ثروت الخرباوي: القبض على “حسام سلام” أرعب الهاربين في الخارج.. وحركة “حسم” و ميليشيات الإخوان انتهت وما تبقى “حلاوة روح”
وليد البرش: المجلس الأعلى للإرهاب وفصل الإخوان من المصالح الحكومية حبر على ورق .. والدولة تقعد بالمرصاد لكل من أسهم في إراقة الدماء
طالب عدد من الخبراء في مجال الإسلام السياسي بضرورة مواجهة الفكر الإخواني، مؤكدين أن المواجهة الأمنية وحدها لا تكفي، على أن تقوم المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية بدورها في المواجهة.
وأشادوا بدور رجال الأمن في الضربة القوية التي قاموا بها للقبض على حسام سلام ، القيادي بحركة حسم، حيث تم اقتياده من طائرة سودانية كانت في طريقها إلى تركيا وهبطت اضطراريا في مطار الأقصر.
حسام سلام
تم فصل حسام سلام من كلية الهندسة جامعة المنوفية في العام 2014 مع 9 طلاب اخرين ينتمون للجماعة لمدة شهر لقيامهم بالتعدى على الموظفين الإداريين، واقتحام مكتب عميد الكلية وتحطيم سيارته، وأدين بالسجن المشدد 3 سنوات.
شارك سلام في تأسيس حركة “حسم” وتنفيذ عدة عمليات إرهابية لحساب جماعة الإخوان، منها محاولة اغتيال المفتي السابق علي جمعة والنائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز عثمان، واستهداف ضباط الشرطة والجيش.
وفي العام 2017، أمرت جهات التحقيق بالقبض على 96 متهما من عناصر حركة “حسم”، المطلوب ضبطهم وإحضارهم في قضية محاولة اغتيال النائب العام المساعد، وضمت بجانب سلام بعض قيادات الإخوان الهاربين إلى تركيا، في مقدمتهم النائب السابق جمال حشمت، والفنان وجدي العربي، وعلى بطيخ، عضو مجلس شورى الجماعة، ومجدي شلش، عضو الهيئة العليا للجماعة، وعمرو دراج، والمتحدث باسم وزارة الصحة الأسبق يحيى موسى.
وصدرت قرارات الضبط والإحضار بحق المتهمين، نفاذا لقرار إحالتهم للمحاكمة في القضية رقم 64 لسنة 2017 جنايات القاهرة، وتضم 299 متهما والقضية رقم 724 لسنه 2016 والمحالة للقضاء العسكري برقم 64 لسنة 2017 جنايات.
الأمر الذي دفع عدد كبير من الخبراء والمختصين بضرورة القضاء على تلك الأفكار الهدامة التي ساهمت في إراقة الدماء في المجتمعات.
ضربة أمنية
في البداية قال عمرو عبد المنعم الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن القبض على حسام سلام يعتبر ضربة أمنية، أثبتت وعي وشجاعة رجال الأمن، فمجرد هبوط الطائرة في مطار الأقصر كان يقظة رجال الأمن للإرهابي المتهم في ما يقرب من 15 قضية، وقبض على “الصيد الخبيث” في نفس التوقيت الذي يروج فيه الإعلام الإخواني أنه تم القبض على معارض مصري.
ولفت إلى انه تم إدراجه في المختفين قصريًا عامًا 2017، حيث تفاجأ المجتمع المصري بقدومه على طائرة من السودان إلى تركيا بعدما استدعاه المرشد ورجاله وشلة “أبراج العاج المنهارة” قادة اسطنبول.
وأكد أن فكر الجماعات الإرهابية لم ينته بعد؛ خاصة أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، قائلًا: لم تنته جماعة الاخوان بالقبض على حسام سلام .
وأضاف أن كل الحركات الهدامة في التاريخ لم تنته ولكن انحصرت، وتتمدد في بعض الاوقات، لافتًا إلى أن حركات الارهاب بين التمدد والانحصار، موضحًا أن حال المؤسسات الفكرية يرثى له، فالجهات الأمنية حققت نجاحات كبيرة على الأرض ولكن المواجهة الأمنية وحدها لا تكفي، مطالبا بضرورة وجود مواجهة فكرية ودينية واجتماعية وتعليمية وصحية، المشروع الحضاري المصري لم يخط في مواجهة الإرهاب قيد انمله.
وتابع أن هناك مشروعا للمواجهة الفكرية ولكن لم يطبق حتى الآن، متسائلًا: أين المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، أين مشروعات دار الإفتاء على الأرض، أين مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الذي يتابعه الملايين، أين قصور وهيئات الثقافة في المحافظات؟
وتساءل: من الذي يتابع الإصدارات الورقية والكتب المطبوعة، فنحن ليس لدينا المناهج والوسائل التي تصل إلى جموع الشباب والمتمثلة في المعلومة ذات المصدقية والصورة والفيديو السريع المعبر، والكتاب الذي يحمل مشروعا فكريا ويروج له في كل الوسائل الإعلامية، مضيفا أننا لم نؤثر في المتلقي، والذي يؤثر في المتلقي يسحب البساط من تحت القدم.
نحن بحاجة إلى إصدارات مؤسسة للفكر القومي المصري، والثقافة المصرية، بجانب إصدارات تفضح بها الجماعات وتراجعها، فضلا عن إصدارات للثقافة التنويرية والمتراجعة عن فكر الإرهاب، كما يمكنا ترويج لهذه الاصدارات بطرق مختلفة، كما يمكنا قراءة للمنهجية الوسطية المصرية، التي اقامت مشعل الحضارة المصرية عبر تاريخها القديم والحديث، حسبما ذكر عبد المنعم.
وأوضح أن الارهاب فكرة تحيا بجذورها على الارض الخصبة لافكار الارهاب، رغم القضاء على الجيلين الاول والثانى من الجماعة مازال هناك بعض الجذور قد تنشط في اي وقت على القيادات وعدد كبير من الاعضاء.
ضعف التنظيم
بينما أكد المحامي ثروت الخرباوي، القيادي المنشق عن تنظيم الإخوان، أن حركة الإخوان لم تنته في مصر ولا في العالم، خاصة أن الحركة تتكون من عنصرين، الأول هو التنظيم ، والثاني افكر ، لافتا إلى أن التنظيم قد تعرض لضربات أمنية قوية جعلته في الوقت الراهن ضعيف ، وعندما يتعرض التنظيم لتلك الضربات يستخدم فقه يطلقون عليه “فقه الاستضعاف” حيث يعمل التنظيم في الخفاء وسرية تامة ، ويستخدم لذلك جيل جديد من القيادات ليست له ملفات أمنية، مشيرا إلى أن هذا الجيل كان موجودا منذ زمن بعيد، ولكنهم يطلقون عليه “أصحاب العضوية الخاملة” حيث لا يتم تفعيلهم في أي أنشطة علنية يمكن أن تكشفهم بل انهم في الظاهر يبدو عليهم سمة التدين الصوفي ، وقد يكون ظاهرهم ليبراليا، وذكر أنه لكي يُتقن أصحاب العضوية الخاملة في التخفي فإنهم ينخرطون في أحزاب سياسية قريبة من السلطة لذلك سنجد منهم من هو في حزب مستقبل وطن أو حماة وطن أو الشعب الجمهوري.
وأكد أن هؤلاء هم من يعملون على اعادة بناء التنظيم ويتم ضم أعضاء جدد من الشباب لكن وفق قواعد تنظيمية تتم في سرية تامة.
وأوضح أن الإخوان لا يهتمون في فترة الاستضعاف بكثرة الأعداد ولكن يهتمون بالنوعية التي يتم ضمها، ويعملون على تربيتها تنظيميا على أسس تربوية ترفع من قيمة السمع والطاعة .
وفي فترة الاستضعاف يعملون على تنويع أنشطتهم من خلال تفعيل عدد من أصحاب العضوية الخاملة في انشاء جمعيات أو ادارة جمعيات قائمة متخصصة في المجالات التربوية والتعليمية والتنمية البشرية وما إلى ذلك ، وفق ما قاله الخرباوي.
مؤكدا أننا لم نواجه أفكار الإخوان بعد ، ولا زالت أفكارهم وخياراتهم الفقهية والدينية منتشرة في المجتمع.
واشار إلى أن القبض على حسام سلام يثبت أن منظومتنا الأمنية في أعلى درجات تميزها ، ويثبت أيضا أن التنسيق بين جهاز الأمن الوطني والمخابرات العامة في أعلى درجاته ، وقد سبب القبض على حسام رعبا للإخوان المصريين الهاربين في بلاد العالم.
واضاف أن حركة حسم وميليشيات الاخوان انتهت ، ولم يبق منها إلا ما نسميه “حلاوة روح” أو “حركة الذيل” فالمعروف أنه بعد قطع رأس الثعبان يظل ذيله يتحرك قليلا إلا أن يهمد ويتوقف.
تنسيق أمني
وفي سياق متصل بهذا الموضوع أكد وليد البرش الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن عصر التنظيم المسلح لجماعة الاخوان انتهى بانتهاء حكمهم، لافتًا إلى أن دلالات القبض على “حسام” تؤكد أن هناك تنسيقا قويا بين الأمن المصري والسوداني، وهي بمثابة رسالة لجماعة الإخوان أن الصقور المصرية تتعقبكم في كل مكان، وأنها ستعاقب كل من أسهم في إراقة الدماء .
وفيما يخص تنظيم الإخوان الفكري قال البرش: مازال موجودًا ويمتلك اقتصاد دول قوية، مضيفًا أن الضربات الامنية القوية التي وجهت للجماعة والقبض على محمود عزت، ومقتل عدد كبير من اعضائها مثل محمد جمال، أنهى حركة حسم وكل التنظيمات المسلحة، مشيرًا إلى أن الدولة تعقب كل اعضاء الجماعة وتقعد لهم بالمرصاد.
ثغرات قانونية
وتابع أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قام بسد 6 ثغرات في قانون العقوبات، منها مكافحة المال الإرهابي، ووضع قوائم للشخصيات الإرهابية، ومحاكم للإرهاب، إلى جانب إنشاء المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، والذي لم يقم بدوره المنوط به حتى الآن، مؤكدا توقف التحفظ على أموال الإرهابيين، وعدم استمرارها؛ بالإضافة إلى غياب المواجهة الفكرية، مؤكدًا أن الأزهر لم يعد طباعة كتب السبكي التي أصدراها في الستينيات للرد على سيد قطب مرشد الجماعة، علاوة على عدم الجدية في فصل الإخوان من الوزارات، فالقانون لم يتم تفعيله.
واستكمل أن الجماعات الإخوانية المعادية للدولة تمتلك الإعلام المرئي البسيط، والتي تعرض خلاله الفيديوهات التي لا تتعدى مدتها الـ3 دقائق، وتحتوى على موضوع يتصدر الترند، ويصل إلى أكبر عدد من المواطنين في مختلف الفئات العمرية، لا سيما تلعب في عقلية البشر، مطالبًا بضرورة استخدام هذه الطريقة لغزو الفضاء الإلكتروني، والوصول لأكبر عدد ممكن من الناس في مختلف أنحاء العالم لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتفنيد الفكر المتطرف، والقضاء على الفكر الإخواني في ظل تراجع المطبوعات الورقية وعدم الإقبال عليها.
وشدد الباحث في شئون الجماعات الإرهابية بضرورة إنشاء اكاديمية للوعي تضم التنويريين والمثقفين على غرار الاكاديمية التي أنشأتها قطر والتي بدأت تنخرط من خلالها.
التعليقات متوقفه