأطلق الآلاف من الصواريخ المحرمة دوليًا ودمر البنية التحتية ولم يكتف بذلك ولكنه استقوى بجنوده على نساء عزل ليكسر إرادتهن.

وأضافت “الأغا”: نعم هدف العدو الصهيوني هو كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإرغامه على ترك أرضه وقضيته والهجرة من فلسطين، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني سيظل شوكة في حلق هذا الكيان لأنه صاحب قضية، وقالت: نعرف أن مطالباتنا بمحاسبة جنود الاحتلال على فعلتهم المشينة طريق طويل وصعب ولكننا نعريهم ونفضحهم على المستوى الدولي والإنساني، متسائلة: هل يعقل أن يحتفل جنود الاحتلال بإصابة الطفل علي أبو عليا صاحب الـ 14 عامًا برصاصة في بطنه سقط شهيدًا على إثرها، وهل تهنئة الجنود الإسرائيليين لزميلهم لإصابته شاب بإصابة دقيقة في قدمه هو فعل يقوم به أي انسان عادي، هذه السلوكيات يجب أن نعريها أمام المجتمع الدولي للتدليل على عدم إنسانية هذا الاحتلال ولن ندخر جهدًا في التوضيح لشعوب العالم كيف ينتهك هذا الكيان جميع المعاهدات والقرارات الدولية ويرتكب كافة جرائم الحرب في حق الشعب الفلسطيني.

وطالبت رئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة، من كافة الدول التي تصوت في المؤسسات الدولية والأمم المتحدة مع إسرائيل ضد القضية الفلسطينية بالوقوف مع الضمير الإنساني ضد دولة مارقة تمارس كافة أشكال جرائم الحرب، فهي حكومة يمينية عنصرية تتكون من المتطرفين والإرهابيين، وتعمل على إصدار قوانين وإجراءات عنصرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ويكون رد العالم بمكافأة  هذه الدولة المغتصبة بالتمثيل في المؤسسات الدولية والقانونية بدلًا من خضوعها للقانون الدولي.

وقال عاطف المغاوري، نائب رئيس حزب التجمع، ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب بمجلس النواب، إن الشعب الفلسطيني يقدم نماذج نضالية كل يوم، وحتى أنه بالأمس فقط كان جنود الاحتلال الإسرائيلي المدججون بالسلاح يحيطون بسيدة فلسطينية مُسنة على بوابات المسجد الأقصى ليعتقلوها رغم سنها الكبير ولكنها ابتسمت وقالت لأبنائها أنا أقوى منهم جميعًا في رسالة لا يمكن إلا أن تراها من هذا الشعب الفلسطيني الصامد مثل الجبال.

وأشار مغاوري إلى إن الأحداث الكارثية التي تعرضت لها دول عربية مؤخرًا كانت بفعل الطبيعة ونحن نتضامن معهم ونساندهم، لكن ماذا عن فعل الإنسان الذي يقتل الفلسطينيين أمام أعين العالم، الذي لا نراه يتحدث عن حقوق الإنسان أو يتضامن مثل ما يحدث في أوكرانيا ويتباكى على الإنسانية، بل لا يحرك ساكنًا تجاه المذابح والجرائم التي ترتكب يوميًا في حق الشعب الفلسطيني، لذا فنحن نقول إن الشعب الفلسطيني انتصر بدون أدوات ضد احتلال عنصري مدعوم بقوى دولية عظمى وأن هذا الشعب الفلسطيني أسقط المقولة الزائفة “شعب بلا أرض لأرض بلا شعب”، فهناك في فلسطين وفي الشتات شعب يقاتل ويعلنها أن نكبة 48 هي جريمة مستمرة لم تسقط بالتقادم وأن حق العودة هو حق أصيل لن يسقط مهما حاولوا.

ونظمت أمينة النقاش المتحدث الإعلامي للحزب، ورئيسة مجلس إدارة جريدة الأهالي، جلسة نقاشية على هامش الاعتصام للتحدث مع المشاركين في آليات التعاون الوطني والعربي لمساندة القضية الفلسطينية، بمشاركة اتحاد المرأة الفلسطينية وعددٍ من الشخصيات العامة على رأسهم الدكتورة عواطف عبد الرحمن أستاذة ورئيس قسم الصحافة بكلية إعلام جامعة القاهرة، فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، والنائبة سناء السعيد عضو مجلس النواب، والنائب عاطف المغاوري نائب رئيس حزب التجمع ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب وآخرين

وأصدر المعتصمون بيانًا ختاميًا في نهاية الاعتصام التضامني الرمزي بعنوان “لا لتعرية النساء الفلسطينيات .. العار للاحتلال والمجد للمرأة الفلسطينية”، وأدان البيان الإجراءات الهمجية والوحشية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي التي داهمت منازل الفلسطينيين ولم تكتفِ بالتفتيش والهدم بل تجاوز ذلك إلى تعرية النساء أثناء تفتيشهن وتصويرهن ونشر صورهن وترويع أطفالهن وأسرهن سعيًا لمزيد من إذلال الشعب الفلسطيني بذلك السلوك المشين الذي يتجاوز كل الأعراف والقواعد والقوانين الدولية التي تنص على إلزام دولة الاحتلال باحترام الكرامة الإنسانية للشعب الذي يقع تحت قبضة احتلالها.

وأضاف البيان: يخطئ الاحتلال الصهيوني وهو يظن أن هذا السلوك المشين والجبان قد يخيف المرأة الفلسطينية ويحول بينها وبين مواصلة دورها البطولي الجسور في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولة مستقلة كبقية شعوب الأرض ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية. ودعا البيان المجتمع الدولي والشعوب الحرة وكل أحرار العالم وهيئة الأمم المتحدة لحث الهيئات الدولية المعنية بالتحقيق في تلك الوقائع الصادمة للضمير الإنساني تمهيدًا لإلزام اسرائيل كآخر دولة احتلال عنصري في العالم بتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة وتصون كرامة أبنائه في العيش الحر الكريم.

 

التعليقات متوقفه