محمود الحضري يكتب :خصوصية التجمع والأهالي ..ستبقى

600

*بقلم الكاتب  الصحفي محمود الحضري:44 عاما على تأسيس حزب التجمع التقدمي الوحدوي ليست مجرد سنوات في تعداد عمر البلاد، بل تاريخ خاص لمؤسسة سياسية متكاملة، خطت خطواتها الأولى من أجل الدفاع عن هذا البلد بكل أعضاء كتائبها في ربوع مصر.

والجميع أدرك من الوهلة الأولى من انضمامه لوحدات هذه المؤسسة السياسية – هكذا أسميها- أنه يدخل في معارك مع الأنظمة المتعاقبة، وفصائل الرجعية، وقد تكون حريته هي الثمن، وأنه سيكون مطاردا في كل موقع يطرق بابه، بل ربما تكون لقمة عيشه مهددة في كل لحظة.

الجميع في كتائب “مؤسسة التجمع”، ادرك المخاطر، لكنهم يؤمنون أن الوطن أكبر وأهم والدفاع عن حقوق الوطن ومواطنيه تتقزم أمامها كل التضحيات مهما كان الثمن.

وفي الأهالي أحد هم وحدات “مؤسسة التجمع” السياسية خصوصية كبيرة، فقد حملت على أكتافها من اللحظة الأولى، أن تحقق شعارها “جريدة كل الوطنيين” في كل حرف وكلمة وجملة، على صفحاتها، ومهمة الجميع تقديم المعلومة، الدقيقة لقارئ محترم يبحث عن الحقيقة، وإيمان الجميع أنه جندي في معركة دفاع عن الناس كل الناس، والبحث للوصول إلى ما يرضي ظمأ القارئ خصوصًا في مراحل صعبة مرت بها البلاد، كان فيه الحصول على معلومة، ليست نحتا في الصخر، بل من كسر الحديد.

على مدى سنواتها خاضت الأهالي معارك من أجل الوطن والمواطن، لم تخضع لابتزاز رأسمال، أو يرهبها سطوة وسوط سلطان جائر، قضيتها قول كلمة حق، مهما كان الثمن، ونجحت أن تضع لنفسها بصمة في الصحافة، ليبحث عنها القارئ، ويوصي بائع الصحف أن يحجز له نسخة، قبل أن تنفذ نسخ العدد الأسبوعي صباح كل أربعاء.

نجاح الأهالي ضمن صحافة المعارضة، يذكرني بمقولة للكاتب الصحفي الكبير المرحوم صلاح الدين حافظ “نجاح الأهالي  وصحف المعارضة دفع الصحف القومية إلى تناول موضوعات كانت محرمة، ولتثبت مصداقيتها أمام القارئ”.

في الأهالي كتيبة محاربين بالفعل على مر سنواتها، لم تتوان لحظة في تناول موضوعات يمكن أن تؤدي إلى الاعتقال والسجن في سنوات أخرى، الجرأة في التناول دفاعا عن الحق هي السمة الاساسية في “أهالي التجمع”، انطلاقا من ايمان قوي بقضايا وطن، وحقوق مواطن في المدينة والقرية والنجع.

ومن يرجع لأرشيف الأهالي سيتكشف العديد من المفاجآت حول قضايا مازالت محل جدل، وستظل عن الاحتكار، وصراع راس المال على السلطة، وعشش الفساد، والفقراء المظلومين في كل العصور، والنصب باسم السلطة، وعنكبوت الفساد في المحليات، وملفات عن هموم البشر.

وفي مدرسة الأهالي سمات خاصة، لم يتخل عنها أحد، أن تعليم الأجيال الجديدة مصداقية العمل الصحفي، وتربية أجيال جديدة، مسئولية يتسلمها جيل بعد جيل، في زمن اختفت فيه مدارس التعليم داخل المطبخ الصحفي.

والكل واحد في الأهالي، نتذكر تلك الجلسات العائلية، في منازل رؤساء ومديري التحرير، وفي منازل المحررين ورؤساء الأقسام، لتختفي المسافات، ولترسيخ مفهوم العائلة الواحدة.

“الأهالي” بدأت مدرسة صحفية ذات طبيعة خاصة، وستبقى بغض النظر عن المتغيرات والتحديات.

التعليقات متوقفه