التعايش مع الكورونا .. استسلام ام مواجهة حتمية ؟

380

*بقلم : مينا كرم: حالة من الحيرة والمفاجأة انتابت كثير من ابناء الشعب المصري ازاء تصرفات الحكومة المصرية الاخيرة في مواجهة ازمة كورونا في الفترة الاخيرة التي اعطت ايحاء للبعض وتأكيد للبعض ان الدولة أخذت قرار تخفيف الاجراءات الاحترازية المتبعة واعادة الحياة لطبيعتها مع أخذ الحذر والرهان علي وعي المواطن !! خاصة مع حديث مصادر حكومية مطلعة بدأت في الاشارة الي اعادة السياحة الداخلية وحركة الطيران المدني من جديد بشروط تبدو غير مكتملة كجزء من كون ان الحياة ستعود لطبيعتها في اول شهر يونيو القادم للحفاظ علي الاقتصاد الذي خسر الكثير والكثير في الشهرين السابقين مع تراجع الاحتياطي النقدي المصري في البنك المركزي قرابة 8 مليار دولار لينخفض من 45 مليار دولار الي ما يقارب 37 مليار دولار .

ما الذي تغير ؟
هل هي محاولة استسلام للامر الواقع واعتراف ضمني بصعوبة تعقب المصابين والمخالطين خاصة مع اقتراب الاعداد من تجاوز العشرة الالاف مصاب ؟
ام انها مواجهة حتمية للوصول سريعا للذروة ومناعة القطيع للحفاظ علي الاقتصاد وتماسك الدولة المصرية المتعافية حديثا اقتصاديا وربما اذا زاد الوقت اكثر يصبح الامر كارثي ؟
هل الدولة ونظامها الصحي- المتهالك كبنية تحتية والمرهق والغير راضي كأطقم بشرية – بالفعل جاهز لاحتواء الالاف الحالات التي من الممكن ان تصاب يوميا ام ان هناك رهانا ما سيقع علي كاهل القوات المسلحة ومستشفياتها الميدانية التي تم استعراضها مطلع ابريل الماضي بعد استنزاف النظام الصحي المدني بأكمله ؟
ما هي الفرص البديلة الموجودة امام الحكومة المصرية التي انتظر منها ملايين المصريين اتخاذ اجراءات احترازية قوية في الاسبوعين الاخيرين من شهر رمضان ولكنها مددت القرارات الاحترازية المستحية التي اتخذتها في بداية شهر رمضان ؟ هل ستستمع الحكومة لدعوات نقابة الاطباء المرهقين لعمل حظر كامل في الفترة المتبقية وفترة عيد الفطر ام انها ” ستعمل ودن من طين و ودن من عجين ” هذه المرة ؟
هل سيكون ارتداء الكمامة اجباري مع اعادة الحياة لطبيعتها مع توقيع غرامة علي المخالفين ؟ وفي هذه الحالة هل فعلا تستطيع الدولة والقطاع الخاص توفير ملايين الكمامات يوميا للمواطنين باسعار مناسبة ؟ وهل يستطيع المواطن البسيط سواء من الطبقات الفقيرة التي تصل الي 33 % من الشعب والعمالة الغير منتظمة التي فقدت عملها وتعيش علي ال 500 جنيه منحة الدولة وحتي الطبقات المتوسطة تحمل تكلفة الكمامات الشهرية واضافتها علي كاهل واعباء الاسرة المصرية الاقتصادية ؟
هل بالفعل تراهن الحكومة علي وعي الشعب وهي اكثر من يعرف حالة التردي الثقافي والفكري الذي يعاني منه الاغلبية خاصة مع وجود حوالي 40 % من الشعب علي الاقل يعاني من الامية ؟
هل من الممكن ان تفقد الحكومة شعبيتها الكبيرة التي حصدتها اثناء الايام الاولي من ادارة الازمة وازمة السيول ؟ ام انها تقرأ و ترتب لاشياء غير معلنة للعامة ؟ ام انها بدأت تصاب بارهاق فكري واقتصادي وصحي يؤثر علي استمرارها في اتخاذ قرارات مناسبة للموقف ؟
اسئلة كثيرة تبدو محيرة للغاية وان كانت المؤشرات تقول اننا في وضع صعب وفي الاغلب نتجه لما هو أصعب .. وعلي الجميع افرادا وأسرا وعائلات وحكومة ودولة ان تتخذ موقفها من التعايش مع الكورونا هل هو :
استسلام ام مواجهة ؟ ..
قلة حيلة أم واقعية مخيفة ؟ ..
اجبار أم رفاهية اختيار ؟ ..
مع الوضع في الاعتبار حساب تكلفة الفرصة البديلة للارواح والارباح .. للانسان وللاقتصاد .

التعليقات متوقفه