ندوة حول القدس بمشاركة التجمع: رفــــض شعبــى للتطبيــــع

169

متابعة محمد مختار:

كشفت عبلة الدجاني رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، عن تشكيل جبهة مشتركة لنساء مصر وفلسطين، موضحة أن الفترة القادمة ستشهد العديد من الفعاليات للتنديد بما يحدث من الكيان الصهيونى، مطالبة بضرورة إعادة إحياء حركة المقاطعة العربية لإسرائيل ومن يدعمها.
وقالت الدجانى، خلال ندوة بعنوان “القدس: التاريخ والحاضر”، عُقدت بمقر الحزب الاشتراكى المصرى، وبمشاركة الجبهة الوطنية لنساء مصر، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، إننا ندين أمريكا ونرفض قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وأيضًا نشجب تصريحاتها والتى تزعم فيها بأن القدس أنشأتها اسرائيل، مؤكدة أنه حتى يومنا هذا لم يجدوا حجرًا واحدًا يثبت مزاعمهم بأن القدس إسرائيلية.
وثمنت رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، الموقف المصرى فى مجلس الأمن، موجهة التحية إلى جميع الدول التى صوتت لعروبة القدس فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومؤكدة استمرارية الانتفاضة، وأن الصمود هو سلاح الشعب الفلسطينى، وأن المناضلين الفلسطينيين حول المسجد الأقصى استطاعوا أن يجبروا إسرائيل على إبعاد بوابتهم الإلكترونية التى حول المسجد الاقصى.
الجبهة الداخلية
وفى سياق متصل، أكد مدير مركز يافا للدراسات الإستراتيجية رفعت سيد أحمد، أن استنزاف بلداننا العربية بما يسمى الربيع العربى واستهداف جيوشنا، تسبب فى انحراف بوصلتنا عن القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه على الناحية الأخرى فهناك بعض المفاهيم حول القدس، ولكنه بعد القرار الوقح “على حد تعبيره”، بنقل السفارة الأمريكية فقد قام بتنبيه من تغافل عن القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هذا الصراع لا يقبل بأنصاف الحلول، ولكن لابد من حلول كاملة لهذه القضية.
واستطرد مدير مركز يافا للدراسات الاستراتيجية، لمحة تاريخية وعددا من الأحداث والتى تثبت بان القدس عربية ومنذ رحلة النبى محمد فى “الإسراء والمعراج”، ومرورًا بسياسات التهويد بعد عام 1948 والتى لعب التآمر الدولى دورًا كبيرا فى ذلك، موضحًا أنه لن نستطيع الرد على ذلك إلا عن طريق توحيد الجبهة الداخلية والفصائل الفلسطينية، ومؤكدًا أن القضية الفلسطينية ليست قضية الشعب الفسطيني وحده، ومحاولات الغرب لإبعادنا عن هذه القضية يجب التصدى لها، وأن الدفاع عن فلسطين يبدأ من القاهرة.
الصراع العربى الإيرانى
وفى نفس السياق أكد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية محمد السعيد إدريس، أن القضية الفلسطينية هى صراع وجود، والجانب الآخر يتعامل معنا على هذا الأساس، مؤكدًا أن المشروع الإسرائيلي الصهيونى والمشروع الغربى الاستعمارى هو مشروع واحد، والهدف منه تدمير هذه الأمة، والحيلولة دون توحد هذه المنطقة، والتى تعتبر شعبا واحدا ودينا واحدا ولغة واحدة وآمال واحدة، ولذلك كان لسان حالهم، يجب محاربة هذه المنطقة والحيلولة بينها وبين التقدم العلمى.
وأكد إدريس، إلى اتباعهم استراتيجية يعتقد فيها الكيان الصهيونى أنه لن يتحقق هذا الكيان إلا بتفكيك ثلاث دول وهي العراق وسوريا ومصر، وبدأوا بالفعل فى هذا المخطط بمشروعات تفكيك العراق وسوريا ونجحوا فى ذلك، لافتًا إلى اتفاقية سايكس بيكو، ومشروع الشرق الأوسط الكبير، والذى ساهم فى تفتيت الدول العربية، ثم تحويل الصراع العربى الإسرائيلى، إلى الصراع العربى الإيرانى، وأن ما كان يقال خفية بأن هناك استقطابًا جديدًا يبدأ من شطر العرب إلى سنة وشيعة وينتهى فيه العداء إلى إسرائيل وتحويله إلى العداء مع إيران بدأ بالفعل دخوله التنفيذ على أرض الواقع وأصبحنا نشاهده الآن.
ولفت مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إلى أن توحيد القرار العربى وإنهاء الصراعات الداخلية هام جدًا، وأن صمود الفلسطينيين وتوحيد قرارهم هو بداية الحل، وذلك فى الوقت الذى نشهد فيه العالم وهو يقف بجانب القضية الفلسطينية ضد قرار نقل سفارة الولايات المتحدة للقدس، ومشددًا على ضرورة إحياء ثقافة المقاومة بمفهومها الأشمل وليست حمل السلاح فقط، والتى تبدأ بإنهاء التطبيع مع إسرائيل، وأن الولايات المتحدة لايمكن أن تكون حليفا لنا، مطالبًا بضرورة تأسيس حركات تعمل ضد التطبيع وتناهض ذلك.
اجتماع عاجل
وقال محمد فرج، عضو الهيئة العليا لحزب التجمع، إن البيئة الدولية والإقليمية والعربية والتى حدثت بعد قرار ترامب، قد وضع القضية الفلسطينية فى صدارة جدول الأعمال، وجعل العديد من الدول الكبرى أن تقف ضد قرار الولايات المتحدة، مؤكدًا أنه وضع دولى جديد مساند للقضية الفلسطينية، ومطالبا بأن تظل القضية الفلسطينية على رأس جدول الاعمال.
وتابع، أنه وبعد فشل المشروع الأمريكى فى مصر وسوريا والعراق، يجب أن تستعيد هذه الدول عافيتها وخاصة سوريا والعراق واللتان أصابتهما الكثير من التدمير وطمس للهوية، مؤكدًا أن عقيدتنا هى أنه ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
وأضاف عضو الهيئة العليا لحزب التجمع، أن شعار حملة تحرير فلسطين يبدأ من القاهرة، يهدف إلى استعادة روح المقاومة، ورفض التطبيع، داعيا الحضور بالندوة بضرورة عقد اجتماع خلال الأيام للترتيب لهذه الحملة.
حملة شعبية
وقال أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، إن العلاقة بين الشعبين المصرى والفلسطينى تاريخية ولا تحتاج إلى توضيح، وأن القضية الفلسطينية هى قضية مركزية بالنسبة لمصر، مستنكرًا وتيرة التطبيع مع الكيان الصهيونى فى الفترة الخيرة، ومطالبا الجميع بضرورة مقاومة ذلك.
وأوضح رئيس الحزب الاشتراكى المصرى، أن قضية القدس تعتبر موضوع الساعة، وأن الاستعمار الصهيونى هو أخر اشكال الإمبريالية التى حاولت السيطرة على العالم، مطالبًا بضرورة دعم حركات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية، ومشددًا على أن الوضع الحالى بحاجة إلى عقد اجتماع عاجل لكل الرافضين للكيان الصهيونى والرافضين للتطبيع، وتكوين حملة تجوب جميع أنحاء الجمهورية للتنديد بما يحدث.

التعليقات متوقفه