المنسق العام لجماعة نداء السلام العربي العربي سمير حباشنة يكتب عن أربعينية الإمام الصادق المهدي

128

*بقلم سمير الحباشنة

فقد العرب شخصية استثنائية بكل ما تحمل الكلمة من معاني إيجابية، فالرجل وكما عرفته إبان عملنا معاً في مجموعة السلام العربي، وزياراته المتكرره الى عمان كرئيس لمنتدى الوسطية العالمي وزياراته لجمعية الأردنية للعلوم والثقافة ،شخصيه تميزت بسمات خاصه حيث قدم فكراً حيوياً حداثياً واقعياً ،يحمل إجابات على أكثر المسائل وعوره في الفكر العربي المعاصر.

وهنا استعرض بعض لتلك المفاهيم التي نتفق عليها بإعتبارها المخرج لأزمة العقل العربي الراهن.

“1”

فالإمام المهدي يعي تماماً ذلك الرابط العضوي بين العروبة والاسلام ،ويحمل رأياً مخالفاً تماماً للقومين الإنعزاليين الذين يسعوون الى ابرام طلاق نهائي مع تراثنا العربي الاسلامي، كما انه يعارض وبشدة التيارات الإسلامية التي تمارس الانعزاليه أيضاً بإنكارها للعروبة واعتبارها ضد الاسلام….!

فالاسلام والعروبة كما نفهمها ويفهمها الإمام، انما هي حاله تماهي حضاري متكامل فالعروبة وعاء مادي، كأمة مكتملة التكوين وبين الاسلام كوعاء معنوي، ونسغ يمثل روح الأمة العربية..

وما يؤكد هذه الحقيقة ان مفكرري العروبة من العرب المسيحيين، إنما يتفقون بأن المسيحيه بالنسبة لهم هي دين، لكنهم ينتمون الى الحضارة والثقافة العربية الاسلامية..

“2”

والإمام الصادق، يعي ذلك الرابط الذي لا ينفصم بين الدولة الوطنية من جهة وبين تطلعات العرب في كل أقطارهم نحو الوئام والانفتاح والتكامل.

فالأمة العربية تكاد تكون الامة الوحيدة التي تملك كل مقومات الوحدة، والتي لم تستطع حتى الآن اقامة “دولة الأمه”. وبالتالي فأن اهتمامه في القضايا العربية وايمانه بوحدة المصير العربي، كانت هاجساً وأولويه عبر عنها، بوجوده النشط في كل الاطارات التي من شأنها خلق التقارب بين العرب ،والسعي الى حل خلافاتهم سواء البينيه منها او الخلافات داخل البلد الواحد.

وما نشاطه في مجموعة السلام العربي وحرصه على تطوير اعمالها الا استناداً الى هذا الفهم الذي لا يميز بين مصالح السودان والمصالح العربية.

“3”

أن الإمام الصادق رحمه الله كان رمزاً من رموز الفكر الحداثي المتقدم، الذي يعي أهمية التواصل بين كل المراحل التراثية المشرقه في تاريخنا، وبين واقعنا الراهن. فالاصالة جذر الامة، كما ان المعاصره مطلب مُلح وضروري، يتطلب منا تنشيط الإجتهاد وتجديد الخطاب الديني الذي يسعى البعض لحشرة في ظلمات التاريخ .

واجزم ان الأمة وان ارادت ان تتطور فعليا عليها احياء مفهوم الاجتهاد ،باعتباره سبيلنا الى الاجابه على الاسئلة المعاصرة المتعلقه ،بنهوض الأمة وتمكينها من مواكبة العصر والدخول الى المستقبل، بفكر حر نشط ،حر، قادر على اخراجنا من حالة السكون الى عالم المواكبه.

أو ليس الاجتهاد ثالثة الآثافي بعد القرآن الكريم والحديث الشريف “المؤكد”.

“4”

اما المذاهب ،فإن الامام يتعامل معها على اساس انها حالة من التعدديه داخل الاطار الاسلامي الواحد.

وان التحدي ان نحول التعددية الى تنوع ايجابي، كردِ على ما يجري اليوم من مفاهيم عقيمة حولت المذاهب الى حاله من الاختلاف والتناحر حدْ المواجهات المسلحه.

وبعد/ رحم الله الإمام الصادق المهدي فقد كان مدرسة فكريه رائده مجسده بعقل رجل.

وما أحوجنا اليوم كعرب الى هذه المفاهيم، كبديل لحالة الانكفاء والانعزال التي يعيشها العرب داخل قواقعهم القطريه وانقساماتهم الدينية والمذهبية والطائفية، التي لن تأتي علينا الا بالتخلف والدمار والحروب العبثية، والتي نعيش اليوم في ظلالها القاتمه.

والله ومصلحة العرب من وراء القصد
منسق مجموعة السلام العربي المهندس سمير حباشنة / وزير الثقافة الأردني سابقا

التعليقات متوقفه