ماجدة موريس تكتب :أفلام لم نرها

8

هل توقفت السينما المصرية عن الإبداع وتقديم الجديد في الأفلام الوطنية، أم أن معوقات تقديم هذه الأعمال أصبحت أصعب؟

وهل من الممكن، في زمن مختلف عن السبعينات وحرب اكتوبر المجيدة، تقديم قصص وسيناريوهات جديدة عن هذه الحرب التي قدم فيها الجيش والشعب في مصر قصصا نادرة من الدفاع عن الوطن وبطولات لازالت في الذاكرة ونماذج نادرة مثل البطل إبراهيم الرفاعي، الملقب بأسد سيناء الذي قاد مجموعة 39 قتال في سيناء إلي بث الرعب لدي العدو الاسرائيلي وجنوده في عمليات عديدة للدرجة التي جعلته لغزا موجعا لهم خاصة بعد أن قام ومجموعته بالثأر لعملية موت الفريق عبد المنعم رياض شهيدا باحتلال موقع إطلاق النيران عليه وإبادة 44 من ضباط وجنود العدو ورفع العلم المصري، أربعين عملية قام بها بنفسه وسط مجموعته حتي استشهد يوم 19 أكتوبر 1973 ليتحول الي أسطورة، فكيف. لا تخلده السينما في فيلم يحفظ ما قدمه لأبنائنا وللتاريخ؟ وكيف ولماذا يتوقف انتاج الافلام التي تقوم علي تقديم هذه القصص وبطولات هذا الشعب وجيشه برغم وجود الكثير منها تمت كتابته بالفعل، ولكنه لم يظهر للنور لأسباب عديدة، رقابية وإنتاجية.
السينما.. والصمت
أثنا عشر فيلما فقط قدمتها السينما المصرية عن حرب أكتوبر في اكثر من نصف قرن، بداية من «الرصاصة لا تزال في جيبي» الذي تناول ظروف المقاتلين في الحرب مع تقديم لجانب من المعارك، بعده فيلم «الوفاء العظيم» الذي تناول قصة إنسانية بدأت قبل الحرب وتحولت بعد ذهاب البطل للقتال وهي الفكرة التي اقتربت منها قصة فيلم «بدور»، وبعده فيلم «العمر لحظة» عن ذهاب صحفية لميدان القتال، ثم فيلم «إعدام ميت» عن حرب المخابرات، وبعد وقت طال جاء فيلم «الطريق الي ايلات» عن ضرب القطع البحرية للعدو، وبعده فيلم «يوم الكرامة» عن معركة بحرية اخري، والاثنان من إنتاج التليفزيون، وقطاع الانتاج به، ثم فيلم عرض بعد فترة طويلة من انتاجه هو «حائط البطولات»، واخيراً فيلم «الممر» آخر هذه الافلام والذي رأيناه عام 2019، وقبل كل هذا ثلاثة افلام قبل الحرب نفسها هي «اغنية علي الممر» لجماعة السينما الجديدة عام 1972، و«العصفور» الذي سجل مشاعر الغضب الشعبي والمطالبة بالحرب، والثالث كان «أبناء الصمت» الذي طرح اسئلة عديدة وانتج قبل الحرب وعرض بعدها. والسؤال الان هو، هل تكفي هذه الافلام القليلة لقصص بطولات كبيرة وكثيرة لم نعرفها بعد؟، ولماذا لا تأخذ الأجيال الجديدة من السينمائيين حقها في التعبير عنها؟ ولماذا لا نقدم فيلما وطنيا يكشف الستار عن بطولاتنا وأبطالنا كل عام؟.

التعليقات متوقفه